الآيات والمعجزات التي ظهرت عند مرقد فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) ـ على مدى الأيام والأزمان ـ كثيرة لا تعد ولا تحصى ، وفيما يلي نذكر بعضاً منها ،على سبيل التيمن والتبرك:
(1)
الناس يجتمعون عند ضريح السيٌدة المعصومة ( عليها السلام ) ، ويلتفون حول امرأة قد التصقت يداها بالضريح ، ولا تستطيع فكاكهما .
إنّها امرأة فاجرة كانت تُمسك بأطراف الضريح وتغرر بشابةٍ لتسوقها إلى الحرام .
فهي تهتك حرمة المكان الشريف ، فكان أن عاقبتها السيدة المعصومة ( عليها السلام ) بإلصاق يديها بشباك الضريح .
ولحل المشكلة لجأوا إلى أحد مراجع ذلك العصر (1) .
فأمرهم بوضع شيء من تربة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في الماء ، ثم يصب على يدي تلك المرأة .
فصنعوا ما أمرهم به . وما أن صبوا ذلك الماء الممزوج بتربة سيد الشهداء على يديها إلا وإنفكتا عن الضريح .
ولكنّ هذه الفاجرة على أثر تلك الحادثة كانت قد فقدت عقلها ، ولهذا كانت تجوب الشوارع والأسواق والأزقّة هائمة على وجهها ، فكانت بذلك عبرةً لمن يعتبر .
إلى أن جاء يوم دهستها فيه سيارة ، فختمت حياتها السوداء بذلك (2) .
(2)
السيد محمد الرضوي الذي كان أحد خدّام الحرم الشريف يقول : كنت ذات ليلة نائماً ، فرأيت في عالم الرؤيا السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تأمرني قائلة :
قم ، وأنر منارات الحرم ! !
وكان قد بقي لأذان الصبح أربع ساعات ، مما جعلني أغط في نومي مرّة اُخرى .
وإذا بالسيدة المعصومة ( عليها السلام ) تأتيني للمرة الثانية ، وتأمرني بنفس الأمر ، فأرجع فأنام .
ولكنها في المرة الثالثة صاحت بي مغضبة :
ألم أمرك بإنارة المنارات ! !
فنهضت مسرعاً وأسرجت الضياء منفذاً أمرها .
وكانت تلك الليلة ليلة شديدة البرودة ، وقد غمرت الثلوج الأبنية والأزقة والطرق ، فألبستها ثوباً أبيض .
ولكن اليوم التالي كان مشمساً .
وحينما كنت واقفاً عند باب الحرم الشريف ، سمعت مجموعة من الزوار يتحدثون ويقول أحدهم للآخر :
كيف نشكر السيدة المعصومة على حسن صنيعها معنا ليلة البارحة ؟
إنه لو تأخرت إضاءة المنائر لدقائق لكنا من الهالكين .
فتبين أنهم قد ضيعوا الطريق لانغمارها بالثلوج التي أخفت كل أثر لها ، فلم يشخصوا اتجاه البلدة ، فتاهوا .
وعندما أضيئت المنارات بأمر السيدة المعصومة ( عليها السلام ) عرفوا الطريق إلى البلدة ، ونجوا من هلاك محقق ، تحت وطأة الثلوج والبرد الشديد (3) .
(3)
بعد انحلال النظام الشيوعي في دويلات « الاتحاد السوفيتي » وانفتاح هذه الدويلات على العالم الإسلامي ، تتجه هيئة من الحوزة العلمية في « قم » إلى « أذربيجان لإنتخاب مجموعة من الأفراد المؤهلين لتحمل مسؤولية التبليغ في بلدهم ، وأخذهم إلى « قم » لدراسة العلوم الدينية .
وكان شاب من « أذربيجان » إسمه « حمزة » يرغب في دراسة العلوم الدينية إلا أن الهيئة رفضت قبوله لعيب في إحدى عينيه ، فلم تتوفر فيه إحدى شرائط القبول ، فالطالب ـ في نظر تلك الهيئة ـ يلزم أن يكون سالماً من العيوب الخلقية حتى لا يعاب وينتقص .
فيبكي « حمزة » لحرمانه من ذلك الهدف الذي كان يسعى إليه .
