استضافت حسينية الحاج أحمد بن خميس - في ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين عليه السلام للعام الهجري 1432هـ - الشيخ يوسف الكرزكاني ، الذي أحيى الليلة بافتتاحه قول الإمام زين العابدين الذي نقله عن الرسول صلى الله عليه وآله : " إن لله تعالى من عباده خيرتين ، فخيرته من العرب قريش ومن العجم فارس وأنا ابن الخيرتين " . وشرح هذا القول بتوضيح نسب الإمام زين العابدين من جهة الأم والأب ، فمن طرف الأب يرجع نسب الإمام للنبي محمد أشرف الخلق أجمعين. أما من طرف الأم فأمه ينتهي نسبها عند كسرى العادل. وقد افتخر الإمام بولادته في زمن كسرى العادل ، الذي هو أحد الرجلين الذين يخلدان في جهنم لكن دون أن تحرقهما النار ، هو وحاتم الطائي لأنهما امتلكا صفة يحبها الله، فالأول اتصف بالعدل ، وحيث إن الله يأمر بالعدل والآخر بالكرم والله جواد كريم ، لدى أكرمهما الله بأن لا تحرقهما النار رغم كفرهم.
وقد ذكر الشيخ أن الإمام اتصف بزهده وكثرة عبادته حتى أن آثار السجود قد بانت في جبهته ، بل وحتى ركبته ظهر فيهما السواد فلقب بـ " ذي الثفنات ". وقد كان الإمام كثير الحج ومن المثير للإعجاب أنه عليه السلام لم يضرب ناقة قط رغم أنها كانت تبطئ السير. فكان كمن قال فيه الإمام أمير المؤمنين : "من خاف القصاص كف عن ظلم الناس". وقد نقل عن عبدالله بن مبارك أنه رأى الإمام ليلا في مكة عند الكعبة متعلقا بأستارها مناجيا ويقول : " إلهي نامت العيون وغارت النجوم ولم يبق إلا وجهك الحي القيوم غلقت الملوك أبوابها وقامت عليها حراسها وبابك مفتوح للسائلين، إلهي جئتك لتنظر علي بعين رحمتك يا أرحم الراحمين. حتى أن أحدهم جادله يوما فقال للإمام لم تجهد نفسك وأبوك الحسين وجدك الحسين وأمك فاطمة ، لكنه رد عليه بما معناه أن الله خلق النار للعاصين حتى لو كانوا أنبياء. ونوه الشيخ إلى أن الإمام له صفات حميدة عديدة ولا تكفي الليلة لذكر كل مناقبه واختتم الكرزكاني الليلة بخطبته عليه السلام بعد معركة كربلاء.
التعليقات (0)