شارك هذا الموضوع

الشهادة في سبيل الله


الشهادة في سبيل الله


على الرغم من تكرار لفظ الشهادة في القرآن الكريم كما نوهنا اليه سابقا لم يرد شئ منها بمعنى القتل في سبيل الله سوى في ثلاث آيات قد تتحمل هذا المعنى حسب تصريح المفسرين وهي هذه : {وَمَن يُطِع الله والرسولَ فاولئكَ مَعَ الذينَ أنعم اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا[1]} - {والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هُم الصديقونَ والشهداء عند ربهم لهم أجرُهم ونورُهم والذين كفروا وكذَّبوا بآياتنا اولئكَ أصحابُ الجحيم[2]} - {إن يمسكم قرحٌ فقد مَسَّ القومَ قرحٌ مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليَعلَم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليُمَحِّصَّ الله الذين آمنوا ويَمحقَ الكافرين} .[3]


إلا أن سبيل هذه الآيات الثلاث سبيل غيرها من الايات حيث لم تتفق كلمة المفسرين في تفسير كلمة "الشهداء" على رأى واحد ومعنى فارد فعلينا اذاً أن لا نصدر حكما لهم او عليهم قبل التثبت من مغزاهم وقبل ان نستعرض الاقوال ونمر على ما هو المهم من آرائهم للوصول الى ما هو اقرب للواقع وأوفق بالسياق. فإليك البيان حسب ترتيب الايات.


الآية الأولى:


قال الطبري: الشهداء جمع شهيد وهو المقتول في سبيل الله، سمى بذلك لقيامه بشهادة الحق في جنب الله حتى قتل [4]. وقال الطبرسي: وهو المقتول في سبيل الله، وليست الشهادة في القتل الذي هو معصيته، لكنها حال المقتول في اخلاص القيام بالحق لله مقرا وداعيا اليه ـ الى ان قال ـ وقيل الشهادة هي الصبر على ما امر الله به من قتال عدوه، وانما سمي الشهيد شهيداً لقيامه بشهادة الحق على جهة الاخلاص، واقراره به ودعائه اليه حتى قتل. وقيل: انما سمي شهيدا لأنه من شهداء الآخرة على الناس، وانما يستشهدهم الله بفضلهم وشرفهم، فهم عدول الاخرة عن الجبائي...[5].


وقال القرطبي ما معناه: هم الذين شهدوا بالحق وسبقوا الى الايمان بالنبي، او الذين قتلوا في سبيل الله [6]. وفي تفسير الجلالن: هم القتلى في سبيل الله[7].


وقال البيضاوي: قسمهم ـ يعني الذين انعم الله عليهم ـ اربعة اقسام بحسب منازلهم في العلم والعمل وحّث كافة الناس على ان لا يتأخروا منهم، وهم الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل، المتجاوزون حد الكمال الى درجة التكميل، ثم الصديقون الذين صعدت نفوسهم تارة بمراقى النظر في الحجج والآيات، واخرى بمعارج التصفية والرياضات إلى أوج العرفان حتى اطلعوا على الأشياء، واخبروا عنها على ماهي عليها، ثم الشهداء الذي أدّى بهم الحرص على الطاعة والجد في إظهار الحق، حتى بذلوا مهجهم في اعلاء كلمة الله، ثم الصالحون الذين صرفوا اعمارهم في طاعته واموالهم في مرضاته.


ولك ان تقول: المنعم عليهم هم العارفون بالله، وهؤلاء اما ان يكونوا بالغين درجة العيان، او واقفين في مقام الاستدلال و البرهان، والأولون إما ان ينالوا مع العيان القرب بحيث يكونون كمن يرى الشيء قريبا، وهم الانبياء عليهم الصلاة والسلام، اولا فيكونون كمن يرى الشيء من بعيد، وهم الصديقون، والآخرون إما ان يكون عرفانهم بالبراهين القاطعة، وهم العلماء الراسخون الذين هم شهداء الله في ارضه، واما ان يكون بامارات اقناعات تطمئن اليها نفوسهم، وهم الصالحون[8].


وقد اتينا بكلام البيضاوي على طوله لان فيه بيانا لسياق الآية وللمناسبة بين الشهداء والذين اردفهم الله اياهم من الانبياء و الصديقين والصالحين، فان ذلك ربما يُلقى ضوء اكثر على ما هو المعنى بالشهداء، فرأينا البيضاوي يفسر الشهداء تارة، بالذين ادى بهم الحرص على الطاعة والجد في اظهار الحق، حتى بذلوا مهجهم في اعلاء كلمة الله، واخرى بالعلماء الراسخين الذين هم شهداء الله في ارضه.


