اعتلى الخطيب الحسيني الشيخ عيسى المؤمن المنبر الحسيني ، وقدم موضوع العمل بين الدوافع الإلهية والدوافع الذاتية ، حيث ابتدأ بالآية المباركة ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ). وبين الشيخ أن أي عمل تطوعي أو فرض من الله ، يقوم به الإنسان لا بد وأن يكون مقصودا وقربة لله سبحانه تعالى وحده دون إشراك أي مخلوق في نية العمل ، واستعرض قصة للبهلول الذي رأى أناسا يبنون مسجدا فسألهم عن سبب بناء هذا المسجد فقالوا إنهم يبنونه بقصد قربة الله تعالى ، لكن كلامهم تبدل ما إن وضع البهلول اسمه على المسجد ، وشدد الشيخ أن أي عمل يقصد به غير الله ليس منه فائدة تذكر. فلا بد من تنقية دوافعنا وضرب مثالا فقال: لو أن شخصا يعمل عملا تطوعيا وانتقده الآخرون ماذا سيقول ؟ سيقول أنني أعمل عملا تطوعيا وبعدها أسمع انتقادات ، هذا الكلام يوضح أن عمله لم يكن قربة لله بل هو بدوافع أخرى ، وعلى النقيض تماما من ينتظر مديح الناس ويعمل ليتلقى مديح الناس ، هو أيضا نيته ليست خالصة لله ، وأتى بقصة أخرى عن شخص كان مداوما على صلاة الجماعة في الصف الأول ، لكنه ولسبب ما في يوم واحد تأخر فصلى في الصفوف المتأخرة فقال في نفسه أن خجل من تأخره ، مما يبين عدم خلاص نيته لله تعالى وحده. كل هذه الدوافع التي ليست خالصة لله بكاملها ، هي تسمى دافع ذاتية. ثم تطرق إلى ثورة الحسين فربطها بالموضوع فقال: " لم ثورة الحسين خالدة إلى الآن " ووضح أن الثورة لم تدم إلا بسبب أنها لله وحده خالصة دون أي شريك أو شائبة تشوب النية ، مما أدى به لأبيات النعي التي اختتم بها موضوعه.
التعليقات (1)
طريفية متغربة
تاريخ: 2010-12-07 - الوقت: 08:02 صباحاًمأجورين جميعا