طرح الشيخ جعفر الستري موضوعا إجتماعيا مهما للغاية ، وهو " صلة الأرحام وإصلاح ذات البين ". فاستعرض في بداية حديثه الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " ، فقال أن هذه الآية على مفاد غاية في الخطورة والأهمية وواجب على المؤمن تقصي مقاصد الآية ومراميها ، وهي تتحدث عن تحذير إلهي للمؤمنين بأن يطالهم مقت الله وبغضه ممن يقول ولا يفعل. وليس الحديث هو فقط المطلوب تطبيقه بل حتى العلم الذي نكتسبه من حياتنا أو حتى من القرآن الكريم.
بعد المقدمة السابقة طرح الشيخ نقاطه المتعلقة بمشكلة قطع الرحم وإفساد ذات البين، التي تتدرج فترى البعض لا يزور رحمة ولا يبالي بوضعهم وحالهم ، وتزداد الحالة سوءا للبعض الآخر فتصل للبغض والمقاطعة والجفاء، ما يسبب وباء في المجتمع.
النقطة الأولى تتعلق بالهدف من خلق الإنسان ، وهو الوصول للكمال ، الذي لا يمكن للإنسان الوصول إليه إلا بجناحين ذكرا في سورة العصر وهما الإيمان وعمل الصالحات ، وهناك ما يكملهما في الآية نفسها ، التواصي بالحق وعمل الصالحات ، أي الإصلاح بين الناس في المجتمع.
النقطة الثانية في حديثه عدد فيها النظم الثلاثة في الشريعة الإسلامية: العقائد والأخلاق والفقه، التي ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، فمثلا لو أخذنا " قطع الرحم " ، فهي فقهيا محرمة ، وأخلاقيا رذيلة وعقائديا توصلنا إلى أن الإنسان يعبد الشيطان بعصيانه لأوامر الله ، وهذا الأمر في غاية الخطورة وحذر منه الشيخ.
النقطة الثالثة تتلخص في أن القيمة الولائية تذهب في قطع مسألة الرحم ، فإن قطع الرحم يوصل إلى إساءة لمقام التوحيد مما يؤدي لإساءة لمقام الولاية.
النقطة الأخيرة مثلت تساؤلات كيف يأتي إنسان يوم القيامة وقد قطع صلة الرحم وهو مبغض لأخيه ، أيهما أفضل إصلاح ذات البين في الدنيا ، أم وقوفه في يوم القايمة "مادري كم سنة" ؟
في النهاية ذكر الشيخ جعفر حديثا عن الرسول (ص): إن أعمال العباد ترفع لله كل ليلة جمعة فلا يقبل أعمال قاطع صلة الرحم ، ويقول (ص) : إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم، وقيل بأن أكثر عذاب القبر يأتي بسبب هذه المشكلة الأخلاقية.
التعليقات (0)