واما الفخر الرازي فبعد ان نفى أي فضل في من قتله الكفار قال: الشهيد فعيل بمعنى الفاعل، وهو الذي يشهد بصحة دين الله تارة بالحجه والبيان، واخرى بالسيف والسنان، فالشهداء هم القائمون بالقسط، وهم الذين ذكرهم في قوله: (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط) ويقال للمقتول في سبيل الله شهيد من حيث انه بذل نفسه في نصرة دين الله، وشهادته له بأنه الحق، وما سواه هو الباطل، وإذا كان شهداء الله بهذا المعنى كان من شهداء الله في الاخرة كما قال {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس[9]. فالرازي هنا لا يرى صلة بين الشهداء هنا وبين القتلى في سبيل الله إلاّ من حيث انهم يشهدون بصحة دين الله وانهم القائمون بالقسط، والشهداء على الناس فسياق هذه الآية عنده سياق ساير الايات التي تقدم الكلام عنها.


وقال صاحب المنار: قال الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده ـ: الشهداء هم الذين أمرنا الله ان نكون منهم: {لتكونوا شهداء على الناس}. وهم أهل العدل والانصاف الذين يؤيدون الحق بالشهادة لأهله بأنهم محقون، ويشهدون على اهل الباطل بانهم مبطلون، ودرجتهم تلى درجة الصديقين، والصديقون شهداء وزيادة. ثم قال صاحب المنار ان الشهادة التي تقوم بها حجة اهل الحق على اهل الباطل تكون بالقول والعمل والأخلاق والأحوال، والشهداء هم حجة الله على المبطلين في الدنيا والآخرة بحسن سيرتهم ـ الى أن قال ـ: فمنهم العالم المستقل بالدليل وان سخط المقلّدون، والحاكم المقيم للعدل وان كثر حوله الجائرون، والمصلح لما فسد من الأخلاق والآداب وان غلب المفسدون، والباذل روحه حتى يقتل في سبيل الحق وان احجم الجبناء والمراؤن[10].


وقال الفيض الكاشاني: (من النبيين) الذين هم في اعلا عليين و(الصديقين) الذين صدقوا في اقوالهم وافعالهم (والشهداء) المقتول انفسهم وابدانهم بالجهاد الاكبر والاصغر (والصالحين) الذين صلحت حالهم واستقامت طريقهم... ثم روى احاديث ليس فيها ما يدل على ان المراد بالشهداء القتلى في سبيل الله، وفي بعضها  عن ابي عبدالله عليه السلام: فرسول الله في الآية النبيون، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وانتم الصالحون، فاتسمو بالصلاح كما سميكم الله[11] .


وقال المراغي: الشهيد هو الذي يشهد بصحة الدين تارة بالحجة والبرهان، واخرى بالسيف والسنان[12].


وقال استاذنا صاحب الميزان: المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن، دون المستشهد في القتال[13]


هذه جملة من آراء المفسرين الكبار الذين حضرنا كتبهم بين القديم والجديد ومن الفريقين وهم بين من حمل (الشهداء) على القتلى في سبيل الله، او على شهود الحق، او الشهود على الناس قولا واحدا، وبين من حملهم على وجهين او اكثر منها بالترديد من دون ترجيح بينها، ثم ان ما ذكره بعضهم في وجه تسمية القتلى بالشهداء بشعر بان الشهيد عنده دائما بمعنى الشاهد الذي يشهد بصحة الدين، تارة بالحجة، والبيان وأخرى بالسيف والسنان، ومعنى هذا ان القتلى عندهم من مصاديق الشهداء بالحق من دون ان يكون هذا اللفظ مستعملا بمعنى القتلى في سبيل الله.


ثم ان المتأمل في سياق هذه الآية التي جعلت المطيع لله وللرسول مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين، يطمئن بان الشهداء هنا هم تلك العصبه المختارة، والفريق الكامل من المؤمنين الذين بلغوا اوج القيام بالحق والشهادة بالقسط واتصفوا بما اتصف به الانبياء والمؤمنون في آيات تحدثنا عنها في القسم الاول من المقال، وانهم إنما نالوا هذا المبلغ من الكمال باطاعتهم واتباعهم لله والرسول. وعليه فكون الشهداء هنا بمعنى القتلى غير ثابت، اللهم الا بادراجهم في زمرة الشهداء بالحق والقائمين بالقسط، ولا ريب ان الذين بذلوا مهجهم في سبيل دينهم، قد أعلنوا الحق ‘علانا وشهدو به، فكتبوا شهادتهم بدمائهم، وأثبتوها إثباتا.


