قدم الشيخ عيسى المؤمن موضوعا لليلة السابع من محرم الحرام 1432هـ بعنوان "الشباب واهتمام الإسلام بهم". وفضل أن يبتدأ بالآية الكريمة ((وهو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى)). هذه الآية أشارت إلى مراحل خلق الإنسان إلى نهاية حياته، حيث أول مرحلة هي التراب فالنطفة فالعلقة وصولا للأشد ونهاية بمرحلة الشيخوخة، وتأتي مرحلة الوفاة وهنا يجدر بنا ملاحظة أن الله عز وجل لم يحدد حالة الوفاة بعد مرحلة الشيخوخة، وإنما جعلها مفتوحة في أي مرحلة من مراحل عمر الإنسان.
لكن جل اهتمام الشيخ عيسى كان في المرحلة الخامسة أي بلوغ الأشد، والتي تعني وصول الإنسان إلى أقصى طاقاته، وهي المرحلة - مرحلة الشباب - هي مهمة وخطيرة لأن الإنسان أقوى ما يكون وأفضل وضع لتقبل كل ما يلقى إليه، يكون متفتح الذهن وغرائزه متفتحة. وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله "من تعلم في شبابه كان بمثابة النقش على الحجر ومن تعلم في شيخوخته كان بمثابة الكتابة على الماء"، وقد أوصى الرسول بهذه الفئة من المجتمع فقال "أوصيكم بالشباب خيرا"، والكل يعلم أن الشباب هم رواد التغيير. وحث الإسلام على التزام الشاب وأثبت الشيخ هذا الكلام بقول الرسول "إن الله يباهي بالشاب العابد ملائكته ويقول انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي"، وشدد الإسلام على أن الشاب يجب أن لا يصرف طاقته في ما لا يفيد فإن الله يبغض الشاب الفارغ ويكره الشاب النؤوم. ويحب الإسلام أن يكون الشاب متعلما وفي ذلك الشأن قال الإمام الصادق عليه السلام: "لا أحب أن أرى الشاب منكم غاديا إلا في حالين إما عالما أو متعلما فإنه إن لم يفعل فرط وإن فرط ضيع وإن ضيع أثم وإن أثم دخل النار". ولذلك قد اعتمد الإسلام على الشباب في كثير من الأمور وخصوصا في الحروب ودليل ذلك شباب الطف كأبي الفضل العباس مثلا للذي كان صلب الإيمان، نافذ البصيرة لم تهمه إغراءات بني أمية عن إزاحته عن الدفاع عن أخيه. وفي نهاية الخطابة الحسينية، اختتم الشيخ عيسى المؤمن حديثه بمصيبة العباس عليه السلام.
و قد التقطت عدسة موقعنا هذه الصور للمستمعين من محبي أهل البيت ..
التعليقات (1)
طريفية متغربة
تاريخ: 2010-12-13 - الوقت: 01:26 مساءًمأجورين والله يعطيك العافية