" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " هي الآية التي دار حديث الشيخ جعفر الستري عنها ، فذكر بداية المزايا المشتركة بين القرآن الكريم وبين الكتب السماوية الأخرى ، فقال إنها كلها كلام الله وأيضا هي نور وهداية للبشر لكن القرآن نوريته وتجلي الله فيه أعلى وأعظم . ثم قال أن القرآن يمتاز بصفات أخرى عن بقية الكتب ، تتلخص في الآتي: 1- لغته جزء من إعجازه. 2- له نزولان تدريجي ودفعي " نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين. 3- خصوصية الشفاء التي يمتلكها القرآن. 4- تقدس الزمان الذي نزل فيه. 5- المحفوظية. والنقطة الأخيرة هي النقطة التي استرسل الشيخ الستري في ذكر موضوعها وإثباتها بمحاور عدة : المحور الأول: الدليل على حفظه من قبل العناية الإلهية وقد قال الشيخ الستري أن هناك دليلين عقلي ولفظي ، أما العقلي فإنه بما أن الشريعة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة وأن النبي محمد (ص) هو خاتم الرسل إذن لا بد أن يكون الكتاب " القرآن " هو الحافظ لتعاليم الدين وإلا نفيت صفة الخاتمية في كل من النبي والشريعة. ورد الشيخ جعفر على السؤال الذي يقول: لماذا تنسخ الشرائع ؟ وجوابه كان أن معارف هذه الشرائع لا تتناسب وتقدم الزمان ويصيبها تحريف. أما الدليل الآخر النقلي فهي الآية التي تم ذكرها في بداية الحديث. المحور الثاني: أنواع التحريف -1- تحريف معنوي: حيث أن القرآن قد تحرف ألفاظه ، ولهذا السبب لم يذكر الله في القرآن أسماء الأئمة ، وأيضا لأن القرآن تركيبته ذات وجوه عديدة فليس من المستحيل أن يصيبه هذا النوع من التحريف." فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ. -2- التحريف اللفظي: وذلك يكون بزيادة أو نقصان في القرآن الكريم. المحور الثالث: أي من النوعين من التحريف تعهد الله بحفظ القرآن منه ؟ بما أن الآية قالت وإنا له ، له تدل على الكل فبذلك يدل على أن القرآن محفوظ من التحريفين المعنوي واللفظي. المحور الرابع: كيف يتم حفظ القرآن من التحريف ؟ وقال الشيخ الستري في ذلك أن القرآن يحفظ من التحريف اللفظي بشياعه لدى الناس وكثرة حافظيه ، أما الحفظ من التحريف المعنوي فلا يكون إلا بمن يعرف تفسير القرآن الذي يختلف فيه الكثير . " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " عبر هذه الآية قال الستري أن المقصودون فيها هم أئمة أهل البيت عليهم السلام والدليل الآخر قول الرسول " لن يفترقا " في حديث الثقلين وبذلك يتم إدحاض دعوى الإخوان السنة بأن الإمام المهدي لم يولد بعد. في ختام حديثه استنكر الشيخ الستري أن يكون الإمام إلا متألما من المصائب ولكنه صابر لكن ما يفجعه هي مصيبة جده الحسين ومنها انتقل للمصيبة منهيا الليلة.
التعليقات (1)
الكوثر
تاريخ: 2011-08-02 - الوقت: 12:04 صباحاًنبارك لكم الشهر الكريم ونبارك جهودكم في هذا الموقع الحيوي هل يوجد تسجيل صوتي لمحاضرات الشيخ؟