مقتطفات من كلمة سماحة الإمام الخامنئي مد الله في ظله عند لقائه عائلة الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قد) .
أولاً نرحب بكم وببقية السيدات، لاسيما بناتكم وأبنائكم المحترمين . نحن أيضاً نفتخر بالمرحوم الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر كشخصية علمية وجهادية وفكرية . لقد كان مبعث فخر لنا جميعا ً. ونفخر بكم أيضاً لأنكم تحملتم مشاقاً جسيمة وصعوبات أليمة طوال العشرين سنة الماضية وأكثر، لكنكم صبرتم . أنتم من عائلة كبيرة، والصبر والكرم والمروءة من سجايا هذه العائلة .
بعد استشهاد المرحوم آية الله الصدر عشتم ظروفاً عصيبة في النجف، ثم استشهد أزواج هؤلاء البنات، وابتلي كل واحد منكم بشكل من الأشكال. لكنكم صبرتم على كل هذا. الحق أن صبركم قيّم جداً في أعيننا. أعلموا أنني أدعو لكم من بعيد، وأدري ما الذي تجرعتموه من محن ومشكلات .
مَنَّ الله بعلو الدرجات على ذلك الشهيد العزيز والمرحوم الشهيد السيد محمد الصدر، وكذلك على أصهاركم وأبناء الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليهم). هؤلاء السيدات اللاتي صبرن في ذلك الجو القمعي المرعب واستشهد أزواجهن وهن شابات وبقي أطفالهن، لهن عند الله تعالى مكانة عالية جداً. الصبر الذي أبديتموه له قيمة كبيرة جداً عند الله تعالى. أسأل الله أن يقر أعينكم بأجره وثوابه في الدنيا والآخرة.
قصدت العراق عام (1959م) ولقيت هناك السيد محمد باقر الصدر. كان في ريعان شبابه، بحدود الخامسة والعشرين من عمره. وكان معروفاً بالعلم والفضل حتى في ذلك الحين. كنت أصغر سناً منه في حينها، بحدود الثامنة عشرة من عمري .
في بدايات الثورة حينما بلغنا نبأ استشهاد آية الله الصدر، كان ذلك ضربةً مؤلمةً لنا، فقد كان عموداً فكرياً حقيقياً للنظام والمجتمع الإسلامي. حتى قبل الثورة كنا على علمٍ بكتبه وأنشطته البالغة القيمة والأهمية. وبعد ذلك حينما انتصرت الثورة أصدر نداءات مهمة جداً. كان هناك أمل كبير ينعقد على السيد الصدر .
كان المرحوم السيد الصدر نابغةً بالمعنى الحقيقي للكلمة. لدينا الكثير من الشخصيات اللامعة في المجالات الفكرية والإسلامية والفقه والأصول وباقي الحقول العلمية، بيد أن النوابغ قلائل جداً، والسيد الصدر كان من النوادر الذين نبغوا نبوغاً حقيقياً. ذهنه وفكره كان يتحرك أبعد مما يقوم به الآخرون. وقد خرّج والحمد لله تلامذةً جيدين .
التعليقات (0)