استهل الشيخ عيسى المؤمن حديثه الليلة - التاسع من شهر محرم الحرام للعام 1432 هـ - بالآية المباركة " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون خبير " ، من سورة هود التي قال الرسول صلى الله عليه وآله فيها : " شيبتني هود والواقعة " ، وهذه الآية بالأخص هي ما شيبت الرسول ، وينقل الشيخ المؤمن عن المفسرين أن النبي قال لأصحابه عند نزولها ، شمروا شمروا ، فلم يرى النبي بعدها ضاحكا ، من ثقل الأوامر في هذه الآية الشريفة ، وتتحدث الآية عن الاستقامة أي الثبات والاستمرار على طريق خط الرسالة دون ضعف وتلكؤ أو التفات يمنى أو يسرى. وقال الشيخ أن الإنسان عندما يكون قائما يسيطر على كافة قواه ويستخدم طاقته القصوى. وألفت الشيخ أن الإنسان يجب أن يكون ثابتا في وجه تحديات عدة كالشيطان ، الإغراءات ، هوى النفس والأعداء. ولا بد للإنسان أن يكون صلبا تجاه التحديات. وقسم الشيخ التحديات لقسمين ، الأول يأخذ شكل الإغراءات كالمنصب والمال والشهوات ( ليس للشيطان جند أعظم من النساء )، وحتى النبي يوسف عليه السلام تعرض لإغراءات من نساء لكنه كان صابرا فقال عند مواجهة زليخة ( إنه ربي أحسن مثواي ) ورفض الانصياع لأوامرها ، والقسم الآخر يتمثل في التهديد والإرهاب كما تعرض صدام للسيد الصدر ، أو كما عذب الحجاج قمبر صاحب الإمام علي عليه السلام. وهكذا كان صاحب الليلة علي الأكبر ثابتا على موقفه ومبدئه وثبت ذلك حين قال لأبيه " أو لسنا على الحق ، إذن لا نبالي وقع الموت علينا أم وقعنا عليه ". ومن هذه الحادثة إلى المصيبة ذهب الشيخ لختام حديثه.
التعليقات (0)