الإمام الحسين عليه السلام كان شهيد المبدأ الذي خرج م، اجل تحقيقة، وهو تثبيت القيم الإسلامية الحقة وتجسيد أدارة الأمة ورأيها العام. ولم يثن الحسين (ع) انه في قلة قليلة من أصحابة الابرار يقاتل جيوشاً ضخمة جرارة مسلحة وممولة ومسنودة من الدولة وطاقااتها المالية والبشرية. لم يثنيه ذلك لانه أراد أن يستشهد وعرف بوعي عميق أن تضحيته واستشهادة يكونان رمزاً تاريخياً للاجيال القادمة يرشدهم ويهديهم الى معني الاستشهاد في سبيل الحق. ودليل ذلك أكثر من ثلاثة عشر قرناً مضت على موقعة الطف، وما زالت تحيا في ضمائر الناس وتمثل في أذانهم.
فنحن في ظرفنا التاريخي الراهن أحودج ما نكون الى تلقين أبنائنا معنى التضحية في سبيل مبدأ عادل وقضية حقة، وانه لا معنى لان يعيش الانسان دون هدف. فما معني أن يأكل الانسان ويشرب ويلبس وينام، وتمر حياته هكذا يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام ثم يطوية الفناء فلا يترك وراءه أي أثر وأي ذكر؟ وهل استطاعت الأمم الحية الناهضة التى قبضت على أعنة التقدم والرقي ان تفعل ذلك دون جهد ودون تضحية ودون فداء؟ وهل بلغ شعب حريته دون سهداء ودون ضحايا؟
اننا في الحق ملزمزن بالاعتراف بأن امتلاك الاسلحة والطاقة البشرية فحسب لا يمكن أن يؤدي الى قهر أعدائنا دون أن نمتلك قبل كل شىء الايمان بقضيتنا ثم الاستعداد للموت دونها بعد ذلك. ان عدونا متسلح بكل هذه الاسلحة وفي مقدمتها وعيه للقضية التي يسعي من أجلها. وقضيته وان كانت قضية غير عادلة – وهذا أمر حقيقي – لكن القوم مقتنعون أنهم على حق وهم بربون أبنائهم على الايمان بهذا الحق. فأحرى بنا نحن المظلومون المغتصبي الحق المشروع ان نستلهم المواقف المشرقة المضيئة في تاريخنا – كالثورة الحسينية – فنتعلم منها كيف نثور لكرامتنا وحرية شعبنا وأرضنا.
التعليقات (0)