البدايات الأولى للشيعة في تدوين الفهارس
الأستاذ محمد النوري
في الوقت الذي قدّم المذهب الشيعي خدمات علمية جليلة وبحوث ثقافية قيّمة بالإضافة إلى مئات المؤلفات في مختلف الموضوعات الإسلامية، ظلّ أبناء هذا المذهب يرزحون تحت ظلم عظيم على مدى التاريخ. فلقد ذاقوا الأمرّين حيث كانت حقوقهم الاجتماعية كمسلمين مسلوبة، وسيف الظلم والاضطهاد عليهم مسلط، بالإضافة إلى أنّهم اتّهموا بالجهالة وعدم الموضوعية.
ولم تقف النخبة من علماء الشيعة مكتوفة الأيدي ازاء هذه التجاوزات، حيث انبرت ومنذ القرون الأولى للدفاع عن حياض المذهب الشيعي، وإظهار الحقيقة الناصعة للشيعة كأناس ملتزمين ومتعقّلين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز الشخصيات العلمية الشيعية.
ويعدّ الشيخ نصير الدين الطوسي من أبرز الباحثين الشيعة الذين خطوا خطوات واسعة على طريق إظهار الصورة العلمية المشرقة للتشيّع، من خلال تدوينه لفهرس يضمّ علماء الشيعة وآثارهم متّبعاً أسلوباً منهجياً وعلمياً.
وبعده بأقل من قرنين تمّ تدوين فهرسين آخرين، حيث نحاول هنا في هذه المقالة إعطاء نبذة عن هذه الفهارس الثلاثة.
ويجب أن لا يتبادر إلى الذهن أنّ تدوين الفهارس لدى الشيعة قد بدأ مع فهرس الشيخ الطوسي، فهناك آراء تؤكّد أنّ خدمات الشيعة في هذا المجال قد سبقت ذلك، لكنّا نريد القول بأنّ ذلك الفهرس بالإضافة إلى فهرسي منتجب الدين وابن شهرآشوب هي من أهم المراجع الفهرسية الشيعية حيث تشتمل على معظم المعلومات الخاصة بالشيعة حتى نهاية القرن السادس الهجري. وفي الحقيقة، إنّ هذه الفهارس الثلاثة تحوي حصيلة الخدمات الشيعية للفترة المذكورة.
فهرست كتب الشيعة وأصولهم
تراجم مختصرة لـ9120 شخصية شيعية، مع نبذة عن التأليفات العلمية لبعضهم. ولد محمد بن الحسن الطوسي، الشهير بالشيخ الطوسي(وأحياناً بشيخ الطائفة) في مدينة طوس في عام 385هـ، وتعلّم فيها، ثم سافر إلى بغداد لمتابعة دروسه عند الشيخ المفيد، والشريف المرتضى لاحقاً، وبوفاة الأخير انتقلت زعامة المذهب الشيعي إليه. بعد اشتداد المضايقات ضدّ الشيعة في محلة الكرخ ببغداد، خاصة في فترة حكم السلاجقة، سافر مجبراً إلى النجف الأشرف في عام 447هـ ليؤسّس فيها الحوزة الدينية حيث تخرّج على يديه العديد من الطلبة.
وقد كتب السادة بحر العلوم والمحقق الطباطبائي ومحمود راميار مقدمات على كتاب الفهرست في طبعاته المختلفة، تسبر حياته وشخصيته وخدماته الجليلة.
في مقالة للسيد محمد الجزائري بعنوان «مصادر ومآخذ ترجمة الشيخ الطوسي»، يذكر فيها الكاتب 83 مصدراً تتطرّق للشيخ الطوسي.
عن الهدف من وراء تأليفه لهذا الكتاب يقول الشيخ الطوسي: لإنّي لم أجد فهرساً شاملاً وكاملاً يجمع بين دفتيه أسماء علماء الشيعة ومؤلفاتهم، عكفت على تأليف هذا الفهرس، وأنا أرى العديد من كبار الشخصيات الشيعية قد ولجت هذا المعترك، لكن أعمالهم لم تتناول سوى بعض المؤلفات والشخصيات.
ترك كتاب الشيخ الطوسي تأثيراً عميقاً على مسيرة تدوين الفهارس وساهم في ارتقاء مستوى علم السير والببليوغرافيا الإسلامية. ودوّنت بعده فهارس عديدة من قبيل الفهرست للنجاشي، معالم العلماء، الفهرست للشيخ منتجب الدين.
إنّ عملية تدوين الفهارس وإعداد قوائم بالمؤلفات العلمية للماضين أو المعاصرين كانت عادة متّبعة بين الشيعة وكذلك أهل السنة حتى قبل عصر الشيخ الطوسي، حيث يشير في مقدمة الفهرست إلى هذه النقطة قائلاً: قام نفر من أصحابنا وكبار الطائفة بفهرسة كتب الأصحاب.
في هذا الصدد يذكر السيد راميار بعض الفهارس التي دوّنت قبل الشيخ مثل فهرست ابن عبدون وابن الغضائري.
يحتلّ كتاب الفهرست مكانة خاصة بين الكتب الرجالية، ويكنّ علماء الشيعة والسنّة على السواء احتراماً فائقاً له. ويقول البعض: أنّ علماء الرجال من الإمامية والآخرين قد استندوا إلى فهرست الشيخ الطوسي.
قد تدلّل كلمة الشيعة التي يحملها عنوان المقال على مفهوم محدّد، لكنّ الشيعة من وجهة نظر الشيخ الطوسي لها مفهوم أوسع حيث يشمل الفطحية والواقفية كما يذكر هو نفسه في المقدمة: العديد من أصحاب مؤلّفنا ينتحلون مذاهب فاسدة، على الرغم من أنّ كتبهم موضع ثقة.
يرى السيد بحر العلوم أنّ الشيخ كان ينوي تخصيص فهرسه لتراجم الإمامية إلا ما دعت الضرورة لغير ذلك، لذا فقد جعل الفهرست إمامياً خالصاً إلا في الحالات التي صرّح بخلاف ذلك.
وفي موضع معيّن يضطرّ الشيخ إلى ترجمة سيرة أحد أتباع المذهب الواقفي رغم مخالفته للإمامية وذلك لكونه موضع ثقة العلماء.
وقد بلغ عدد الذين ترجم لهم من غير أتباع المذهب الإمامي 27 شخصاً، بضمنهم 5 أشخاص من أتباع المذهب الزيدي و10 من أهل السنة، وذلك لتأليفهم كتباً في مناقب أهل البيت (ع) جذبت اهتمام الشيخ، أي أنّه قد ترجم لهم عن قصد مسبق، لهذه الأسباب نقول بأنّ ورود كلمة الشيعة في العنوان لم تَحُل دون ذكر غيرهم، على سبيل المثال ترجمته لأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني المعروف بابن عقدة، لكن ترجمة مصحوبة باعتذار، وإليك نصّ عبارة الشيخ: كان زيدياً جارودياً وعلى ذلك مات و انما ذكرناه في جملة اصحابنا لكثرة روايته عنهم و خلطته بهم و تصنيفه لهم.
لم يكن فهرست الشيخ مشابه لكتب الببليوغرافيا المعاصرة أي الاقتصار على المعلومات الببليوغرافية للكتاب، ولا على غرار كتب التراجم والسير المعروفة في عصرنا، بل كان مزيجاً من الاثنين، وكان قاصداً لذلك، حيث يقول في مقدمته: يشتمل كتابي على ذكر المصنّفات(الآثار العلمية) وتبيين الأصول(الشخصيات).
لم أفصل هذا عن ذاك، لأنّي لم أشأ أن يكون كتابي مطوّلاً ومملاً ومعلوماتي مكررة، لكل كتاب مؤلف ولكل مؤلف آثار. لهذا السبب يصنّف أحد الباحثين فهرست الشيخ ضمن الكتب الرجالية والمراجع الببليوغرافية على حدّ سواء.
هذا، وقد تمّ ترتيب كتاب الفهرست استناداً إلى حروف الاسم الرئيسي، فالشيخ يعتقد بأنّ هذا الأسلوب مفيد جداً بالنسبة للباحثين في عملية استرجاع المعلومات، وهو يبدأ بـ(إبراهيم بن محمد) وينتهي بـ(ياسر الخادم)، ليبلغ مجموع التراجم 821 شخصية حسب النظام المذكور أعلاه، أما الأسماء التي لم تكن لديه أي معلومات وافية عنها عدا الكنية فقد وضعها في قسم خاص، في حين وضع الشخصيات التي لم يعرف عنها سوى اسم القبيلة أو المدينة أو اللقب في قسم آخر في نهاية الكتاب.
المعلومات التي ذيّل التراجم بها فهي:
ـ الاسم والنسب والكنية واللقب ومواصفات أخرى تميّزه كموطن السكن.
ـ البحوث الرجالية مثل التعديل والتجريح والوثوق بالرواية؛ أحياناً تكون مرفقة بالمستندات.
ـ المهنة والاختصاص العلمي.
ـ سلسلة أسانيد الرواية والمعلومات والأحاديث.
طبعاً قد تكون هذه المعلومات أحياناًغير مكتملة عن بعض الشخصيات، لذا كان الشيخ يسجّل أي معلومة يمتلكها عن الشخصية المذكورة. وبذلك يصبح عدد التراجم الواردة 912، بالإضافة إلى التعريف بـ2000 كتاب.
طبع الكتاب لأول مرة في عام 1271هـ/1853م من قبل الويس سبرنجر أليتر بالتعاون مع مولوي عبد الحق ومولوي غلام من الهند. بعد ذلك قام السيد محمد صادق بحر العلوم في النجف الأشرف بطبعه مجدداً وتنقيحه وإضافة مقدمة وفهارس له. وهذه النسخة المزيدة والمنقحة تجدّد طبعها في عام 1380هـ.
ويرى السيد بحر العلوم أنّ الشيخ آغا بزرگ طهراني كان يعتقد خطأً أنّ نسخة سبرنجر مطبوعة في ليدن. وبعد ذلك شهد الكتاب عدّة طبعات بلغت 5 طبعات لغاية عام 1969 حسبما أشارت بعض التقارير. أمّا أهمّ طبعاته فهي طبعة راميار، وطبعة بحر العلوم و طبعة المحقق الطباطبائي، وفيما يلي المواصفات الببليوغرافية لتلك الطبعات:
الفهرست، باهتمام محمود راميار، مشهد، كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية 1972، 15+544+4ص.
وهي مستنسخة عن طبعة سبرنجر.
الفهرست، باهتمام محمد صادق بحر العلوم، النجف الأَشرف، المكتبة الرضوية، 1937م/1356هـ، ر+196ص.
فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنّفين وأصحاب الأصول، باهتمام السيد عبد العزيز الطباطبائي، الطبعة الأولى، قم، مكتبة المحقق الطباطبائي، 1420هـ،
78+676ص. لهذه الطبعة نسخ متفرقة منتشرة في عدد من المكتبات مثل مكتبة طهران، ومكتبة ملك، ومكتبة محمد علي روضاتي.[16]
كما قام الشيخ نجم الدين أبو القاسم الشهير بالمحقق الحلّي(المتوفى عام676هـ) بتلخيص كتاب الفهرست، من خلال حذفه لأسماء الكتب والأسانيد، والاكتفاء بذكر اسم الشخصية مع نبذة سريعة عنها.
وكتب الشيخ سليمان بن الشيخ عبدالله البحراني الماحوزوي(1075-1121هـ) شرحاً على كتاب الفهرست بعنوان معراج الكمال إلى معرفة الرجال، لكن هذا الشرح لم يكتمل.
أمّا مونتغمري وات فقد قام بدراسة موضوعات الفهرست من زاوية تاريخية خلال مقالة «إشارات من فهرست الشيخ الطوسي في عصر الإمامة الأول».
فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم
يحتوي هذا الكتاب على تراجم موجزة لـ553 عالماً شيعيّاً، مع استعراض مؤلفات بعضٍ منهم. ويوضع هذا الكتاب حيناً ضمن معاجم التراجم، وأحياناً أخرى في خانة كتب الببليوغرافيا القديمة. بينما يعتبره البعض من أمهات كتب التراجم والرجال.
الإسم الكامل لمؤلف هذا الكتاب هو أبو الحسن منتجب الدين علي بن عبيد الله بن حسن بن حسين بن بابويه الرازي المعروف بابن بابويه. ولد في 504هـ، وعاش حتى العام 600هـ . جدّ الشيخ منتجب الدين هو نفسه بابويه جدّ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي والد أبي جعفر محمد بن علي الصدوق. لهذا فإنّ الشيخ منتجب الدين والشيخ الصدوق(أحد مشاهير علماء الإمامية المتوفى عام 381هـ) ينتسبان إلى شجرة نسب واحدة، لكن الآراء متباينة في طبيعة هذا النسب.
ويذكر أنّ أقدم ترجمة له قد وردت في كتاب التدوين الذي كتبه تلميذه أبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي(المتوفى عام623هـ)، كما كتب عنه ابن حجر في لسان الميزان وتلميذه الآخر ابن أبي طيّ بعض الملاحظات. ينتمي منتجب الدين إلى أسرة آل بابويه المعروفة في قم والريّ. وقد استفاد العديد من كبار علماء الرجال والتراجم من هذا الكتاب لوثاقة الكتاب واتقانه.
يقول الشيخ منتجب الدين في مقدمته عن هدف تأليفه الكتاب:
كنت عند عزّ الدين يحيى(المتوفى عام592هـ) رئيس الإمامية ونقيب السادة في الري وقم وآمل نتذاكر حول فهرست الشيخ الطوسي، وأسفنا لعدم ظهور كتاب مشابه بعده. وقد تعهّد منتجب الدين أن يدوّن مصنّفاً يجمع فيه أسماء مشايخ الشيعة ومصنّفاتهم. وعلى هذا يكون كتاب الشيخ منتجب الدين متمّماً لفهرست الشيخ الطوسي.
في الحقيقة، هناك شخصان كانا قد كتبا تتمة للفهرست الشيخ الطوسي، الأول الشيخ منتجب الدين، والثاني محمد بن علي بن شهر آشوب(489- 588هـ) بعنوان معالم العلماء. لم يحدّد تاريخ تأليفه، لكن السيد الطباطبائي ذكر في مقدمته أنّه كان قبل عام 584هـ .
ويشير عنوان الكتاب إلى الهامش العلمي المحدّد الذي يغطّيه، حيث أراد الشيخ منتجب الدين تقديم فهرس متكامل عن علماء الشيعة وتآليفهم. لكن يجب التنويه هنا إلى أنّ المقصود بكلمة الشيعة هم الشيعة الإمامية، لذلك لم يرد ذكر لعلماء الإسماعيلية والفطحية والواقفية والزيدية الذين يعدّون شيعة في المفهوم الاصطلاحي. كما أورد تأليفات 100 شخصية من بين 544 شخصية مذكورة في الفهرست.
أمّا عن عدد الشخصيات الواردة، فكان في الأصل 544 شخصية، لكن ورد استدراك في الطبعة الجديدة يضيف 9 شخصيات أخرى نقلاً عن لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، حيث يقول هذا الأخير بأنّها مأخوذة من كتاب منتجب الدين.
هذا، وقد أورد المؤلف أسماء الشخصيات مرتّبة ألفبائياً حسب الحرف الأول من الاسم، لذا فالكتاب يخلو من التصنيف الطبقي والتسلسل التاريخي. وأول اسم ورد هو أبو بكر أحمد بن حسين بن أحمد النيشابوري، وآخر اسم نجم الدين يعقوب بن محمد الهمداني.
وقد ذكر منتجب الدين الاسم الكامل للشخصية مرفقاً بالألقاب والكنى وحقل الاختصاص، علاوة على المعلومات الأخرى مثل محل السكنى وأسماء الأبناء. ثم يبادر إلى ذكر وثاقته واعتباره، لينتقل إلى نشاطاته العلمية والثقافية بشكل سريع، ومن ثمّ استعراض آثاره العلمية، ليختم الترجمة بالحديث عن مصدره أي الرجل الذي نقل عنه تلك المعلومات.
طبعاً كان المؤلف يذكر كل هذه المحاور في حال توفّرها، لهذا كانت التراجم بعضها طويلة وبعضها موجزة، وأحياناً كانت الموضوعات تفتقد إلى النسق.
وقد ذيّل السيد الطباطبائي الكتاب بهوامش شيّقة وعميقة، بالإضافة إلى مقدمة مسهبة حول سيرة الشيخ منتجب الدين وشخصيته وآثاره.
أطلق الحمداني تلميذ الشيخ منتجب الدين على هذا الكتاب اسم فهرست أسامي علماء الشيعة ومصنّفاتهم، كما أنّ المؤلف في كتاب الأربعين كان يذكره باسم أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم.
وتوجد من هذا الكتاب سبع نسخ أصلية في العالم موزعة على مكتبات مختلفة منها مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران والمكتبة الظاهرية في دمشق. ويقال أنّه طبع لأول مرة عندما ذُيّل في أحد مجلدات كتاب بحار الأنوار. وتوالت بعد ذلك طبعاته كانت أهمها الطبعة المنقحة التي كانت من اهتمام السيد عبد العزيز الطباطبائي.
معالم العلماء
يضمّ تراجم 1021 من العلماء الشيعة مع التعريف بتآليفهم. الاسم الكامل للمؤلف رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب، من مدينة ساري في محافظة مازندران الإيرانية، أشهر المحدّثين والعلماء الشيعة الذين برعوا في علوم القرآن والحديث والتاريخ والأدب والكلام، والده أحد علماء الدين وجدّه شهرآَشوب تلميذ شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي. من هنا، كان المؤلف يروي عن الشيخ الطوسي بواسطتين وأحياناً بواسطة واحدة.
كان ابن شهرآشوب مدافعاً صلباً عن المذهب الإمامي الإثني عشري، وله كتابان في مناقب آل أبي طالب ومثالب النواصب يدافع فيه عن المذهب الإمامي الإثني عشري وموجهاً النقد إلى الطاعنين فيه. توفي ابن شهرآشوب في مدينة حلب عام 588هـ ودفن فيها عن عمر يناهز الـ99 عاماً.
وردت ترجمته في روضات الجنّات لمحمد باقر خونساري، ونقد الرجال للتفرشي ومنتهى المقال لأبي علي ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي. كما ذكره بحر العلوم وعباس إقبال في مقدمتي معالم العلماء والمناقب والموسوعة الإسلامية الإيرانية في مادة ابن شهرآشوب. كما كتب آغا بزرگ طهراني، بطلب من بعض الشخصيات، ترجمة له لتكون مقدمة كتابه متشابه القرآن.
يعدّ كتاب الفهرست للشيخ منتجب الدين وكتاب معالم العلماء تتمّة لفهرست الشيخ الطوسي، بفارق أنّ فهرست منتجب الدين يضمّ تراجم للمشايخ والمصنّفين الشيعة الذين عاصروا الشيخ الطوسي أو الذين جاؤوا بعده، وبطبيعة الحال لم يأت ذكرهم في فهرست الطوسي. بينما أورد ابن شهرآشوب في معالم العلماء جميع المصنّفين والأصحاب الشيعة من البداية وحتى عصره، لا بل كرّر تراجم أولئك الذين كان الشيخ الطوسي قد ذكرهم في فهرسه، عدا بعض الزيادات في المعلومات التي أوردها الطوسي، أو اختزال بعضها كما حصل مع أسماء الرواة الذين أخذ عنهم إجازة رواية مؤلفات الشيعة، حيث قام بحذفهم.
وإذا أردنا أن نضع معالم العلماء في الميزان نقول أنّه من الناحية الأدبية ليس ذا قيمة تذكر، لأنّه لا يعدو كونه فهرس موجز يضمّ أسماء المشايخ والمصنّفين الشيعة وعدد مؤلفاتهم، دون الخوض في معلومات تاريخية أو شروح تفصيلية مقنعة عن أحوالهم. ولا يحتوي أكثر ممّا يحتويه الفهرست للشيخ والرجال للنجاشي إلا اللهمّ معلومات تخصّ مؤلفات المصنّفين الذين لم يذكرهم قلم الشيخ أو النجاشي، أو اولئك الذين عاشوا بعد الشيخ والنجاشي.
في الواقع، عباس إقبال كان قد صرّح أنّه على الرغم من هذا الضعف، إلاّ أنّ معالم العلماء يعتبر في مصاف الفهرست للشيخ الطوسي والرجال للنجاشي وفهرست الشيخ منتجب الدين.
عدا الـ1021 ترجمة التي يحويها معالم العلماء، وردت في نهاية التراجم في كلا الفصلين هذه العناوين: آثار مجاهيل المؤلّفين، تراجم بعض شعراء أهل البيت(ع). وتشمل كل ترجمة المعلومات التالية:
ـ اسم الشخصية مع بعض المعلومات عنها كالنسب والأسرة والكنية واللقب.
ـ الأعمال والفنون.
ـ المؤلفات.
على هذا الأساس، يمكن القول بأنّ المعلومات الواردة هي معلومات ببليوغرافية وتراجمية في نفس الوقت. وقد انتظمت التراجم وفق الترتيب الألفبائي للأسماء. أولى الأسماء إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي وآخرها ياسر الخادم. بعد ذلك يأتي فصل من اشتهر بكنيته وآخر بمن اشتهر باسم قبيلته. ثم يتبعه فصلان للمؤلفات مجهولة المؤلف وشعراء أهل البيت، وهذان الفصلان هما في الواقع ميزة الكتاب على فهرست منتجب الدين. لم يذكر المؤلف شيئاً عن تاريخ تأليف الكتاب، إلا أنّ الظنون تتركز على أن تأليفه كان قبل سنة 581 وبعد 573 هجرية.
تحمل الطبعة الأولى من الكتاب المواصفات التالية:
معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديماً وحديثاً، لأبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي، باهتمام عباس إقبال، طهران، 1353هـ.
للكتاب 990 ترجمة، يقول بحر العلوم عن الكتاب أنّه ملئ بالأخطاء. وقام عباس إقبال بتنقيح الكتاب، نسخة عبد الرحيم خان خلخالي التي ترقى إلى سنة 1010هـ، ولم يراجع نسخة أخرى غيرها. وقد قام بمقارنته مع كتاب الفهرست للشيخ الطوسي وكتاب الرجال للنجاشي.
معالم العلماء، باهتمام محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1380هـ/1961م، 159+36ص.
تزيد تراجم هذه الطبعة على طبعة عباس إقبال بـ31 ترجمة، وقد تمّت الاستعانة بالنسخ التي استنسخت عن مخطوطة مكتوبة بخط المؤلف.
التعليقات (1)
لالا44
تاريخ: 2008-11-22 - الوقت: 07:19:14هذا وايد حلو شكراً .............................