شارك هذا الموضوع

ظروف ولادة الإمام المهدی (ع)

ظروف ولادة الإمام المهدی (ع) 


إن قضية المهدوية من القضايا التی أجمع المسلمون فی مفهومها العام، وإنما وقع الخلاف بينهم فی تحديد شخصه. وقد عمل الأئمة (ع) لبيان أن المهدی (عج) من ولد النبی محمد (ص) وذرية علی وفاطمة (ع) وأنه الإمام الثانی عشر من سلسلة الإمامة والهداية. وهو الإمام محمد بن الحسن العسكری بن الإمام علی الهادی (ع) وأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً..


هذا الأمر أثار مخاوف السلطة العباسية آنذاك فشدّدوا المراقبة وأقاموا العيون والجواسيس حول أسرة الإمام الحسن العسكری (ع) تحسبّاً لولادة الإمام المهدی المنتظر الموعود والذی تترقبه الشيعة باعتباره المقيم لدولة العدل الإلهی، وعمدت السلطة إلى مساندة جعفر بن الإمام الهادی المعروف بـ جعفر الكذاب فی محاولة لإحلاله محل أخيه الحسن العسكری (ع) بعد وفاته.


وقد أحاط الإمام العسكری (ع) ولادة الإمام المهدی (عج) بستار من السرية. كما ساهمت إرادة الله عز وجل فی أن تكون ولادته إعجازية إذ لم تظهر آثار الحمل على والدته نرجس إلاّ فی الليلة التی وُلِدَ فيها صلوات الله عليه، وخَفِیَ أمر ولادته إلاّ على جماعة قليلة من الموالين المخلصين..


إحباط المخطط العباسی:


تسلّم الإمام المهدی‏ (عج) الإمامة الفعلية سنة 260هـ. بعد وفاة والده الإمام العسكری (ع). وكان محاطاً بالسرّية التامة كما تقدّم، بحيث خفی أمره عن السلطة العباسية التی جهدت فی إطفاء نوره عبر اعتقال زوجات الإمام العسكری فی أشهر الحمل. بل خفی أمر ولادته حتى عن خادم بيت الإمام العسكری (ع). وأيضاً شاركت شخصية جعفر الكذاب عم الإمام المهدی (عج) فی لعب دور مضلل ومدعوم من قبل السلطة التی قدّمته للصلاة على جنازة الإمام العسكری (ع) بصفته الوريث الشرعی الوحيد للإمام.


ولكن المفاجأة كانت عندما تقدّم فتىً فی الخامسة من عمره يخرج من الدار ويأخذ برداء عمّه جعفر إلى الوراء قائلاً: تأخّر، فأنا أحق منك بالصلاة على أبی فيتأخر جعفر من دون أن تبدر منه أية معارضة. وباءت جهود السلطة بالفشل. وأحبطت المخططات التی حاولت النيل من إمامة الإمام الحجة (عج).


الغيبة الصغرى:


ونتيجة لإلحاح السلطة الحاكمة على تعقّب الإمام المهدی توارى الإمام عن الأنظار فی غيبة سميت الغيبة الصغرى، وقد شغل منصب النيابة عن الإمام فی إدارة شؤون الأمة ولمدة سبعين سنة أربعة نواب عرفوا بالسفراء، هم:


1 عثمان بن سعيد العمری.


2 محمد بن عثمان بن سعيد العمری.


3 أبو القاسم الحسين بن روح النوبختی.


4 أبو الحسن علی بن محمد السمری.


وقد قام السفراء الأربعة بجهود عظيمة فی سبيل الحفاظ على خط ونهج أهل البيت (ع) من خلال المحافظة على بقاء الإمام فی الخفاء إلا فی الحالات الضرورية. وإزالة الشكوك التی أثيرت بشأن المهدی (عج) والتصدی للغلاة.. فعملوا على تهيئة أذهان الأمة وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى وتعويد الناس تدريجياً على الاحتجاب، بالإضافة إلى رعاية شؤون الأمة والتوسط بينها وبين الإمام..


الغيبة الكبرى:


امتدت الغيبة الصغرى منذ وفاة الإمام العسكری (ع) سنة 260ه. حتى سنة 329هـ. وبعد أن حققت الغيبة الصغرى أهدافها فحصّنت الشيعة من الانحراف وجعلتهم يتقبلون فكرة النيابة التی تحوّلت من أفراد منصوص عليهم إلى خط عام هو خط المرجعية، بدأت الغيبة الكبرى التی ستمتد حتى يأذن الله تعالى.


دولة الإمام المهدی (عج):


قال الإمام الباقر (ع) :«إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع فی أيامه الجور وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، وردّ كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهر الإسلام، وحكم بين الناس بحكم داوود وبحكم محمد، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدی بركاتها ولا يجد الرجل يومئذ موضعاً لصدقته وبرّه وتقضی العجوز الضعيفة فی المشرق تريد الغرب لا يؤذيها أحد، وتؤتون الحكمة فی زمانه حتى أن المرأة لتقضی فی بيتها بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله.


 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع