تتلاصق السيارات مع بعضها البعض في أوقات معينة وخصوصا وقت الذروة التي تتمثل في أيام العطل والمناسبات وأثناء ذهاب وإياب الناس إلى أعمالهم.
فصاحبنا - الذي يلتقط كل شيء مثير للدهشة - عندما اقتراب من نهاية التقاطع الذي يوصله إلى بيته، رأى سيارة ليست حديثة الصنع يعود طرازها إلى عقد الثمانينات من القرن الماضي، حيث جاءت مسرعة من المنامة باتجاه شارع البديع، ولكن ازدحام المرور في هذه المنطقة سبب تخفيف السائق لسرعته، ولكنه انتهج أسلوبا مغايرا عن السرعة، حيث قام باتخاذ سبلا مختلفة من أجل تسهيل عملية العبور بالسرعة المطلوبة، وبغض النظر عن الهدف الذي يرنو إليه في الوصول إلى مقصده، بدأ باستخدام أساليب تسبب اضطرابا في الشارع، حيث أضاء المصابيح الأمامية التي لا تستخدم إلا في الظلام الداكن مع الالتصاق بالسيارة التي تتقدمه لإجبارها على الانحراف إلى الجانب الأيمن، جميع هذه الأساليب لم تجدي نفعا، حيث قام باستخدام بوق السيارة بشكل مزعج مما لفت إليه الأنظار من جميع السيارات التي من حوله، ولكن هذه أيضا لم تنفع مع السيارة التي أمامه، مما جعله يدمج جميع تلك الأساليب في وقت واحد، الذي أدى في النهاية إلى رضوخ السائق إلى الأمر المحتوم بانحنائه جانبا، تاركا صاحب البوق يواجه مأزقا مشابها مع سيارة أخرى كانت أمامه (...).
ولكن هل هذه السرعة هي لغرض هام لا يمكن التباطؤ فيه، أم أنها حالة حماسية نحو السعي للوصول إلى المكان المطلوب في أقل زمن ممكن مهما كانت النتائج المتوخاة من كل تلك التصرفات.
التعليقات (0)