تكلم الشيخ جعفر الستري في هذه الليلة عن الآية الكريمة ( كل نفس ذائقة الموت ) ، فقال في بداية حديثه أن الموت هو حقيقة لا يمكن الفرار منها ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) ، وقال أن الإنسان يحاول أن يتغافل هذه الحقيقة فلا يستحضرها تحسبا منه أنه يهرب من الموت ، ثم عرج على محاور في عالم الموت من القرآن الكريم وهذه هي :
أولا : لماذا يخاف الإنسان من الموت ؟
وقال أن الإنسان يخاف من الموت لثلاثة أمور : جهل حقيقة الموت حيث أن الإنسان لا يحمل خلفية عن الموت فهو يخاف بلا شك ، أما الأمر الآخر فهو لكونه يحمل معلومة مغلوطة عن الموت حيث يظن أن الموت زوال وفناء وهي عكس الغريزة الإنسانية وهي حب البقاء وآخر سبب يجعل الإنسان يخاف هو عدم الاستعداد لما بعد الموت ( و لن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم ) حيث أن أرصدتهم وما عملوه سيحاسبون عليه فيخافون لدى نصح الشيخ بالتعمق في أصول الدين ومعرفة إجابة للأسئلة الثلاثة معرفة منطقية ومقنعة من أين أتيت ؟ ، ولم أتيت ؟ ، ولأين سأذهب ؟ التي يؤدي عدم الإجابة عليها للاختلال النفسي. وأتى بمثال حيث قال ما الذي يصبرنا على الظلم ، وأجاب حيث أننا نؤمن بالمعاد الذي فيه سوف نلقى كل العدل ، ومضاده الانتحار حيث أنهم لا يوقنون بالعدل في يوم القيامة أما على المستوى الفكري أن لا يقتنع الإنسان بالبقاء في هذه الدنيا بل أنه مخلوق للعبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ومن هذا التكليف يستوجب بعده الجزاء وهو ما يتحقق في الآخرة ولا يمكن أن يكون في الدنيا أبدا ، وعلى مستوى السيلوك حيث أن الإنسان الذي يؤمن بالمعاد يعدل سلوكه من هنا هذه ضرورة العلم بعالم الموت.
ثانيا : ما هي حقيقة الموت ؟
فأجاب الستري بأن الموت ليس زوالا ( تبارك الذي بيده الملك وهو الذي خلق الحياة والموت ) ، ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) من هاتين الآيتين يثبت أن الموت وجود وثانيا أصل وجودنا هو ذلك العالم حيث نرد إلى الله ، وفي الحديث ( حب الوطن من الإيمان ) وهو العالم الأول قبل الخلق وقبل الحياة ، وألفت إلى نقطة وهي أن الموت ليس وجود فقط بل هو رجوع ( إنا كل شي خلقناه بقدر ) فلنا رجوع ، (وإن الحياة في الدار الآخرة لهي الحيوان) وهي صيغة مبالغة للحياة ففيها الحياة الأصل ، ( يا ليتني قدمت لحياتي ) ويقصد بها هذه الدار المؤقتة .
ثالثا : مات هو طعم الموت ؟
الموت له طعم ( كل نفس ذائفة الموت ) ويختلف باختلاف الواقع عليه ، فإن كان عمل الإنسان صالحا فإن الإنسان يتذوق طعم الموت ، فهناك من يحس بلذة وآخر بمرة ، حيث يقول القاسم في كربلاء ( إني أرى طعم الموت أحلى من العسل ) وهي ليست مبالغة بل هي حقيقة وواقع ، وآخر يقول ( جاءت سكرة الموت ) ، وهو متثبث بالحياة الدنيا ، أما عند اشتياقه لله فخروجها سهل وحلو.
ثالثا : ما هو أول منازل الموت ؟
وهو القبر حيث هو أول منازل الآخرة ، وله قوانين لا تنطبق على هذه الدنيا ، فعندما نفتح القبر لا نراه إلا ترابا فنحن نراه بعين مادية وليس برزخية ، وكسابقه فهو إما يكون نزل من حميم أو روح وريحان وجنة من نعيم ، ولفت إلى أن مسألة سؤال الملكين هي ليست مسألة محفوظات بل هي حقائق ووقائع وأتى برواية لتثبت كلامه ، ثم نوه لضغطة القبر التي لها مسببات وأهمها سوء الخلق مع الأهل والجيران وقطع الرحم وعدم صلتهم ، ونصح في هذا الشهر الكريم وصل الناس وعدم اللجوء للخصام وصلة الرحم وذكر الناس بالموت وضرورة العمل الصالح واختتم موضوعه بهذه النصائح وأكد على ضرورة التسامح بين الناس خصوصا وأننا أبناء الإمام الحجة وبهذا ندخل الإمام في قلب الإمام.
التعليقات (1)
حلو جدن