فيبادر أبوه ويصر على المسئولين في تلك الهيئة ليقبلوه حتى لا ينعكس ذلك على نفسيّة إبنه وحياته المستقبليّة .
ومراعاة لعواطف الأب ، ونفسية الإبن توافق الهيئة على قبول « حمزة » في ضمن أكثر من مائة شاب اُرسلوا إلى « إيران » .
وفي « طهران » يتم استقبال الشباب الأذربيجاني استقبالاً حافلاً اشتركت فيه الإذاعة والتلفيزيون ، حيث أخذت لهم الصور والأفلام .
وكان أحد مصوري الأفلام يسلط عدسة التصوير على عين « حمزة » المعيوبة مكرراً .
وأهديت نسخة من هذا الفيلم إلى المدرسة التي استقبلت هؤلاء الشباب في « قم » المقدسة .
وذات يوم ، وفي صالون المدرسة ، يعرض ذلك الفيلم عليهم ، كنوع من الترفيه وتغيير الأجواء .
وفي كل مرّة كانت تظهر عين « حمزة » المعيوبة ، كانت تتصاعد صيحات الضحك من رفاقه .
إظلمت الدنيا في عيني « حمزة » . . وضاقت عليه الحياة . .
فقرر الرجوع إلى بلده حتى لا يكون مورد استهزاء وتحقير رفاقه .
ولذلك توجه إلى الحرم الشريف حتى يودع السيدة المعصومة ( عليها السلام ) ويبثها ألمه وأحزانه .
وبقلب منكسر ، وعين تدمع بغزارة ، يتوجه إلى السيدة ( عليها السلام ) قائلاً : يا بنت باب الحوائج !
قد جئتك من على بعد مئات الأميال حتى أدرس تحت ظلك ورعايتك ، فأكون مبلغاً . . .
ولكنني لا استطيع تحمل كل هذا التحقير والإستهزاء . .
ولذا قررت الرجوع إلى بلدي ، فاحرم مجاورة حرمك الشريف .
وبعد أن بث « حمزة » أحزانه وآلامه لكريمة أهل البيت ( عليها السلام ) ، خرج من أحد أبواب الحرم الشريف ، وإذا به يلتقي بأحد رفاقه ، فيسلّم عليه ، فيرد رفيقه عليه السلام دون أن يعرفه .
فيناديه : « حمزة » باسمه .
فيلتفت إليه رفيقه قائلاً ـ وقد أمعن النظر إليه ـ :
ـ هذا أنت يا « حمزة » !
ـ نعم ، أنا « حمزة » ، ولكن لماذا تنظر إلي هكذا ، وكأنك لا تعرفني ؟
« حمزة » ! ماذا حدث لعينك ؟ كيف أصبحت سالمة ؟
عندها يتوجه « حمزة » إلى أن عينه المعيوبة قد شفيت ببركة السيدة المعصومة ( عليها السلام ) .
فلا تحقير ولا استهزاء بعد اليوم .
فكان من أسعد الطلاب لأنه وقع مورد عناية هذه السيدة الجليلة ، وصار مظهراً من مظاهر معجزات أهل بيت العصمة والطهارة في « أذربيجان » (4) .
(1) المرحوم آية الله السيد محمد الحجٌة المتوفى في عام 1372 هـ .
(2) كريمة أهل البيت ، المعجزة رقم (70) ص 288 ، بتصرف في العبارة فقط .
(3) كريمة أهل البيت ، المعجزة رقم (53) ص 273 .
(4) كريمة أهل البيت ، المعجزة رقم (4) ص 213 .
التعليقات (3)
همام
تاريخ: 2010-11-26 - الوقت: 05:32 مساءًالسلام عليها يمو ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية لتشفع مع جدتها الزهراء لشيعتها وموالين جدها علي عليه السلام
سـلام الله عليها
تاريخ: 2010-12-06 - الوقت: 06:07 مساءًالسـلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي فاطمة المعصومة ..
سـلام الله عليها
تاريخ: 2010-12-06 - الوقت: 06:07 مساءًالسـلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي فاطمة المعصومة .. موضوع جميل جداً ونتمنى الإكثار من هذه المواضيع .. جزاكم الله خيراً