كان الإمام يدخل الأسواق حاملا الدرة وهو يتلو القرآن " ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" ثم يذهب للتجار فقيول لهم " والذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم "، هذه هي المقدمة التي استعرضها الدكتور عبدالله الديهي ، ثم قال إنه سيتحدث في أربع نقاط :
1- علي وموقفه مع الأسواق ، كيف يحافظ عليها ويسيرها ؟
2- الذهب والفضة كانا يمثلان النقد ، كيف كان علي يتصرف فيهما ؟
3- كيف يقدر علي عليه السلام ميزانية الدولة ؟
4- برنامج علي في حال الحرب ، قبل بدءها كيف كان الإمام يعبئ جنوده ؟
وتحدث الشيخ بإسهاب في النقطة الأول فعرف السوق بداية و هو المكان الذي تعرض فيه المنتوجات ، فكان الإمام يوجه إرشاداته وتوجيهاته للباعة ، يقرأ عليهم الآية في بداية الحديث و "ولا تبخسوا الناس أشيائهم" وكان حين يدخل تتوجه له الأنظار كل الباعة والشراة يضعون ما في أيديهم ويلقون أسماعهم إليه ويرمقونه بعينهم ، فيأمرهم بالحلم والأخلاق ويقول إياكم وإياكم باليمين ، ويأمرهم بتقديم بضاعة جيدة فإن رأى مخالفة يعاقب البائع أو يحاكمه إذا اضطر ، وهو يعترف باستقلال القضاء وإلا فهو قادر على مقاضاتهم بنفسه. ذاك كان الجانب النظري أما العملي فبين الشيخ أن الإمام وضع محتسب يدير شؤون السوق وإذا وقع شيء مخالف إما أن يصلحه بنفسه أو يرسله للقاضي ، وللمحتسب مهام كثيرة منها :
1- منع البخس في السوق.
2- منع الغش " خلط الرديء بالجيد "
3- مراقبة السوق من فساد الأطعمة
4- المحافظة على أمتعة الباعة من خلال تواجد العسسة (حراس)
5- حل مشاكل التجار
6- تنظيم السوق ، لا يجوز فتح تجارة إلا بإذن من المحتسب
أما في النقطة الثالثة فقال الشيخ أن الإمام كان يتلو عليهم الآية الثانية في بداية الحديث ، لأهمية أداء الحقوق لأنها يمكن أن تستثمر مما يقلل العطالة والبطالة في البلاد و تزيد البضائع ، مما يؤدي لرخص الأسعار ، وأيضا تقليل الاقتراض من الخارج ، وزيادة الزكوات والخمس والضرائب ، مما يرجعها للضعاف من الفقراء والبقية لخزينة الدولة ، والنتيجة النهائية القوة الاقتصادية و العلمية والصحية وغيرها بشرط استخدام الأموال في الحلال.
في النقطة الثالثة ، كان الإمام وأصحابه يقدرون البضائع ثم يحتسبون القيمة التي من المتوقع الحصول عليها وعلى الزكوات والصدقات والضرائب وفي النهاية قياس إمكانية عمل البرامج الحكومية من عدمها.
أما آخر نقاطه فقال أن الإمام يعد أصحابه قبل القتال (تعبئة نفسية) ، فيأمر أصحابه بالاستعداد من ليلتهم ويقضوها في العبادة وتلاوة القرآن والدعاء برزق الصبر والنصر ويأمرهم حين لقاء الأعداء أن يكونوا جادين حازمين ويكونوا مع الصادقين.
التعليقات (0)