الآية الثانية:


وهي قوله تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم...} فذكر الطبري كعادته اختلاف أهل التأويل، هل قوله (والشهداء عند ربهم ولهم أجرهم ونورهم) متصل بما قبله، فيكون المعنى ان المؤمنين بالله والرسول هم الصديقون والشهداء، فكل مؤمن صديق وشهيد عند الله، عن ابن مسعود ومجاهد، وقد قال النبي (ص): مؤمنوا امتي شهداء، ثم تلا هذه الآية، او هو مفصول عنه فيكون المعنى ان المؤمنين هم الصديقون، وان الشهداء عند ربهم ثبت لهم أجرهم ونورهم، عن ابن عباس ومسروق وابي الضحى، ثم ذكر وجها ثالثا عن آخرين، وهو ان الشهداء عند ربهم في هذا الموضع، النبيون الذين يشهدون على اممهم كما قال تعالى: {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}.


واخيرا يرجح الطبري الوجه الثاني، ويجعل المعنى الذين قتلوا في سبيل الله وهلكوا في سبيله لهم ثواب الله اياهم في الآخرة ونورهم، معللا بان ذلك هو الاغلب من معانيه في الظاهر وان الايمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم الشهيد:[14] مخلصاً


وعندنا ان اطلاق الشهيد في القرآن على المقتول في سبيل الله غير ثابت  او غير ظاهر الا في موضع واحد حسب ما يأتي، واطلاقه على طائفة من المؤمنين ثابت كما علمت، ويؤيده قوله (عند ربهم) اذا كان معناه كما هو الظاهر، الذين يشهدون عند ربهم، دون ما اذا كان معناه الذين يكونون عند ربهم، على المبتدأ والخبر فان هذا السياق اشبه بقوله تعالى (احياء عند ربهم يرزقون).


هذا مضافا الى وحدة السياق في هاتين الآيتين جميعا حيث جاء (الشهداء) فيها عقيب الصديقين، وان كلا منهما يكمل معنى الأخرى فتعطيان جميعا ان كمال ايمان المرء، وكونه مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، مشروط بالايمان بالله ورسوله واطاعتهما معا، وانه لا يجدي الايمان بدون الطاعة والعمل ولا العمل والطاعة بدون الايمان.


على ان سياق هذه الآية التي نبحث عنها ناطق بوضوح بأنها بصدد التعريف بالمؤمنين والكافرين وبيان ما للفريقين من الثواب والعقاب، وأن المؤمنين بالله والرسول هم المصدقون و الشهداء بالحق فلهم اجرهم ونورهم، وان الكفار هم المكذبون بآيات الله فهم اصحاب الجحيم وهذا يقضتى اتصال {والشهداء عند ربهم} بما قبله، وفصله عنه يخل بهذا النظم المستساق، والاسلوب الهنئ.


واما ساير المفسرين سوى الطبري فقال البيضاوي: اولئك عند الله بمنزلة الصديقين والشهداء او هم المبالغون في الصدق فانهم آمنوا وصدقوا جميع اخبار الله ورسله، والقائمون بالشهادة لله ولهم او على الأمم يوم القيامة، وقيل والشهداء عند ربهم مبتدء وخبر، والمراد به الأنبياء من قوله (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد)، او الذين استشهدوا في سبيل الله[15].


وقال الطبرسي: قال مجاهد: كل من آمن بالله ورسله فهو صديق شهيد، وقرء بهذه الآية ثم ذكر حديثا بمعناه عن المنهال القصاب قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أدعُ الله ان يرزقني الشهادة، فقال ان المؤمن شهيد وقرء هذه الآية، وفي حديث آخر عن ابي جعفر عليه السلام قال: وفيكم آية من كتاب الله وقرء هذه الاية، ثم احتمل الطبرسي ان يكون المراد بهم الانبياء او من استشهد في سبيل الله[16].


والقرطبي ارجع هذه الاية الى الآية الاولى وذكر الوجوه المتقدمة عن الطبري ومن بعده بلا ترجيح بينها[17].


