الحاجة أم أحمد هي إحدى نساء هذه القرية ... من خدام الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ... لها من العمر ما يجعلنا نلزم أنفسنا بمحاورتها لنتعرف عن ذلك الماضي الذي يحمل بين كفيه ذكريات لطالما اشتقنا لسماعها ومعرفتها عن قرب .... فعن شهر الخير والغفران بدأنا حوارنا .. وانتقلنا معها لأجواء محرم والمناسبات الإسلامية .. ندعوكم أحبتنا للاستمتاع بها الحوار ،،
البطاقة الشخصية :
الإسم : الحاجة خديجة أحمد خميس – المعروفة بـ (( أم أحمد ))
العمر : مواليد 1930
المهنة : ربة بيت
س : أم أحمد .. أول شيء نبارك لش بالشهر والله يعودش ان شاء الله ،،، ثاني شي يمكن تحدثينا عن شهر رمضان في الماضي ...
ج : الله يبارك في عمركم ،، شهر رمضان شهر فضيل كان وما زال أساس في قربنا من الله عز وجل ..
وهو بذلك لا يتغير بتغير المكان والزمان لكن الناس هم من يحركون فيه الوقت والعبادة ... فشهر رمضان في الماضي كانت له نكهته الخاصة بعيداً عن التلفاز .. والسهرات .. فقط كانت تملأه أجواء العبادات والتعبد وحتى هذه الأجواء كانت لفترة قصيرة لا تتعدى الساعة الثامنة.. اما الآن فهي تمتد لساعات طويلة نمتلكها الا اننا أصبحنا نفضل التلفاز عليها .. للأسف ...ففي شهر رمضان .. (يعني على أيامنه)..نتفطر .. ثم نصلي ونقرأ القرآن ولكن ما ان تحين الساعة الثامنة حتى يعم السكون ارجاء القرية .. وفي وقت السحور يوقظنا الطبال الا اننا عندما لا نسمع صوته نصوم اليوم التالي بلا سحور فلم يكن هناك منبهات توقظنا .. فالإعتماد الول والأخير وقت السحور كان على الطبال فقط .
س : الآن مائدة الطعام أم أحمد تتواجد فيها كل ما تشتهيه الأنفس،، فماذا عن مائدة شهر رمضان في الماضي ..
ج : الإفطار يتكون من اللبن والتمر والفريد والهريس .. (بس على حسب قدرة صاحب البيت في شراء اللحم .. و أحين يا بنتي غير .. كل شيء متوفر ).. أما السحور .. فكان (عيش بحاري مع لبن وأي صنف من اللحوم)..
س : رمضان شهر الخير والبركات .. جرت عاداتنا ورى مثل ما نقول ( توزيع الطعام بين الجيران ) حدثينا عن هذه العادة الجميلة التي تزدهي بالحب والترابط ..
ج : في الماضي وعلى رغم الفقر إلا أن هذه العادة كانت بارزة وبقوة .. فالكبار والصغار يقومون بتوزيع الطعام على بيوت الجيران جميعها .. أما الآن فنادرا ما ترى هذه الظاهرة وقد يقتصر التوزيع على المقربين فقط ..
س : كل عام يمر علينا شهر الخير والبركات ليطوي معه أفضل المناسبات .. بدءا بـ النصف من شهر الرحمة والغفران .. إلى وفاة الإمام علي (ع) .. ومروراً بليلة القدر والعيد .. حديثنا عن طبيعة هذه الليالي ويا ريت تقارنين بين الماضي و الحاضر ..
ج : (والله ليلة النص ليلة مباركة) ففي الماضي كنا نناصف كبار وصغار في هذه الليلة اما الان فالصغار فقط هم من يناصفون والسبب (يا زعم بنات أحين يستحون يحملون جيس الناصفة ويناصفون )..!! قبل كنا نرتدي أفضل ما عندنا من ملابس وكلها تراثية من ثوب نشل وبخنق أما الآن فنادرا ما ترى بعض الأطفال يرتدون هذه الملابس التراثية ..
أما بالنسبة لإحياء وفاة الإمام علي .. فكانت تقتصر إحياء هذه الليلة على القراءة فقط عند النساء والرجال باللطم والعزاء .. أما ليلة القدر فللأسف لم يكن هناك وعي في إحياء هذه المناسبة العظيمة إذ أننا كنا لا نحيها أبدا .. ويقتصر إحياءنا على صلاة الكسوف والخسوف ..
