شارك هذا الموضوع

الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن الحادي والعشرين

الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن الحادي والعشرين 


لازال الإمام الخميني (ره) هو ذلك اللغز المحیّر الذي تدور كل دوائر الاستكبار العالمي لاستنطاق أسراره وكوامن قوّته الروحية والنفسية والوجدانية, التی استطاعت أن تتحدى النظام الدولی القديم، وأن تُربك كبار هذا العالم، وأن تعرقل قيام النظام الدولي الجديد.


وعندما نقول: رجل القرن الحادی والعشرين؛ فإننا نحاول هنا أن نقرأ هذه المقولة عبر شقّين من الحديث عن حياة الإمام السياسية وما اتخذته من صبغة استراتيجية أو بالأحرى محتوى استراتيجی.شق يتمثل بما أثبتته الأحداث من رؤى سياسية للإمام، وشق ثانً يتصل بما توقّعه الإمام لمستقبل المسيرة الإسلامية، سواء ما يتعلق منها بجانب الصراع مع القوى الكبرى, أو ما يتعلّق بمستقبل المنطقة الإسلامية ذاتها.


والمهم هو أن نقول أيضاً: إن الإمام سرّب هذه الرؤية عبر مجموعة من القرارات والمواقف التی تشكل فهماً ثورياً فی العمل السياسی وإدارة الأمور السياسية مع قوى الكفر والاستغلال والهيمنة، وأن الهم المرجعی والهم الحوزوی وإعطاء الدروس وما تحتاجه الدراسة الفقهية من وقتٍ وتفرّغ لم تمنع الإمام من أن يواكب الحركة السياسية فی إيران والمنطقة الإسلامية، والعالم برمّته؛ بل لعلّ الإمام يذهبُ إلى أبعدَ من حد الاهتمام فی الأمور السياسية.. إنما هو يعتبرها الهدف الأساسی للإسلام كرسالةٍ فی أبعادها الاجتماعية والكونية والإدارية.. وكنظام جاء به الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده الإمام علی (عليه السلام) ومن هنا فإن الإمام الخمينی أعطى المعنى الحقيقی لدور المرجع فی استنطاق النص الفقهی، وتوظيف هذا النص فی بناء هيكل الرسالة الإسلامية العام.


وقبل أن نبدأ رحلة الاستشراف ببعدها الفكری والسياسی الاستراتيجی، لابدّ من القول: إنَّ هنالك العديد من الرموز العلمائية التی لعبت أدواراً سياسية مهمةً، إلا أنها لم تستطع أن تؤدی الدور الذی أدّاه الإمام, ولم تستطع أن تنقذ الإسلام من المؤامرات الكبرى التی حيكت إزاءه، كما لم تستطع أن تؤسس للإسلام الثوری السياسی الذی أصبح اليوم جزءاً من معادلة الصراع العالمی القائم.. وأخيراً فإنها لم تستطع أن تستشرف الأفق كما استشرفه الإمام، وحدد ملامحه فی أكثر من تصريح ومناسبة ومكان، فبماذا إذاً؟ بماذا انفرد الإمام عن الآخرين فی القيم السلوكية والتكوين والرؤية حتى استطاع أن ينجز ما أنجز، ويؤسس ما أسس من صروح للإسلام السياسی فی هذا العالم؟


لاشك أن هذا السؤال هو بدرجة من الصعوبة، بحيث لا يمكن لأحد ببساطة أن يحيط بكامل الصفات التی كوّنت الإمام كظاهرة وخط, إلا أننا نحاول هنا أن نحدد بعض الجوانب المهمة التی میّزت الإمام عن غيره.أولاً: إذا تأمّلنا فی ما قاله فی يوم من الأيام، وذلك عندما اعتقلته قوات السافاك التابعة لنظام الشاه السابق، إذا تأمّلنا قول الإمام: (إننی لم أعرف معنى للخوف فی حياتی) أدركنا أن هذا الرجل هو ليس كغيره من الرجال، فغالباً ما يكون الخوف سبباً مهماً من أسباب اللجوء إلى المساومة أو الانسحاب من ساحة الأحداث، أو التلكّؤ فی المسيرة الثورية. وغالباً ما یُغلّف هذا الخوف بألف مبرر ومبرر من مبررات المصلحة العامة التی تنتهی فيما بعد إلى توقف المسيرة الثورية.