واما الفيض الكاشاني فاكتفى في تفسير الآية كعادته فيك ثير من الآيات بايراد جملة من الاحاديث عن اهل البيت عليهم السلام تأول الاية الى شيعتهم، وانهم بتصديقهم هذا الامر وحبهم لآل البيت النبوي وتسلميهم لهم يعدون شهداء وان ماتوا على فراشهم استناداً الى هذه الآية، منها ما في المحاسن عن الصادق، عليه السلام قال ان الميت منكم على هذا الامر شهيد، قيل وان مات على فراشه، قال: أي والله وان مات على فراشه، حي عند ربه يرزق[18]


وقال المراغي: {الشهداء عند ربهم} أي والذين استشهدوا في سبيل الله لهم اجر جزيل ونور عظيم يسعى بين ايديهم وهم يتفاوتون في ذلك بحسب ما كانوا في الدار الدنيا من الاعمال[19].


هذا نموذج من الآراء قديما وحديثا وانها وان كانت الى حمل (الشهداء) في الآية على القتلى في سبيل الله اظهر واغلب إلاّ انك قد عرفت رأينا في ذلك فلا نعيد.


الآية الثالثة:


قال الطبري في قوله تعالى {ويتخذ منكم الشهداء} ناقلا عن جماعة من المفسرين القدامى ما حاصله ان المسلمين الذين فاتهم يوم بدر كانوا يسألون الشهادة فلقوا يوم احد، فاكرمهم الله بالشهادة واتخذ مهم شهداء، وانهم هم الذين ذكرهم الله في آية اخرى من هذه السورة {ولا تقولوا  لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً} الآية[20].


وبمثله قال المراغي من المتأخرين[21]. اقول ما ذكره الطبري من تمنيهم الشهادة جاء في آية بعد هذه الايات وهي قوله: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون} وقد روى الفيض الكاشاني في ذيل هذه الاية عن الصادق عليه السلام: ان المؤمنين لما اخبرهم الله تعالى بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر في منازلهم في الجنة رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه فأراهم الله يوم احد اياه، فلم يثبتوا الا من شاء الله منهم فذلك قوله {لقد كنتم تمنون الموت} الآية[22].


وقد فسر الفيض الكاشاني قوله {ويتخذ منكم شهداء} بقوله ويكرم ناسا بالشهادة[23].


وقال الطبرسي: فيه قولان: احدهما ان معناه ليكرم بالشهادة من قتل يوم احد  عن الحسن وقتادة وابن اسحق "وهذا تلخيص ما في تفسير الطبري). والاخر ويتخذ منكم شهداء على الناس بما يكون منهم من العصيان لما لكم  في ذلك من جلال القدر وعلو المرتبة، والشهداء يكون جمع شاهد وجمع شهيد عن ابي علي الجبائي، وانما سموا شهداء لمشاهدتهم الاعمال التي يشهدون بها، واما في جمع شهيد فلأنهم بذلوا الروح عندما شاهدوا الواقعة ولم يفروا[24].


وقال البيضاوي: ويكرم ناسا منكم بالشهادة يريد شهداء احد او يتخذ منكم شهودا منكم شهودا معدلين بما صودف منهم من النيات والصبر على الشدائد[25].


وفي الجلالين: يكرمهم بالشهادة[26]


وقال القرطبي: أي يكرمكم بالشهادة، أي يقتل قوم فيكونوا شهداء على الناس بأعمالهم وقيل لهذا قيل (شهيد) ثم ذكر وجوها اخرى لهذه التسمية.


وقال صاحب المنار ما معناه ان المراد أمّا الشهادة في سبيل الله، أو الشهادة على الناس بالمعنى الذي تقدم في قوله {لتكونوا شهداء على الناس} ثم قال: والاول هو الذي سبق الى الذهن في هذا المقام.


ووجهه ظاهر، فان السياق في هذه الآيات وما قبلها وما بعدها في آيات كثيرة تسلية المسلمين في قتلاهم يوم احد وان الله اراد تمحيصهم واختبارهم في هذه الواقعة، الا ان هذا السياق الملائم لمعنى الشهادة في سبيل الله، لا يحدد معنى قوله {ويتخذ منكم شهداء} تحديدا كاملا في القتلى، فلا يقال: يتخذ منكم القتلى، بل هذا التعبير باتخاذ الشهود المعدلين الذين خرجوا من التمحيص والاختبار ناجحين اولى وبه ألصق، فكأنه تعالى أراد اتخاذ شهود منهم بصبرهم واستقامتهم وتفانيهم في ذات الله حتى بذلوا مهجهم. وعليه فلا يبعد ان يكون هذه الآية النازلة في قتلى أحد فاتحة اطلاق الشهيد في القرآن الكريم وفي الاسلام على القتيل في سبيل الله.


 

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع