في زمن النبي إشموئيل ، اعتدت جماعة على بني إسرائيل فأردوا رد الاعتداء فقالوا للنبي بأنهم يريدون لهم قائدا ، " وقال لهم نبيهم إن الله بعث لكم طالوت ملكا ، قالوا أنا يكون له الملك علينا ونحن أحق منه ولم يؤت سعة من المال ، قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " ، لكن ردهم كان بالرفض لاختلاف طالوت عن المعايير التي وضعوها كمواصفات للقائد ، أي الثروة والحسب والنسب. حيث كان بني إسرائيل إما من بني لاوي - عائلة النبوة - أو بني يوسف عليه السلام - عائلة الحكم - أما طالوت فكان من بني بنيامين أي ليس من الفئة الأولى ولا الأخرى. فما كان من النبي إلا أن يقول لهم أن المواصفات التي وجدت في طالوت هي مواصفات قيادة ، أولها الشرعية ، التي هي من أهم مواصفات القائد ، القائد الشرعي هو القائد الغير متطفل على القيادة ، وحيث أن المجتمع الديني يحتاج إلى قائد ديني أو شرعي بكلمة أخرى ، لأنه على الأقل لو اتخذ قرارا لم يعجب غالب متبعيه فإنهم سيتبعونه لشرعيته وباتباعه يحصلون الثواب ، كما حصل مع الإمام الحسن القصة التي ذكرت أعلاه هي ما ابتدأ به الشيخ عيسى المؤمن ليلته الثالثة من شهر محرم الحرام ثم تابع سلسلة حديثه بطرح التساؤل التالي:.
في الماضي كان القائد يحدد باسمه ، " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " ، أو كحادثة غدير خم حيث عين الإمام علي بالإسم، لكن ماذا عن زمننا الحالي ، زمن الغيبة ، والإجابة تكمن في قول الإمام الحجة : " أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم "، أو هذا الحديث مثلا (وأما مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) ، حيث أن علماءنا وفقهائنا كانوا قريبين من العصمة ، كما كان الإمام الخميني حيث ما ترك صلاة الليل حتى في آخر رمق من حياته.
ثم عاد الشيخ فذكر النقطة الأخيرة الواجب توفرها في القائد وهي الجسم ، حيث يجب أن يكون القائد جريئا شجاعا وجاهز ذهنيا لاتخاذ القرارات الصائبة كما يفعل نصر الله مثلا. ولتوفر هذه الصفات في الإمام الحسين فكان قائدا.
التعليقات (0)