س : أم أحمد .. بما أنك تحظين بشرف خدمة الحسين عليه السلام .. ما هي طبيعة الأعمال التي تتناوبين عليها أنت وبقية الخدام في المأتم ؟
ج : (يا بنتي خدمة الحسين خدمة شاملة).. فنحن نساء القرية ككل كل منا تقوم بما تراه من عمل أمامها ولا تقتصر خدمتنا على عمل ما ... فلكل منا أجرها عند الحسين عليه السلام ..
س : في الماضي , هل هناك مآتم خاصة بالنساء لإحياء ذكر أهل البيبت عليهم السلام ؟
ج : لا لم تكن هناك مآتم خاصة للنساء ..
س : إذاً أين كنتم تحيون هذه المناسبات .. في المنازل مثلا وكيف هي إدارة هذه المجالس الصغيرة ؟
ج : نعم هناك بعض البيوت تفتح أبوابها لإحياء هذه المناسبات ..ويقتصر الاحياء على المناسبات البارزة مثل شهر محرم ووفيات أهل البيت ومواليدهم عليهم السلام .. أما بالنسبة للإدارة .. فهي تعتمد على خدمة هذا المجلس والملاية أو القارئة .
س : أم أحمد الحين نسمع ونشوف في بعض مآتم قرى البحرين .. من يخدم الحسين مقابل مبلغ مادي وهناك عاملات يعملن عمل محدد ..
(والله على أيامنه والى احين ما في الا كل خير في خدمة الحسين بدون فلوس ولا شيء ) يمكن تكون هذه العاملات تتقاضى هذه المبالغ البسيطة أيضاً على حب الحسين لا بقصد آخر ...
س : أم أحمد هل هناك من يقدم المساعدات المادية لإقامة هذه المجالس (مجالس ذكر أهل البيت ) في الماتم .. يعني على حب الحسين عليه السلام ..
نعم .. فمعظم هذه المجالس يقوم احيائها على التبرعات والنذور ..
س : ومن يجمع هذه التبرعات والنذور ..؟
أما ادارة المأتم .. أو البعض يخصص إحدى خدام الحسين عليه السلام ..
س : كلنا يعلم أن في بعض الشهور وبالأخص محرم الحرام وشهر رمضان المبارك تزدحم المآتم في اقامة العبادات والتجمعات .. حدثينا عن هذه العادات ما بين الماضي والحاضر ...
ج : (والله هالعادات لحين قايمة ).. وهي بذلك لم تقتصر على الماضي ابداً ولكنها بدت بغير طبيعتها اذ ان المأتم يزدحم فقط بالنساء الكبيرات في السن (يعني العجايز.. بس وين شبابنه .. ما نجوف أحد منهم .. وأول بناتنه ويانه .. أحين يقعدون صوب التلفزيون وبس ..)...
س : ختمنا لقائنا بالحاجة أم أحمد بسؤالها عن العيد وأجواءه .. وعن اختلافه عن الحاضر ...
ج : عيد الول أحلى من أحين قبل يا بنتي الأهل يتجمعون كلهم على الغذاء .. ويزورون بعض .. صدق ما في عيدية بسبب الفقر لكن في محبة ... بس الحمد لله على كل شيء .. ألي كنه نقوم فيه وهو أهم شيء صلاة العيد .. بس للأسف كانت بعد مقتصرة على الرجال فقط ..( والحين الحمد لله كل شيء متوفر إلا لمة الحبايب )..
هكذا تمر الذكريات .. وتمر معها الأيام .. فلا حرمنا الله ممن أسمعنا هذه الذكريات .. وأطال الله في عمر الحاجة أم احمد ..
إعداد وتقديم
بتول إبراهيم أحمد
تنسيق و إشراف
هاني محمد أحمد
التعليقات (1)
جنااان
تاريخ: 2008-09-12 - الوقت: 06:24:02موضوع رائع جداً ,, الله يخلي أم أحمد ويحفظها لناا .. كلامها صحيح وسليم ,, فحقاً نحن نفتقر الآن للذكريات القديمة والأجواء التراثية الرمضانية .. يعطيكم العافية على هذا الإعداد والتنسيق وأشكركم على هالفكرة الحلوة ^^ ,, تحياتي