إن المرور ولو سريعاً على أحداث ما قبل انتصار الثورة الإسلامية فی إيران يساعد كثيراً على إدراك رؤية الإمام، وقدراته التحليلية، وتشخيصاته الفكرية والسياسية
وقد كان الإمام الخمينی يعی مخاطر هذا النقص النفسی لا سيما فی الدائرة القيادية... لذا نراه فی معظم دروسه ومحاضراته یُركّز عليه كمرضٍ وطرفٍ فی معادلةٍ يتشكّل على طرفها الآخر الخوف من الله، فمن يخشى الله لا يخشى غيره.ولعلّ الإمام یُبحرُ بمعانی ودرجات هذه الخشية من الله بالشكل الذی يعطيه صفة خاصة ويبلور لديه قدرةً داخليةً على قول الحق وملاحقته، وقدرة تصميم خارقةً على أداء مسؤوليته كإنسان أولاً، وكعالم دين ومرجع ثانياً. وبالتأكيد أن كل ذلك نابع من قوة روحية داخلية هائلة تجعله ينظر إلى المواجهة لا بموازين القوى المادية الظاهرة فقط، إنما بالموازين المادية والمعنوية الإلهية، وهذه الموازين المعنوية هی الحاسمة النهائية فی تقرير شؤون الكون"إن الله لا یُغیّرُ ما بقوم حتى يغیّروا ما بأنفسهم".


ثانياً: إن الإمام ومن خلال معظم خطاباته وأقواله كان قد شخّص طبيعة المواجهة مع القوى الكبرى، فهذه القوى لا علاقة لها بالإسلام كدين فردی وعبادات وطقوس ومسائل فقهية تتعلق بالطهارة والسلوك الخاص، إنما هی عملت لقرون عديدة من أجل إزاحة الإسلام السياسی عن الحياة الإسلامية، تارةً بالحروب، وتارة أخرى بطرح بدائل(إسلامية) كالإسلام الشكلی، والإسلام الرسمی، الذی یُذكر فی الأعياد والمناسبات، وتارة ثالثة بزرع تيارات فكرية وسياسية فی المنطقة تُنظّر لفصل الدين عن السياسة، وتارة رابعة بإثارة النعرات الطائفية والعنصرية وترويج الطروحات القومية، كل ذلك بغية سلب الإسلام مضمونه الكونی والسياسی والإداری والحضاری وإبقائه كامناً فی العبادات الفردية.


هذا العمل التاريخی الطاغوتی نجح فی عزل الإسلام السياسی عن مسرح الحياة، وجرّد هذا الإسلام عن كياناته المركزية التی تمثّلت آخر أشكالها بالدولة العثمانية، كدولة مركزية للمسلمين، وبالتالی مزّق العالم الإسلامی إلى مجموعة أجزاء متناحرة، ووضع داخل كل جزء عدداً لا ينتهی من الأزمات المؤجّلة وربط عجلة اقتصاد هذه الدول والأجزاء بسياسة النهب الدولية المُنظّمة لثروات العالم الإسلامی.. نجح إذاً المخطط الدولی التاريخی حيال الإسلام، ليجد العالم الإسلامی نفسه فيما بعد مشلول الإرادة أمام قوة التغیّرات العالمية التی انتهت لغير صالح الإسلام، فمن يا تُرى قادرٌ على أن يشخّص المواجهة بهذه الخلفية، ويمتلك المقوّمات وما تحتاج إليه مسيرة الإنقاذ من جرأة وعناد ثوری؟


ثالثاً: شخّص الإمام هذه الخلفية ووضع على أساسها أولويات أهداف الحركة الثورية، كما سعى فی الوقت ذاته إلى تحديد ملامح المنهج الحركی الثوری، والذی يقرأ سيرة الإمام الخمينی يكاد لا يرى حديثاً من أحاديثه وقد أسقط عنه هذا المعنى المرتبط بعلاقة الدين بالسياسة.. ويكاد هذا المعنى يشكّل الركيزة الدائمة فيما يقول عن الإسلام، والدين، والثورة، والواقع، والغزو الفكری، والثقافات المستوردة.


إذاً سبقُ التشخيص والإصرار على إثارته خلال سبعين عاماً من حياة الإمام الخمينی السياسية، هو من الأمور الحيوية والمصيرية التی انفرد بها هذا الرجل العملاق، إذ إنه فی النهاية، استطاع أن يعطی الإسلام مضمونه السياسی والحضاری، واستطاع أن يهزم جهود مئات من السنين التی بذلها الأعداء بغية تحقيق هدفهم المشؤوم.


وضع الامام على أساسها أولويات أهداف الحركة الثورية، كما سعى فی الوقت ذاته إلى تحديد ملامح المنهج الحركی الثوری، والذی يقرأ سيرة الإمام الخمينی يكاد لا يرى حديثاً من أحاديثه وقد أسقط عنه هذا المعنى المرتبط بعلاقة الدين بالسياسة.. ويكاد هذا المعنى يشكّل الركيزة الدائمة فيما يقول عن الإسلام، والدين، والثورة، والواقع، والغزو الفكری، والثقافات المستوردة.


لازال الإمام هو ذلك اللغز المحیّر الذی تدور كل دوائر الاستكبار العالمی لاستنطاق أسراره وكوامن قوّته الروحية والنفسية والوجدانية, التی استطاعت أن تتحدى النظام الدولی القديم، وأن تُربك كبار هذا العالم، وأن تعرقل قيام النظام الدولی الجديد .. إذ لازال هذا النظام لم يتشكّل حتى الآن، ويراد له أن يقوم على أنقاض تراث الإمام من الحركة الثورية السياسية للإسلام التی قادها هذا الراحل العظيم بعنفوان قلّ نظيره، وبتحد تحوّل فيما بعد إلى مدرسة ثورية فی المقاومة، تجد مصاديقها الثورية فی شتّى أرجاء العالم الإسلامی، بل وفی شتّى أرجاء المعمورة الباحثة عن حرية الإنسان المسحوقة بعجلة الظلم الدولی.


وعودة إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية فی إيران هی أكثر من ضرورية الآن لبلورة المنهج الثوری للإمام, والوقوف على المحطّات الاستشرافية التی أفرزها الإمام بحسّه السياسی الدقيق.يقول الإمام: (تاريخ إيران ومنذ الحركة الدستورية لم تشهد أعضاء برلمان كهذا، إذ ينسبون الهجمة والوحشية لأبناء أذربيجان المؤمنين المحترمين، نعم إنّ برلماناً یُعدّ من قِبَل الشاه يجب أن لا یُتوقّع من أعضائه غير هذا. اليوم اجتمعت هتافات الجماهير فی كافة الأزقة والطرق (الموت للشاه) وسوف لن يستطيع أی شخص أن يثنی عزيمة الشعب للإطاحة بالشاه الذی هو بحق سبب كافة الجرائم والانتهاكات اللامشروعة).


وفی هذا النص يبدو الإمام وكأنه يتجاوز حدود تقرير حقيقة النصر الإلهی، حتى وإن تحالفت هذه القوى، ومارست ما تستطيع ممارسته من بطشِ وقتلٍ وإرهابٍ وحيل سياسية ماكرة. وبالإضافة إلى البعد الاستشرافی لذلك النص، فإنه يعبّر بوضوح عن بعض ملامح منهج الإمام السياسی، فی العمل، والمسيرة الثورية، فالإمام كان يعی من الناحية السياسية أهداف كل الأساليب الداخلية والخارجية التی یُراد لها أن تحول دون تحقيق النصر، ففی محاولات متكررة وعديدة للهروب من استحقاق الهزيمة أمام المدّ الثوری الإسلامی كان النظام الإيرانی السابق والبائد قد لجأ إلى تحريك ورقة البرلمان فی البت فی الأحداث الداخلية؛ بغية إعطاء قراراته طابعاً دستورياً وقانونياً، ولم يألُ الإمام جهداً فی كشف ألاعيب النظام، ووضع النقاط على الحروف، وتحليل خطواته ساعةً بساعة ويوماً بيوم.. أی : إن الإمام كان يخوض تفاصيل المعركة السياسية بعقل تحليلی بارع مدرك لأساليب العدو، ويضع من خلال خطاباته وبياناته الثورية، الخطوط العريضة لحركة الثورة وبما یُحبط أساليب الأعداء، ويحول دون تحقيق مؤامراتهم، ويصون الثورة من الانحراف عن خطّها الإسلامی.


