أسرة الموقع أجرت حوارا مع احدى الشخصيات من المنطقة ، هذه الشخصية غنية بمعلومات عن الماضي التي عاصرته ولا تزال غنية بحاضرها ،،، فإليكم هذا اللقاء مع :
البطاقة الشخصية:
الإسم : الحاج مهدي علي مهدي التيتون
العمر : 62 سنة
المهنة : موظف سابق بوزارة الصحة – متقاعد حاليا
س: الكثير ممن يفتح مجلسه ليتم فيه ذكر الله عز وجل ، ويرتل فيه قرآنه .. هل لنا أن نعرف منذ متى وأنت تقرأ القرآن؟
ج: بدايتي كانت أيام الطفولة وبالتحديد وأنا طالب في المرحة الإبتدائية ، وكان آنذاك لا يوجد من يعلمنا ولا ما يسمى ( المعلم) فتعلمنا ذاتياً وتدربنا على القراءة في المجالس التي لها الفضل في تعليم أجيال كثيرة ومنها أنا تحديداً.
س: هل لك أن تحدثني عن صلة الأرحام بين الماضي والحاضر؟
ج: في الماضي كان الجميع يعرف الجار والقريب وحتى من هو ساكن في منطقته والمناطق القريبة منها ... وكلنا يدخل بيت الثاني ويعرف جميع سكانه من الصغير للكبير ،، رجالا ونساءا وأطفالا .. التواصل والتكاتف والتعاضد سمات كانت موجودة وملحوظة في ذلك الزمان ،، أيضاً لنا أقرباء يسكنون بعيدا عنا لكننا نتواصل معهم ونزورهم وهم أيضا يقومون بتبادل الزيارات معنا ..
وأعتقد بأن البيت الواحد الذي يعيش فيه الجد والجدة وأبنائهم وعائلاتهم ساعدا بشكل كبير على توطيد هذه الصلات وتفعيل واجب وفرض صلوا أرحامكم ،،،
س: شهر رمضان شهر العبادة والتوبة ،، والغفران ،،، كيف ترى حضور الناس في المسجد ، هل يزداد في شهر رمضان أم يقل؟ وما هي الأسباب برأيك؟
ج: سأعود للماضي قليلا لأخبرك بأن الصلاة شبه معدومة ، بل لم تكن هناك صلاة جماعة أصلا ،، قليلا ما نشاهد أفراد معينين يلتزمون بالحضور للمسجد والصلاة ، في تلك الفترة خاطبنا الشيخ عيسى محسن بعد تخرجه من أجل الصلاة في المسجد ليكون إمام المصلين ،، والحمد لله كانت صلاة الجماعة في القرية حيث كنا السباقين ومن أوائل القرى التي حرصت على إقامة صلاة الجماعة.
أما زمننا الحالي فالصلاة ولله الحمد تقام جماعة في الكثير من مساجد الله مع وجود الكثير من المصلين ..
س: احياء بعض اللمناسبات في شهر الله كـ ليلة القدر والنصف من شهر رمضان (الناصفة) ،، كيف تراها من وجهة نظرك وحبذا لو تقارن لنا كما قارنت قبل قليل بين الماضي والحاضر؟
ج: بالنسبة لاحياء ليلة النصف – القرقاعون – لا يزال على نهجه السابق مع اضافة بعض اللمسات الجديدة ، كتوزيع الأكل والمرطبات والنقود واظهار الزينة في كل مكان وغيرها ،،
أما ليلة القدر ففي السابق لا يوجد احياء لها في القرية على اعتبار عدم وجود صلاة جماعة ولا تواجد في المسجد كما هو حاصل هذه الأيام ،،، كما أن الناس كانت تهتم بعملها وبظروف تلك المرحلة ،، حاليا ، ما شاء الله إحياء الليلة يتم في المأتم والمسجد وفي البيوت ،، ويتواجد الناس حتى الصباح بالمسجد لأجل طلب الغفران والرضوان في ليلة هي خير من ألف شهر ..
س: لفتني حديثك عن التكاتف والتعاضد في اجابتك عن صلة الأرحام ،، فتبادر إلى ذهني موضوع الصناديق الخيرية ... السؤال : هل كانت موجودة في تلك الفترة أم كانت هناك مجموعة تساهم في مثل هذه الأعمال؟
ج: يؤكد أبو زكريا بأن أول صندوق تم انشاؤه كان في الديرة - قرية مني - ويضيف بأنه الأول على مستوى الوطن.. أنشأ في الستينات ، حيث كان البعض من أبناء القرية يساهمون فيه بمبالغ رمزية ويوزعونها لمن هو محتاج ..
أخير أبو زكريا يتابع بأن الماضي له رونقه الخاص والذكريات مليئة بالأمور الكثيرة التي يجب أن نذكرها على مدى الأيام بحيث لا تندثر وتذهب رياحها هباء .. ونحن بدورنا نضم صوتنا لصوته آملين في أخذ العبر من أجدادنا وارجاع بعض العادات والتقاليد التي تضيف للمجتمع الكثير ..
إعداد وتقديم
هاني محمد أحمد
التعليقات (0)