افتتح الدكتور عبدالله الديهي مجلس الحديث بالآية الكريمة " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " والحديث الشريف (ص) : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، ثم قال المسؤولية توازي السلطة ، فكل من في السلطة مسؤول عن صغيرة وكبيرة لأنه يمثل المدير الأعلى للدولة ونحن نتعبر الإمام علي عليه السلام المسؤول الأول بعد النبي (ص) ، وقال فلنسر مع أمير المؤمنين في توجيهيه ونصحه وإدارته للدولة. ووعد أن الحديث سيدور في الليالي الثلاث عن علي (ع) المخطط وصاحب التنظيم ، وأساليب قيادته للأمة في خلال توليه للخلافة . وخصص الليلة للحديث عن معرفة علي للتخطيط الإداري للدولة حيث أنه وضع أهدافا مستقبلية و وضع سياسات تتعلق بالأمة واختيار الولاة والحافظين وأيضا وضع إجراءات وأحكام وبرنامج وميزانية للوصول إلى الأهداف التي وضعها.
أول ما دار الحديث عنه هي أهداف الأمير التي هي مقسمة لقسمين حسب قول الشيخ الديهي ، هدف رئيسي وهو تحكيم شرع الله في الأرض ولذلك لم يقم الإمام بأي ثورة مسلحة ضد الخلفاء الذي غصبوا خلافته حفاظا على وحدة المسلمين واستدل بقوله عليه السلام : " والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور إلا علي خاصة ". ثم استعرض الشيخ أربعة أمور أحدقت بالإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وهي ، إدعاء النبوة ، وجود المنافقين ، خطر خارجي ( الروم والفرس ) و خطر فلتة البيعة التي لا زلنا نعيش سلبياتها. والقسم الآخر من الأهداف هي أهداف تساعده في الوصول للهدف الرئيسي وهي ثلاثة ، أهداف قصيرة الأمد ، ومتوسطة الأمد وطويلة الأمد.
أما الهدف القصير الأمد فتتلخص في قول الأمير الذي ذكره الدكتور وهو " ألا أن كل قطيعة قطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال اللّه فهو مردود في بيت المال. فإن الحق لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وملك به الإماء، وفرّق في البلدان لرددته، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق ". وأما الأهداف المتوسطة فهي وقف ما يسمى في عصرنا الحالي التمييز بكل أشكاله وأنواعه ، والهدف طويل الأمد متمثل في العدل حيث إنه كان مع الحق والحق معه ، وقد قال علي في هذا الأمر " الذليل عندي ضعيف حتى آخذ الحق له ، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ".
ثم انتقل الشيخ عبدالله لنقطة أخرى في دولة أمير المؤمنين وهي سياسته مع غير المسلمين أولا الذين لا يقاتلون المسلمين وقد طبق الإمام قول القرآن الكريم " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ". أما سياسته مع الذين يظهرون السوء للأمة الإسلامية فقد نهى الإمام عن تنصيب مثل هؤلاء في منصب الكتاب لأنهم يضمرون السوء فيكيدون للأمة.
وآخر نقطة تحدث عنها الشيخ في هذه الليلة هي الاستراتيجية مع كل من خرج ضد الإسلام ، حيث تعامل معهم الإمام بشكل حضاري ولم يبدأهم بحرب أبدا ، إلا من حاول تسقيط الأمة الإسلامية مثل الطلحة والزبير ، وتعامل مع معارضيه بطريقة سلمية فلم يحاربهم في أرزاقهم أو غيرها ما كفوا أيديهم عن المسلمين.
التعليقات (1)
سنابسي
تاريخ: 2011-08-20 - الوقت: 02:16 صباحاًليش مافي عزاء ؟؟؟ نبى نعزي