عبر حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل الشيخ جعفر الستري إلى موضوعه " أدلة ولاية أهل البيت بعد رسول الله " ، حيث قال رسول الله مشيرا لابنه الحسين (ع): إن ابني هذا إمام أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم . وقال الشيخ الستري أن هناك من الأدلة الكثير في القرآن وعن رسول الله (ص) التي تشير إلى أن الإمامة متمثلة في أهل البيت عليهم السلام ، وهذه الأدلة لا تدع مجالا للشك إلا من أعمى بصره عن الشمس أو كن كرها وبغضا لهم سلام الله عليهم. وليست أدلة نقلية فقط هي الموجودة بل هناك أدلة عملية ليس فيها مجال للتأويل كالأدلة النقلية ومنها مثلا :
أ. سد الأبواب في المسجد إلا باب علي (ع).
ب. مؤاخاة علي عليه السلام يوم المؤاخاة.
ج. يوم المباهلة إذ اصطحب عليا فقط وفقط.
كل هذه الأدلة ترسخ أفضلية علي (ع) على جميع الصحابة ، و في نقطة أخرى لا تختلف عن النقطة الأولى كثيرا أدلى الشيخ بدليلين يبينان ويفصلان الأسماء والصفات لأولياء النبي محمد صلى الله عليه وآله الأول نقلي روائي مثبت في كتب الفريقين ، عن جابر ابن سمرة عن النبي (ص): يكون عليكم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش عدتهم كعدة نقباء بني إسرائيل.الحديث السابق به سمتين بينهما في أولياء النبي محمد (ص) ، الأولى تشخيص العدد والثانية تحديد النسب.
أما الحديث الآخر وهو قرآني يدلل على ضرورة وجود وصي بعد كل نبي وهي سنة الله لكي لا تخلو الأرض من ، ولا بد أن يكون الوصي من ذرية النبي أو من أقربائه وعائلته. كما في الآية المباركة: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ( 33 ) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 34 )". وقال الشيخ أن الوصاية من أقرباء الأنبياء ليس مجاملة وإنما هو بعلم من الله بهؤلاء الأوصياء وبمكانتهم وبصلاحيتهم لهذا الدور. ومثل هذا الدليل هناك آيات أخرى كثيرة مثلا: " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ". من هاتين الآيتين نستنتج أنه بعد نبوة كل نبي وصاية ، والوصي لا بد أن يكون من ذرية أو عائلة النبي ، وبعض الأنبياء كإبراهيم طلب أن يكون من أبنائه أوصياء.
ثم طرح الشيخ الستري تساؤلا: هل تنطبق سنة الوصاية على النبي (ص) أم هو مستثنى منها ؟
هنا انقسم المسلمون لفريقين البعض يقول الشورى هي من تحدد الوصاية ، وآخرون يقولون أن النبي وصى من بعده وصيا ، أما الذين يقولون أن الأمر بالشورى فوقعوا في مأزق في تحديد من هم الإثنا عشر وصيا فاختلفوا واحتاروا في من يختارونه ليكون من ضمن قائمة الإثني عشر إماما. أما مذهب أهل البيت فقد عرف وحدد من هم الأوصياء ، ابتداء من الإمام علي وبعدها الحسن وبعدها الحسين وصولا بالإمام المنتظر عجل الله فرجه. واختتم الشيخ جعفر حديثه بقوله أن الأوصياء هم أفضل من الأنبياء والدليل أن النبي عيسى عليه السلام هو من سيصلي خلف الإمام المنتظر لا العكس.
التعليقات (0)