حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة …، جميعها كلمات لم يستطع صاحبنا تحملها أثناء انغماسه في ذروة النوم، مما دعاه إلى قطع فترة راحته الرئيسية، حيث قذف الرداء جانبا وقام في جانب معاكس لهو على رغم اشتغال المكيف أكثر من سبع ساعات متواصلة من الليل حتى الصباح الباكر. ولكن ماذا يعمل والنوم قد هرب، والضوء قد سطع على كمال وجهه، وأصبح الحر هو منبه الصباح بدل الساعة. فـ"الموضى" الآن ترك استخدام الأجهزة والاعتماد على مؤثرات الطبيعية.
وهنا تكاسل في النهوض من فراشه، لأن كثرة الحركة لا تجلب البركة في فصل الصيف، وإنما تأتي بالضيق والتعب.
رغما عن انفه نهض من فراشه قاصدا سيارته المجهزة بمكيف هواء، بعد سلسلة من المحاولات التي أراد من خلالها التبريد على قلبه قبل جسمه، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب حرارة الماء وقلة تدفقه.
على كل حال الوسيلة الوحيدة التي ارتقى إلى تنفيذها هي ركوب السيارة نحو مقاصده التي لا تنتهي على مدار الأسبوع سواء كانت في أوقات الإجازة أو العمل.
مكيف السيارة في بداية المشوار كان باردا بسبب وجود السيارة في الكراج، لذا يكون المكيف في الدقائق الأولى باردا نسبيا، وبعدها يبدأ اللهيب بالتدفق على عبد الله بصورة تدريجية.
ولكن جميع ذلك لم يزعج صاحبنا بالطريقة التي رأى بها العباد في الشارع يناضلون من أجل التكيف مع هذا الجو، لكي تسير حياتهم بشكلها الطبيعي. ولذلك هانت عليه مصيبته عندما رأى مصيبة غيره التي اتصفت في أغلب الأحيان بالقساوة.
فانطلق في سيارته متجها إلى مآربه الدنيوية، هذا المشوار كان حافلا بالكثير من المواقف المحزنة وبعضها مضحك وآخر يثير الغضب والعصبية تجاه من يقومون بهذه الأعمال، ولكن ما حرك مشاعره التي ذابت في هذا الجو الحار، وجود مواقف إنسانية لا يقدر أي قلب نابض بالحياة التوقف عن الاستجابة لهذه الإثارات.
التعليقات (0)