شارك هذا الموضوع

المرجع الديني المكارم يشيد بالرثاة والرواديد

أشاد سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازی بالرثاة واصفاً إياهم بمحيی آثار شهداء كربلاء، قائلاً: إن مذهب أهل البيت (ع) آخذ بالتقدم والازدهار، وسيأتی قريباً اليوم الذی يطبق فيه على العالم بأسره. وانتقد سماحته التطرف الوهابی، متابعاً: يسعى بعض من يمثل الوهابية إلى إلصاق التهم بمذهب التشيع، وما ذاك إلا لغيظهم من اتساع رقعة هذا المذهب فی العالم.


ولفت سماحته إلى أن أعداء الإسلام يتربصون الدوائر بمذهب أهل البيت (ع)، مضيفاً: يبذل الأعداء اليوم كل ما بوسعهم لتوجيه ضربة إلى هذا المذهب الأصيل. وهم يرون فی مراسم العزاء والمآتم الحسينية المقامة فی عاشوراء وفی مراجع التقليد مزاحمة لأهدافهم؛ فطفقوا يلتمسون السبل لإقصاء هاتين المقولتين والقضاء عليهما.


إلى ذلك، شدد سماحة المرجع على أن إحياء عاشوراء الحسين (ع) هی رسالة الشعراء والرثاة الحسينيين، موصياً إياهم بسبعة وصايا، قائلاً: التعليم المتواصل لمحتوى وشكل الرثاء أمر ضروری، فلا بد من التمرن عليه طيلة أيام السنة بغية أن يتمكن الرواد فی هذا المجال من نقل تجاربهم القيمة إلى المبتدئين فی هذا الطريق.


ونوه سماحته إلى لزوم إلمام الراثی والشاعر بالفرق الصوفية والوهابية والبحوث السكيولوجية ضمن دورات خاصة، مردفاً: يجب على الراثی والشاعر أن يستقی أشعاره من المصادر الشيعية المعتمدة، ليتمكن بذلك من الحفاظ على حقائق واقعة كربلاء ونقلها كما هی إلى المجتمع الإسلامي.


وتابع سماحته الحديث مع الرثاة قائلاً: حاولوا قيادة المأتم والسيطرة عليه، فلا تدعوا غيركم يجرّ المأتم إلى هواه، ولا تستسلموا لرغباتهم، واجعلوا رثاءكم منسجماً مع المصلحة والمناسبة.


وأضاف سماحته: إنأوا بأنفسكم عن الغلو فی بيان فضائل أهل البيت (ع) وبخسهم حقهم، فسيروا فی جادة الاعتدال وانتهجوا الوسطية كأفضل خيار لكم وللآخرين، واسعوا للاستفادة من أشعار الشعراء المعروفين والعلماء البارزين.


وشدد سماحته على ضرورة تناغم عمل وسلوك الشاعر مع ما يقول، مردفاً: لقد عُرفتم فی الأوساط الشعبية كشعراء ورثاة لأهل البيت (ع)، فلو أقمتم حفلة لزواج ولدكم أو ابنتكم مثلاً يجب أن تكون متناسبة مع شأن شاعر أهل البيت (ع).


وقال أيضاً: على الراثی أن يتصف بعزة النفس من الناحية المادية، وأن يوكل أمره إلى الإمام الحسين (ع)، وليعلم أن لهذا الأمر وقعاً كبيراً فی حياته العملية.


وفی الختام، قال سماحته: لا يجب إحداث انقسام فی مآتم الإمام الحسين (ع)، واعلموا أن العدو قد أدرك عظمة تلك المآتم فشرع بغرس بذور الخلاف بين المساجد والحسينيات وغيرها، فعلينا أن نلتفت إلى العناصر الدخيلة التی تحاول استغلال تلك المآتم لإحباط مآربها.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع