استكمالا لموضوع الوطن والمواطنة ، استعرض الشيخ قول الإمام علي (ع) : " خير البلاد ما حملك ، ولا خير في الوطن إلا في الأمن والمسرة ، وشر الأوطان من لا يأمن فيه القطان " ، وتعرض الشيخ في موضوعه لثلاث نقاط أولها ، الحكم بالحق ، والثانية عدم التمميز والأخيرة التكافل الاجتماعي وكان تفصيلهم كالآتي:
فقال الشيخ أن المواطن الصالح هو من يحكم الحق والعدل في قضاياه ولو على نفسه. والميزة التي يتميز بها المواطن الصالح هي تقديم الحق ، حتى لو كان على أقرب أقرباءه ، وحتى لو كان من نفس الوطن ضد الغريب ، وشدد على أنه يتوجب علينا التكاتف كأبناء بلد واحد وكمواطنين لكن على العدل لا على الجور ، " ليس منا من دعا إلى عصبية " وهي أن ترى شرار قومك أفضل من خيار قوم آخرين.
والنقطة الثانية هي شرط مهم في المواطنة الصالحة وهي عدم التمييز بين مواطن وآخر فكل مواطن لا بد أن يكون مواطن من درجة أولى ، ولا يفرق بين أحد وآخر ويرفع أحد في درجة أنه لا يمكن المساس به ، ففي ذلك اقتداء بالنبي الذي يقف مع النصارى وغيرهم على قدم المساواة في دولته الإسلامية ، والتفريق بين المواطنين حسب الأديان وغيرها يجعل من البلد موطنا فاسدا. فقلب المواطنة أن يكون الكل متساويا في الحقوق والواجبات.
والنقطة الأخيرة متمثلة في التكافل الذي صرح الدكتور أنه يدلل على صلاح المواطن من عدمه ، وهو على قسمين معنوي ( الثقيف والتوعية ، الرقابة ) والرقابة إن فقدت يعيش المواطنون في مآسي ، وهناك أناس من الله عليهم بالمراقبة فإذا رأوا المعروف منتشرا فرحوا وإذا رأوا المنكرات منتشرة تعصبوا وغضبوا ، وآخرون لا يبالون بالمنكر لكنهم يفرحون بالمعروف، وقسم أخير لا يهتم بهذه ولا بتلك ، والقسم الآخر في التكافل مادي ، وهو ما أكد عليه الشيخ بل خاصة في الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا ، وقال بأن مساعدة المتضررين أفضل من الزيارات والعمرات والحجات المستحبة، وأضاف أن من لا يحس ولا يشارك ولا يتألم مع المسلمين ، لا يعتبر مواطنا صالحا.
التعليقات (0)