شارك هذا الموضوع

بيان سماحة الإمام الخامنئي بشأن الجريمة الصهيونية في غزّة

بيان سماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام المجاهد الحاج السيد علي الحسيني الخامنئي مدّ الله في ظله العالي بشأن الجريمة الصهيونية المُروّعة في قطاع غزّة الباسل.


بسم الله الرحمن الرحيم


إنا لله وإنا إليه راجعون


الجريمة المروّعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة والمجزرة التي تعرض لها المئات من الرجال والنساء والأطفال المظلومون كشفت مرة أخرى عن الوجه السفاح للصهاينة الذئاب الذي كان مختبئاً وراء أقنعة زيف الأعوام الأخيرة، وأنذرت الغافلين والمتسامحين بأخطار وجود هذا الكافر الحربي في قلب أراضي الأمة الإسلامية.


مصيبة هذا الحدث المهول جليلة وفادحة جداً لكل مسلم بل لكل إنسان صاحب ضمير وشرف في أي مكان من العالم. بيد أن المصيبة الأكبر هي الصمت المشجّع لبعض الحكومات العربية التي تدعي الإسلام. أية مصيبة أعظم من أن تتخذ الحكومات المسلمة التي يجب أن تدعم أهالي غزة المظلومين إزاء الكيان الغاصب الكافر المحارب، أن تتخذ سلوكاً يجعل الساسة الصهاينة المجرمون يصفونها بكل وقاحة بأنها متناغمة مع هذه الجرائم الكبيرة وموافقة عليها؟


أي جواب سيكون لهذه البلدان أمام رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وأي جواب سيقدمونه لشعوبهم المفجوعة يقيناً بهذه الفاجعة؟ لا شك أن قلوب الشعوب في مصر، والأردن، وباقي البلدان الإسلامية اليوم دامية وطافحة بالدماء لهذه المجزرة التي جاءت عقب ذلك الحصار الطويل في الأطعمة والأدوية.


حكومة بوش المجرمة بتأييدها لهذه الجريمة الكبرى في الأيام الأخيرة من عمرها المخزي، سوّدت وجه النظام الأمريكي أكثر من السابق وضخّمت ملف جرائمها كمجرمة حرب. وقد أثبتت الحكومات الأوربية مرة أخرى وبعدم اكتراثها وربما مواكبتها لهذه الفاجعة العظمى أثبتت كذب دعاواها في مناصرة حقوق الإنسان، وبرهنت على مشاركتها في جبهة معاداة الإسلام والمسلمين.


والآن، سؤالي من العلماء ورجال الدين في العالم العربي ورؤساء الأزهر في مصر هو: ألم يئن الأوان كي يشعروا بالخطر على الإسلام والمسلمين؟ ألم يئن الأوان للعمل بواجب النهي عن المنكر وقول كلمة حق عند إمام جائر؟ هل هناك حاجة لمساحة أخرى أوضح مما يجري في غزة وفلسطين للتدليل على تعاضد الكفار الحربيين مع منافقين الأمة من أجل قمع المسلمين كي تشعروا أنتم بالواجب؟


سؤالي من وسائل الإعلام والمثقفين في العالم الإسلامي وخصوصاً العالم العربي هو إلى متى تنتهجون اللاأبالية حيال مسؤولياتكم الإعلامية والثقافية. هل يمكن لمنظمات حقوق الإنسان الغربية المفضوحة وما يسمى بمجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة أن تُفضح أكثر من هذا؟


جميع المجاهدين الفلسطينيين وكافة المؤمنين في العالم الإسلامي مكلّفون بالدفاع عن النساء والأطفال والأهالي العزّل في غزة بكل الأنحاء الممكنة، وكل من يُقتل في هذا الدفاع المشروع المقدس فهو شهيد ويرجى أن يحشر أمام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في صفوف شهداء بدر وأحد.


على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تعمل بواجبها التاريخي في هذه الظروف الحساسة وتشكل جبهة موحّدة حيال الكيان الصهيوني بعيداً عن التحفظات والانفعال. ينبغي معاقبة الكيان الصهيوني على يد الدول المسلمة. ورؤساء ذلك الكيان الغاصب يجب أن يحاكموا ويعاقبوا شخصياً لارتكابهم هذه الجريمة وفرضهم ذلك الحصار الطويل.


بمقدور الشعوب المسلمة تحقيق هذه المطالبات بعزيمتها الراسخة، وواجب الساسة والعلماء والمثقفين في هذه البرهة من الزمن أكبر من الآخرين بكثير.


إنني أعلن يوم الاثنين عزاءً عاماً بمناسبة فاجعة غزة، وأدعو مسؤولي البلاد لأداء واجباتهم إزاء هذا الحدث المحزن.


وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


السيد علي الخامنئي
29 ذي الحجة الحرام 1429ﻫ.ق


 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع