أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد "على الخامنئي" على أهمية الوحدة والانسجام الإسلامي باعتبارها من أهم حاجات العالم الإسلامي، وعلاجا لمشكلات المسلمين، مطالبا العلماء المسلمين بإصدار ميثاق للوحدة الإسلامية.
بمناسبة ولادة الرسول الأعظم محمد(ص)، استقبل آية الله العظمى "الخامنئي"، اليوم الجمعة، المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون في طهران، بالإضافة إلى الضيوف الأجانب في مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي يعقد في طهران.
وقد هنأ الإمام "الخامنئي" مسلمي العالم والشعب الإيراين بهذه المناسبة السعيدة، مشيرا إلى أن البشرية مدينة لبركات ورحمة الرسول الأعظم(ص)، مؤكدا أن تعاليم هذا الرسول تشكل سبيلا للنجاة وتحقيق العدالة والقيم الإنسانية السامية في المجتمع.
وأشار آية الله "خامنئي" إلى إحياء الهوية الإسلامية وحقيقة الصحوة الإسلامية واستعداد العالم الإسلامي للتحرك باتجاه العزة والاستقلال والتطور العلمي.
وتطرق قائد الثورة إلى الواقع العالمي الراهن واصفا الصحوة الإسلامية والعودة إلى الإسلام وإحياء التعاليم القرآنية والسعي لوحدة الأمة بأنها من حقائق الواقع الراهن.
وأضاف أن معاداة جبهة الاستكبار للإسلام باتت أكثر تنظيما وجدية وشمولية، لان الصحوة الإسلامية تعد ناقوس خطر للقوى الاستكبارية ونظام الهيمنة العالمية.
وقال إن طرح قضايا مثل الحروب الصليبية والإساءة إلى الرسول(ص)، وتقديم صورة خشنة عن المسلمين هو مخطط معد سلفا لمواجهة جبهة الهوية الإسلامية، موضحا أن إحدى حقائق العالم الراهن هي هزيمة جبهة الاستكبار القوية أمام الصحوة الإسلامية الجبارة خلافا للحسابات المادية والحملات الإعلامية.
وأشار آية الله "خامنئي" إلى فشل مخططات ومشاريع جبهة الاستكبار، وعلى رأسها أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين والعراق ولبنان.
وأكد أن الاتحاد والانسجام الإسلامي هو احد المستلزمات الهامة لمواصلة حركة الأمة الإسلامية لتحقيق النصر، مضيفا أن سياسة جبهة الاستكبار تهدف إلى بث الخلافات والنعرات القومية والطائفية بين المسلمين، مطالبا بتعزيز الوحدة والانسجام بين الأمة الإسلامية من أجل التصدي لهذه السياسة الاستكبارية.
وأضاف: على هذا الأساس تمت تسمية العام الحالي باسم عام الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي، معتبرا أن سوء الفهم والأوهام وعدم التعرف على الأسس الصحيحة لأفكار الآخرين من العقبات الرئيسية للوحدة الإسلامية.
وأكد الإمام "الخامنئي" على أهمية دور الدول الإسلامية وعلماء المسلمين في التمهيد للوحدة والانسجام الإسلامي، معتبرا أن قيام العلماء المسلمين بصياغة وإصدار ميثاق للوحدة الإسلامية هو أمر ضروري ومطلب تاريخي، وان الأجيال المقبلة ستحاسبنا فيما لو لم نقوم بمسؤوليتنا.
وشدد الإمام "الخامنئي" على أن جبهة الاستكبار لا تميز بين المسلمين سواء الشيعة أو السنة في مواجهتها للجبهة الإسلامية، داعيا المسلمين إلى عدم الانشغال بالنزاعات القومية والمذهبية ونسيان العدو المشترك.
واعتبر أن وحدة العالم الإسلامي تصب في مصلحة جميع الشعوب المسلمة والدول الإسلامية.
وأضاف: إيران الإسلامية برهنت على تجربتها في التصدي للقوى، من خلال التوكل على الله والاعتماد على قدراتها الذاتية، وخلال 28 عاما الماضية، وبالرغم من جميع الضغوط والمؤامرات المختلفة فقد تضاعفت قدرة وتطور الشعب الإيراني.
التعليقات (0)