شارك هذا الموضوع

ضرورة معالجة الإنحراف والإستفادة من نفحات رمضان

قاحسن عيدل رسول الله(ص) خمـس ـ يفطرن الصائم ( الكذب ، الغيبة ، النميمة ، اليمين الكاذبة ، النظر بالشهوة) حيـث أن هـذه بعض الخصال المذمومة لمفاتيح الإنحراف وبناءً على ذلك يتبين لنا أن الانحراف بـمختلف انواعها لاتبدء مرة واحدة عند أي شخص بل إنها تظهر تدريجياً ، والمشكـلة هي أن الناس ينظرون دائماً إلى نهاية الإنحراف ، أي عندما تبدء الخلايا السـرطانية بالانتشار في جسم فن الأمة والمصلحون وحدهم هم اللذين يكتشفون بداية الإنحراف.


فإذا وعيت الأمة واستوعبت نصيحة الناصحين استطاعت عند إذن أن تقضي على الإنحراف وعلى العكـس من ذلك فإن قدرتها على معرفة الإنحراف ستقل فالإنسان الذي لم يقترف ذنباً يدرك أن الذنب خطير فيتهيب منه ويتراجع لأنه يعرف مدى قدارته ، ولكنه إذا قارن الذنب وأقترفه أكثر من مرة فإن روحيته ستتبدل ، ويفقد ضميره الذي يحاسبه على الذنب مثال الإنحراف الإقتصادي مثلاً إننا نعرف أن الربا حرام وأن النظام المصرفي الرأسمالي حرام وكذلك العدوان وأكل أموال النـاس بالباطل فلو رفضنا التعامل مع الأنظمة الرأسمالية الفاسدة والحكومات الظالمة اقتصادياً لسقطت تلك الأنظمة ولما استعبدنا وانتهكت حرماتنا وسحقت كراماتنا ذلك لأننا لم نفهم من البدء معنى الإنحراف وأكل الحرام .


وإن الطامة الكبرى هي أن الإنحراف يبداً بسيطاً وفي غفلة عن وعي الناس ، فالإنسان لاينحرف بوعيه وإرادته ولابكامل تصميمه وقراره بل إن الشيطان يستدرجه الى هذا الطريق وعلى سبيل المثال فإن عمربن سعد أو الشمر لم ينحرفا مرة واحدة ففي البدء يرتكب الإنسان انحرافات بسيطة وإن تلك الإنحرافات بشتى أنواعها تؤدي بالمجتمعات إلى الإنهيار وهذا هو ماحدث بالفعل بالنسبة إلى الحضارات السابقة كما يقص لنا القرآن الكريم فلنغتنم هذه الفرصة وهي فرصة الشهر الفضيل والإقتباس من نفحاته في معالجة وتصحيح الإنحراف والتنقية الثقافية .


اللجنة الثقافية بحسينية الحاج أحمد بن خميس

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع