متفنن امتهن مهنة النقش ومازال يعمل فيها، التحق بحوزة النجف لكنه لم يواصل دراسته الدينية فيها، مدرس فقه في مشروع تعليم الصلاة، له حس وفن في مجال الرسم، شارك في تطوير الموكب في الفترة ما بين 1982م حتى أوخر الثمانينات، أول من نزل في الموكب حاملا كامرة تصوير فيديو، هو من أدخل محسن الصوت (الصدى) للموكب لأول مرة في موكب السنابس بشكل خاص والبحرين بشكل عام، انتخب لعضوية مجلس الإدارة وترأس لجنة الإنترنت في حسينية بن خميس، هو ضيف لقاؤنا لهذه الليلة...

البطاقة الشخصية:
الإسم : جعفر عبد الحسين داغر
العمر : مواليد 1963 م
الوظيفة : نقّاش مركز الحرف اليدوية التابع إلى وزارة التجارة والصناعة

س1: لنبدأ بالسؤال عن المهنة ،،، عرفنا قليلاً عنها؟
ج1: طبعاً مهنة النقّاش هي تراث قديم كان الناس يستخدمونه بالمنازل القديمة وخصوصاً أصحاب الثراء ومن يمتلكون المال، فهم يستخدمون الجبس بما أنه بارد في الصيف حيث يمتص الرطوبة، وبالتالي يبرّد المكان. أما البعض من المتمكنين فيقوم بزخرفة المكان والنقش بحي يعطي طابع جمالي لمنزله أو لغرفة معينة بالمنزل.

وكانت البحرين مشهورة آنذاك بالمزخرفين والنقّاشين وكانت بعض بلدان الخليج العربي تطلب هؤلاء للعمل لديها لما يمتلكونه من خبرة في هذا المجال، للأسف في زماننا هذا أصبحت المهنة معدومة لعدم التشجيع ودخول الزخارف الأوروبية، بل تكاد تندثر كما اندثرت مهنة الحفر على الأحجار الجيرية كالمحاريب وأضرحة القبور،  ما أراه الآن بأنها قائمة على ثلاثة أشخاص  فقط وهم العريفي وناجي وبالطبع أنا، أما الشركات المتعددة فهي لا تملك الحرفية في المهنة ولا يمكنها نقش التراث.

س2: وعن كيفية امتهانك لها؟
ج2: تعلمت هذه المهنة من أخي الذي يكبرني"سلمان" ، ومارستها سنة 82م ، وأذكر أن أول عمل لي كان بالحسينية وبالتحديد البوابة الجنوبية، ومنها انطلقت حتى تطورت شيئاً فشيئاَ إلى أن أصبحت مشهوراً في البحرين بفضل بركات الإمام الحسين (ع)، فمثلما يقول الإمام الخميني رحمه الله ( كل ما عندنا من الحسين). فأرجو من الشباب التمسك بالحسين وبنهجه وثورته والتعلم منها والإستفادة حتى يوفقوا. وبالمناسبة لدي الكثير من الصور التي رافقت عملي ويسعدني أن أقدم لكم هديتي لتعرض ولأول مرة بموقع الحسينية وهي صورة العمل على البوابة الجنوبية للمأتم .. 

س3: ماهي الأعمال التي قمت بها وماذا قدمت للمجتمع تحديداً من خلال مهنتك؟
ج3: الأعمال التي قمت بها تتقدمها نقشة " ادخلوها بسلام آمنين" بمدخل الحسينية، بالإضافة إلى بعض الأعمال داخل المأتم ومحراب مسجد سيد فلاح ومسجد الجمّة، أما خارج القرية فشاركت بالنقش في مسجد مؤمن بالمنامة وكرباباد ودار كليب وغيرها من مآتم قرى البحرين، كما قمت بتدريب بعض الشباب الذين عملوا معي من أمثال محمد الإسكافي / حسين وميثم أبناء عبد العزيز / وسيد حسين شرف وجعفر يوسف وغيرهم. ولكن للأسف لم يكن هنالك تشجيع لهم فلم يواصلوا .

أيضاً من الأعمال التي أقدمها هي تدريس الطلاب لهذه المهنة سنوياً في عطلة الصيف بالجسرة، وهذه دعوة مفتوحة مني لأبناء قريتنا وبلدنا للانخراط في هذه المهنة وحضور الدورات كي يستفيدوا ويمتهنوها ليخدموا المجتمع ويعيدوا بناء ثراثنا الذي أرجو أن لا يزول.  وللعلم بأن هذه الدورة مجانية عدا المواصلات.

س4: نعلم بأنك كنت من المصورين في الموكب الحسيني في الفترة السابقة، هل هذي هواية أم احتراف؟
ج4: طبعاً هي توفيقات من الله عز وجل، فهي لم تكن احتراف ولا شيء، بل حبي للتصوير وبالأخص المواكب الحسينية أجبرني على التصوير لحفظ هذا التراث الحسيني والقصائد والموكب العظيم للأجيال القادمة، فلو كان التصوير موجود سابقاً لوجدت الأصالة.

س5: ذكرت بأنك مارست التصوير كهواية، هل تستطيع أن تخبرنا عن هذه التجربة وخصوصا مع الموكب الحسيني؟
ج5: أذكر بأن مأتم بن خميس أول من قام بالتصوير في البحرين، وبأنني أول من نزل بكاميرا للتصوير داخل الموكب، وذلك بعد حصولي على الأمان من المرحوم الحاج محمد علي مرهون الذي شجعني،  فقمت بالتصوير وكشفت عن نفسي للمعزين وللناس، وبرغم التهديدات والتهويلات إلاّ أنني لم آبه بها حفاظاً على هذا التراث.

س6: معلوم بأن لكل عمل صعوبات، وأنت ذكرت لنا قبل قليل عن وجود بعض الصعوبات، هل لك أن تبيّن لنا بعضا مما صادفك من الصعوبات؟ وهل أثرت تلك الصعوبات في تطوركم؟
ج6: نعم، واجهتنا صعوبات كثيرة أهمها التهديدات والتهويلات الأمنية، فكما تعلمون أن وضع الأمن كان صعب جداً وسيطرة جهاز أمن الدولة كانت واضحة وجلية للناس، علاوة على ذلك تخوف البعض من استغلال هذا التصوير واصرار بعض الإداريين وإعلان البعض الآخر الحرب عليها، كما لا أخفيكم بأننا تعرضنا في بعض الأحيان للسباب والشتائم، كل ذلك أثر سلباً علينا وعلى تطور هذه الهواية، أضيف لكم بأن المرحوم الحاج محمد علي مرهون حدثني شخصياً بأمر إيقاف التصوير وهو غير مقتنع تماماً بفكرة الإيقاف، ولكن لكثرة الضغط عليه أخبرني بالتوقف لمدة معينة حتى تهدأ الأمور، وكان ردي آنذاك بأنكم تريدون منع كاتب من تأليف كتاب عن الإمام الحسين (ع) ليكون التسجيل صوتياً فقط وبعدها سنلوم أنفسنا لعدم امتلاكنا لأرشيف تراث هذه المواكب.

بمناسبة هذا السؤال تذكرت بعض المواقف الظريفة التي أود ذكرها هنا، أولها أننا كنا نصور داخل كراتين لعدم لفت الأنظار وداخل منارة مسجد الجوادين، وأيضا في أحد أيام الصيف الحار المعروفة به بلدنا الحبيبة، كنا نقوم بالتصوير لأحد مواكب الإمام الحسين (ع) وكنا نتصبب عرقاً ولسدة الحرارة كنا نتفوه بكلمات (( حر )) مرة تلو الآخرى حتى تفاجأنا بها موجودة في التسجيل.

س7: حدثنا عن المأتم والموكب سابقاً، وكيف ساهمت بتطورهما؟
ج7: المأتم والموكب تحديداً في السابق كان أقوى حضوراً وحماساً ووحدة، حتى ظهرت بعض الإختلافات وشتت وحدتنا، فأصبحت المواكب مقتصرة على المنتسبين فقط في حين كانت في السابق تكتظ بحضور الجميع من هنا وهناك.

بالنسبة لمساهمتي كانت بادى الأمر في الصوتيات وذلك باستحداث مسألة الصدى في الموكب،  على رغم تحفظات بعض الرواديد عليه، فقمنا بداية بوضع الجهاز لمن يقبل به ويتفهم طرحنا ومن يعترض لا نضع له الجهاز، الأمر الثاني قدمت اقتراح للجماعة بغرض يقضي بخروج الموكب عصراً بوفاة أمير المؤمنين علي (ع)، كما واجهت بإصرار من يريد أن يقتصر الزنجيل على التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام، وشكلنا آنذاك لجنة ساهمت باستمرار موكب الزنجيل ليومنا هذا ولله الحمد.

س8: أينك من مشاريع قريتنا الحبيبة؟
ج8: أشارك بالتدريس في مشروع تعليم الصلاة كمدرس لمادة الفقه للطلاب، وان شاء الله أكون من المواصلين والمحافظين على مواصلة هذا المشروع.