اختلاف بشأن تحديد أولوية المواضيع العامة
خطباء المنبر الحسيني يتناولون أبعاد الثورة الحسينية بأولويات مختلفة
الوسط - خليل عبدالرسول
اتفق خطباء المنبر الحسيني الذين التقتهم "الوسط" يوم أمس، على ضرورة التطرق إلى المواضيع التربوية والاجتماعية، فيما اختلفوا في تحديد أولوية المواضيع السياسية، فرأى بعضهم أن المواضيع السياسية لا يمكن التطرق إليها إلا بشكل "هامشي"، فيما رأى آخرون ضرورة التنوع في طرح مواضيع المنبر الحسيني لتشمل السياسة والاقتصاد وربطها بأوضاع الناس والخلفية التاريخية لثورة الإمام الحسين "ع".
فمن جانبه يرى خطيب كل من مأتم الحاج حسن العالي بعالي ليلا والمأتم الجنوبي بكرزكان عصرا الشيخ حميد المبارك، أهمية التطرق إلى مواضيع مهمة منها، "التحول الثقافي"، "أهمية الإعلام في تكوين الرأي العام"، "تاريخ التجديد الديني"، "نماذج من التجديد الفقهي للإمام الخميني "رحمه الله"، و"التسامح الديني".
وعما إذا كان المبارك سيتعرض إلى مواضيع سياسية في ظل احتمال نشوب حرب في المنطقة، رأى أن المواضيع المطروحة تختزن البعد السياسي، فمثلا عند الحديث عن التجديد الديني فذلك يرتبط بالحديث عن "اليمين المتطرف" في أوروبا ومدى تأثيره على الوضع السياسي الجاري، كما يمكن التطرق إلى "مقولة العنف" عند الحديث عن "التسامح الديني"، وهكذا فإن كل المواضيع يمكن لها أن ترتبط بالواقع السياسي بحسب وجهة نظر المبارك.
فيما أبدى خطيب مأتم السادة بقرية المهزة "سترة" سيد فيصل الطالبي اهتمامه برغبات الجمهور في تحديد الموضوعات، وأكد على ضرورة التنوع في الطرح ليستفيد المستمعون بشيء من الموضوعات التربوية والاجتماعية والسياسية، إذ لا يمكن - بحسب وجهة نظر الطالبي - عدم التطرق إلى المواضيع السياسية في ظل الحديث عن القضايا الدينية والتربوية كالفقر والرزق وغيرها، فعند التطرق إلى مسألة "الرازقية من الله سبحانه" فلابد من تناول الموضوع بشكله الصحيح ولا يتم إغفال الجانب السياسي المرتبط بالبطالة مثلا، معتبرا التنوع في طرح المواضيع بما فيها السياسية والاقتصادية من "التفقه" الذي حث عليه القرآن الكريم.
ويضيف الطالبي "أن السياسية والاقتصاد هما سبب الفساد الذي يعاني منه الناس"، مشيرا إلى احتمالات وقوع الحرب في المنطقة، منتقدا الطرح الذي يتغافل السياسة بحجة تناول الوعظ الأخلاقي والتربوي فحسب، وأشار الطالبي إلى نيته الطرق إلى مواضيع عدة، منها "الصحافة البحرينية والنقد"، و"عطاء كربلاء".وعن استدرار الدمعة يرى الطالبي أن الفرد في مجتمعنا يعيش معاناة على المستوى الإيماني، ولذلك فإن الخطيب يحاول انتزاع الدمعة من المستمعين قسرا، فالمفروض أن يكون الخطيب مجرد مولد لهذه الدموع والمشاعر، متسائلا "إذا قام الخطيب بـ "عملية قسرية" لانتزاع الدمعة من المستمعين، فهل سيبكون باختيارهم مستقبلا؟!".أما خطيب مأتم معيوف بقرية الحجر الشيخ بشار العالي فيرى ضرورة التركيز على المواضيع العقائدية، بينما يمكن التطرق إلى بعض الأمور السياسية بشكل "هامشي" بحسب رأيه.
ورأى العالي ضرورة سعي الخطيب إلى إبكاء المستمعين، إذ تؤكد الروايات الواردة عن الرسول الأعظم "ص" والأئمة "ع" أهمية البكاء والتباكي على الإمام الحسين "ع"، مؤكدا عدم إغفال الجانب الثقافي لتوضيح قيم ومفاهيم الثورة الحسينية.
ويؤيد خطيب مأتم الحاج عباس بعراد الشيخ محمد الكراني العالي في وجهة نظره فيقول إنه سيتطرق إلى مواضيع مختلفة منها عقائدية وتربوية وتاريخية، بينما يبقى التطرق إلى السياسة أمرا هامشيا وعند الضرورة. أما خطيب مأتم الإمام الرضا "ع" بقرية المالكية الشيخ محمد جواد الشهابي فيجد ضرورة التطرق إلى المواضيع السياسية إذا ما حدث أمر سياسي طارئ "ربما إشارة إلى احتمال نشوب الحرب في المنطقة"، إلا أنه لا ينوي حاليا التطرق إلى مواضيع سياسية معينة.
وما يرى خطيب مأتم بن خميس في السنابس الشيخ محمد حبيب المقداد ضرورة ربط الحركة الإصلاحية للإمام الحسين "ع" بما يؤدي إلى دعم الإصلاح في البحرين لصالح الوطن والمواطن، مؤكدا اهتمامه بالمواضيع التربوية والسياسية والاجتماعية. وانتقد المقداد الداعين إلى فصل العاطفة عن العقل، وقال "إن الإمام الحسين "ع" عبرة وعبرة، ولابد أن يتماشى العقل مع العاطفة معا"، لنبكي الحسين "ع" ونعتبر من سيرته وقيم وأهداف ثورته.
أما خطيب مأتم بن عمران في القرية "سترة" الشيخ محمد صالح القشعمي، فينوي التطرق إلى الكثير من المواضيع السياسية والتربوية، منها "البرلمان والفصل بين السلطات"، و"الحرب المحتملة وآثارها"، و"البيئة في نظر الإسلام"، و"الثورة الحسينية"، و"المجالس العاشورائية"، فلابد - بحسب وجهة نظر القشعمي - من التنوع في طرح المنبر الحسيني، فإلى جانب التركيز على المواضيع الاجتماعية والتربوية وتحليل ثورة الإمام الحسين "ع" لابد من التطرق إلى المواضيع السياسية والمواضيع ذات الأبعاد القانونية.
هذا المقال من صحيفة
http://www.alwasatnews.com
التعليقات (0)