وعلى صعيد الأساليب العدوة لم يقاوم الإمام لعبة البرلمان، إنما لاحق المكر الشاهنشاهی بكل أشكاله، وبما یُعجّل تحقيق الانتصار الثوری، ففی الوقت الذی سعى فيه نظام الشاه إلى الإطاحة بالثورة عبر سياسة شقّ القوى الثورية، ومدّ يده إلى التفاوض مع بعض القوى المساومة فقد وقف الإمام لهذه المحاولة الجديدة بالمرصاد رافضاً أی شكل من أشكال التفاوض، وعازماً على مواصلة المسيرة الثورية دون أن يقع ضحية الخوف أو الإغراء. فردّ على الدعوات التی انطلقت بضرورة التفاوض مع الشاه فقال الإمام: "إن أمة الإسلام وأمة إيران لم ولن تتفاوض مع هذا الرجل مطلقاً، كل من ينادی بالمفاوضة هو خائن وعميل، وإن ما نادت به بعض الأحزاب فيما يتعلق بتطبيق الدستور ما هو فی الحقيقة إلا دعوة لتثبيت أقدام الشاه وهذه هی الخيانة بحد ذاتها، يجب على دعاة تطبيق الدستور أن يعيدوا النظر بقوانينه التی فرضت بحد السلاح والقوة، وكما قال أحد كبار السياسيين: إن الإيرانيين أمام طريقين اثنين: إما الحرية وإما الشاه، ولكن الشعب سوف يختار الحرية, وسوف يطيح بالشاه بعون الله".


هذه الـ(لا) الخمينية القوية لمقولات(الإصلاح) ولتفعيل البرلمان ولدعوات التفاوض، ولعشرات الحيل التی لجأ إليها الشاه فی أيامه الأخيرة، هی (لا) نابعة من وعی سياسی كبير بما يحاك للثورة من مؤامرات.. إنها (لا) تُعبّر عن شكلين من أشكال العقلية الثورية..وهما: العقلية الثورية المرحلية، والعقلية الثورية الاستراتيجية، ففی الأولى ـ أی المرحلية ـ غالباً ما تنتهی قيادة أی حركة ثورية إلى نكسات على المدى البعيد، حتى وإن حققت امتيازاً مرحلياً ومؤقتاً، وحتى وإن حصلت على بعض المكاسب الشكلية، فهذه الامتيازات والمكاسب سرعان ما یُطاح بها عندما يخف الزخم الثوری وتُفكّك مفاصل الثورة، ويجری استيعاب الفعل الثوری عبر أساليب إغرائية متعددة، وعندها يكون الخصم قد انتصر على أساس من سياسة المكر والخديعة والإطاحة بالأطر، وما أكثر الحركات والحالات الثورية تاريخياً وآنياً التی راحت ضحية هذه السياسة وسقطت فی مطبّات الأهداف المرحلية.


يحاول الإمام أن يوضّح ماهية الشيوعية الإيرانية بالقول: "ولعلّ البعض من السذّج خُدعوا بأحابيله، وتناسوا أن الاشتراكية والشيوعية ما وُجدت فی إيران إلا عن طريق الأميركيين أنفسهم، وكما أوجدت بريطانيا حزب تودة الشيوعی، وقد زعم الخبراء والمتخصصون أن جلّ المتحمّسين للفكر الشيوعی فی المنطقة هم من زعماء أميركا
وفی مقابل هذا المكر السياسی الساعی إلى إسقاط الثورات فی مطبّ الأهداف المرحلية مما يغیّر طريقها، ويبّدد زخم الثورة، هنالك العقلية الثورية الاستراتيجية التی تحسب شروط مرحلة الثورة بدقةٍ، وتسعى من خلال ممارستها الثورية إلى تحديد ثوابت وملامح المنهج الثوری الأصيل الذی لا يسقط فی فخ المرحلية، إنما هو يستوعبها ويؤسس عليها أهدافه الثورية البعيدة، هكذا مارس الإمام الخمينی مسؤولياته الثورية، مارسها فی إطار الوعی والتحليل الدقيق للأهداف والطروحات التی يواجه بها الخصم المد الثوری، فهو عندما يرفض التفاوض مع نظام الشاه، فلأن هذا التفاوض جاء فی غير مرحلته كشعار، وجاء فی غير زمنه بما يعبّر عنه من نوايا، وبالتالی فإن الانجرار وراءه، يعنی انجراراً وراء أهداف عدوةٍ صمّمت ورسمت مساره وتسعى إلى تسويقه من أجل الإطاحة بحركة الثورة الإسلامية.


إن المرور ولو سريعاً على أحداث ما قبل انتصار الثورة الإسلامية فی إيران يساعد كثيراً على إدراك رؤية الإمام، وقدراته التحليلية، وتشخيصاته الفكرية والسياسية، وتلك هی مفردات ما نسعى إليه تسليط الضوء عليه.. مفردات لعنوان الاستشراف الكبير، أو لعنوان الأفق الاستراتيجی الذی يطبع حركة الإمام الثورية فی محاور العمل الأساسية أو فی التفصيلات.


ولنسق هذا النموذج فی التشخيص لبعض التيارات اليسارية والشيوعية فی إيران والمنطقة، ليتضح كيف أنّ الإمام كشف عما يسمّى بالشيوعية الأميركية أو تكتلات اليسار الأميركی، يقول الإمام: "نرى أن الشاه يحاول تبرئة نفسه مما ارتكب من مجازر وجرائم طيلة سلطنته وهيمنته، ويحمّل مسؤولية كل ذلك للمسؤولين وكبار رجال الدولة ودليل ذلك محاولته تمييز بعض عناصره وأعوانه، إنه يخادع ويراوغ بتغيير وسائل الإجرام وآلاته متغافلاً عن مصدر الإجرام وأساسه".


ويضيف الإمام: "فالأمة الواعية سوف لن تُخدع بأساليبه هذه, وسوف لن ننسى المجرم الأول, فتارة يصف لنا معارضيه بأنهم أشخاص يريدون تقسيم البلاد أو تسليط الاستعمار عليها.. وتارة يهدّد الشعب بخطر الشيوعية".ويحاول الإمام أن يوضّح ماهية الشيوعية الإيرانية بالقول: "ولعلّ البعض من السذّج خُدعوا بأحابيله، وتناسوا أن الاشتراكية والشيوعية ما وُجدت فی إيران إلا عن طريق الأميركيين أنفسهم، وكما أوجدت بريطانيا حزب تودة الشيوعی، وقد زعم الخبراء والمتخصصون أن جلّ المتحمّسين للفكر الشيوعی فی المنطقة هم من زعماء أميركا، أولئك يسعون لمحاربة النهضات الوطنية والدينية عبر الاشتراكية، تلك التی شهدنا تجربتها تاريخياً فی السنين الأخيرة والشيوعية فی الواقع خير شاهد على ذلك".. هكذا كان الإمام الخمينی يفصل ماهية التيارات الفكرية وحقيقتها عن الاسم والعنوان، ليكشف بذلك عن ألاعيب القوى الكبرى وأساليبها فی إحباط الشعوب.



التعليقات (2)

  1. avatar
    ابو الساده الأكارم

    رحم الله قائد الثورة الإسلامية في إيران رحمه الله انه منقذ الإسلام في عصرنا والله يبقي البقية لمواصلة المسيرة على نهجه وينصره الله الباقين

  2. avatar
    خادم أهل البيت عليهم السلام

    كانت أمنيتي أن أتشرف بلقاء هذا المرجع الفذ والفقيه الكبير والمنصور بإذن الله لكن الفرصة لم تحن لي. إن خدمة السيد الإمام رضوان الله عليه سواء بالنصرة أو الدفاع عنه أو الدعاء له لهي مسؤولية كبيرة علينا

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع