شارك هذا الموضوع

باحث إسلامي: أبرز معالم شخصية الشيخ بهجت الزهد والتقوى والعرفان

باحث إسلامي: أبرز معالم شخصية الشيخ بهجت الزهد والتقوى والعرفان


وسط أمواج بشرية من المؤمنين شيع جثمان العالم الرباني والمرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت إلى مثواه الأخير بجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) في مدينة قم المقدسة،


حول أبعاد هذه الشخصية التي عرفت بالورع والتقوى والعرفان حاورنا الباحث الإسلامي الشيخ باقر الصادقي.


• عبد الخالق: سماحة الشيخ، بداية عظم الله أجوركم.


• الصادقي: عظم الله لكم الأجر، ونعزي صاحب العصر والزمان (عجلَّ الله فرجه الشريف) والأمة الإسلامية جمعاء وخصوصاً المراجع العظام لاسيما السيد القائد برحيل المرجع الديني الكبير العارف آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت.


• عبدالخالق: سماحة الشيخ ما هي ابرز معالم شخصية الشيخ محمد تقي بهجت؟


• الصادقي: ابرز معالم هذه الشخصية أولاً انه معروف بالزهد والتقوى والعرفان، في الحقيقة هو من تلاميذ آية الله العلامة السيد علي القاضي الطباطبائي التبريزي، وكان السيد علي القاضي معروف اهتمام خاص بالعرفان وكان صاحب مكاشفات وربى مجموعة من التلاميذ الذين ساروا على نفس النهج ومن جملتهم المفسر الكبير، صاحب تفسير الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي، وبقية السلف الذي بقى من تلاميذ السيد علي القاضي بلا شك هو العارف الكبير المرجع آية الله الشيخ محمد تقي بهجت، ومن جملة أبعاد هذه الشخصية أيضاً إضافة إلى التقوى والورع والزهد والعرفان كان عاشقاً لأهل البيت، الأئمة (عليهم السَّلام) وكان كثير الزيارة لمراقدهم حتى بالنسبة لمرقد السيدة فاطمة المعصومة مراراً، وعدة أيام بعد انتهاءه من صلاة جماعة الصبح والتعقيبات يأتي مباشرة إلى حرم السيدة فاطمة المعصومة ويقف قبال الباب الشريف للسيدة ويذكر الله عزَّ وجلَّ ولا يستريح ولا يجلس وهو واقف في منتهى الخضوع والتأدب أمام السيدة الكريمة، كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة.


• عبدالخالق: سماحة الشيخ، بحكم قربكم من المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت قدس الله نفسه الزكية، ما هي الخصوصية التي تنفرد بها هذه الشخصية؟


• الصادقي: بلا شك الخصوصية التي هي معروفة عنه هي قضية العرفان وقضية المكاشفات و كثر على الالسن انه كان يكلم الناس بما في صدورهم، بما في نفوسهم، وتعرفون ان العبد كلما زاد في التقوى لله عزَّ وجلَّ بلا شك انه تُكشَف له حقائق الامور، في الحديث الشريف " اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله " وهذا عرف عن الشيخ من قريب ومن بعيد، من التلامذة ومن الذين عاصروه انه كان ثاقب البصيرة وكان عارفاً زاهداً متقياً.


• عبدالخالق: سماحة الشيخ الصادقي، انعكاسات هذه الشخصية على المجتمع، نحن نلاحظ أن أغلبية الحضور في صلاة الجماعة التي كان يأمها الفقيد هم من الشباب؟


• الصادقي: يعني أنا أعطيك ما رأيته بأم عيني حينما أذيع نبأ وفاته ورحيله أقبلت إلى المسجد الذي يصلي فيه كان لا يمكنني أن ادخل من شدة الازدحام وكان وقع الفاجعة والنبأ وكما وصفت أن أكثرهم من الشباب، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أن الشيخ دخل في قلوبهم وفي نفوسهم وليس الشباب فقط بل الكثير انا شاهدت من الناس الذين يأتون من خارج قم رجالاً نساءاً ولن انسي قبل سنة أقبلت امرأة من خارج البلاد من الأخوات المؤمنات كانت فقط تريد النظر إلى محياه وتستمع لنصائحة، يعني تصوروا من خارج البلاد كانوا يأتون المسافات من اجل الاستماع إلى موعظة أو نصيحة أو ما شابه ذلك من الشيخ بهجت.


• عبدالخالق: سماحة الشيخ، المعروف عند عامة الناس أن رجل العرفان ينزوي ويأخذ له زاوية في المسجد ويجلس، سؤالي هو هل هناك كان دوراً للمرحوم الشيخ محمد تقي بهجت في القضايا السياسية خصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية؟


• الصادقي: نعم كانت له مشاركات فاعلة خصوصاً أيام حرب الثماني سنوات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، وكان مع الناس في الحقيقة لاسيما انه عرف عن أهل التصوف، حالة التصوف كما وصفت إن الإنسان ينزوي ويكون على حدة، ولكن الشيخ كان مع المجتمع وكان في كل جمعة يلتقي لقاءاً عاماً مع الناس ويجتمع إلى مجلس عزاء لأحد الخطباء ويذرف الدمع على مصائب أهل البيت عليهم السلام، يلتقي بعض الناس، يشارك، هناك بعض الناس لديهم مشاكل شخصية أو اجتماعية فكان عن هذا الطريق يصلح ذات البين، نعم لا كما هو معروف عن أرباب التصوف انه منعزل او منزوي.


• عبدالخالق: سماحة الشيخ الصادقي سؤالي الأخير، رحل الشيخ الفقيد إلى الملكوت الأعلى وان شاء الله يكون بجوار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ماذا ترك الشيخ محمد تقي بهجت وراءه؟


• الصادقي: نعم اولاً العالم الرباني إذا رحل من الدنيا، الناس بشكل عام اذا رحلوا ينسون ولكن يبقى ذكر العالم الرباني، آثاره كما يقول أمير المؤمنين في نهج البلاغة " أجسادهم مفقودة ولكن آثارهم في القلوب" هذه موجودة لا تفقد، هناك مؤلفات، هناك كتب طبعت للشيخ، هناك نصائح، هناك إرشادات، هناك دروس الفقه والأصول المسجلة بصوته، هناك أولاد من أهل العلم رباهم الشيخ من أمثال الشيخ علي نجل الشيخ الفقيد، وغيره في الحقيقة، هؤلاء كلهم أمام أعيننا، والشيخ رحل جسداً ولكن روحه باقية واشراقاته وآثاره التكوينية ان شاء الله باقية على هذه البلدة الكريمة، عش آل محمد، قم المقدسة، رحم الله الشيخ وكثر الله من أمثاله وافاضنا الله من روحه القوية العالية من بركات روحه، وعظم الله أجورنا وأجوركم مرة ثانية وجميع الأمة الإسلامية برحيل آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع