شارك هذا الموضوع

الذكرى الخامسة عشر لرحيل الإمام الخوئي(قدس سره)

* نبذة عن حياته (قدس سره) الخوئي


ولد الإمام الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 هـ الموافق 19/11/1899 م، في مدينة خوى من إقليم آذربيجان، وقد التحق بوالده العلامة المغفور له آية الله السيد علي أكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلي النجف الأشرف، وحيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبرى التي تغذي العالم الإسلامي كله وترفده بإلآلآف من رواد العلم والفضيلة على المذهب الإمامي، فقد انضم سماحته وهو ابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد، وبدأ بدراسة علوم العربية والمنطق والأصول والفقه والتفسير والحديث.


لم تتعرض المرجعية الدينية في تاريخها وحوزتها العلمية منذ تحولها من بغداد إلى النجف الأشرف عام 449 للهجرة (1057م)، على يد شيخ الطائفة الإمام الطوسي (قده)، إلي ظرف قاهر مشابه، كالذي مرت به خلال مرجعية الإمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، إذ تزامنت مرجعيته مع حكم جائر في العراق جعل من الشيعة والتشيع هدفا لطغيانه وإرهابه، خصوصا بعد الثورة الإسلامية في إيران، التي قلبت كثيرا من الموازين واعتبرها النظام البعثي في العراق خطرا مباشرا عليه، لذلك جعل من الشيعة والمدن الشيعية هدفا لهذا الطغيان، وفي تلك الظروف الصعبة الموجهة ضد الحوزة العلمية، كانت مهمة المرجع الأعلى الإمام الخوئي تكاد تنحصر في المحافظة على دور الحوزة واستقلالها، لمتابعة مهامها العلمية والفقهية، واستمرار الدور التاريخي لمدينة النجف الأشرف، التي تضم مرقد أمير المؤمنين الإمام على بن أبي طالب(عليه السلام)، في احتضان الحوزة الدينية ومعاهدها العلمية.


في حين أرادت السلطة العراقية انحياز المرجعية إلى جانبها في مواقفها اللا إنسانية واللا إسلامية، وخصوصا في حروبها الظالمة مع الجيران، وطالبت السلطات الإمام بإصدار فتوى ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعندما رفض ذلك رضوان الله تعالى عليه، كشرت السلطات العراقية أنيباها، وكانت أول بادرة إجرامية منها هي الاعتداء على منزل نجله الأكبر المغفور له السيد جمال الدين في محاولة لقتله عام 1979 م، والذي اضطر من جرائها مغادرة العراق إلى سوريا حتى توفي بعدها في إيران عام 1984م.


كما قامت السلطات باعتقال مجموعات كبيرة من رجال الدين وتلامذة الإمام في الحوزة العلمية وأعدمت الكثيرين منهم، وفي مقدمتهم تلميذ الإمام وابنه البار الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وفي عام 1980م قامت السلطات بتفجير سيارة الإمام الخاصة وهو في طريقه إلي جامع الخضراء لا داء صلاة الظهر، وقد نجا من تلك الحادثة بأعجوبة بالغة كذلك تم إعدام آية الله السيد محمد تقي الجلالي معاون الإمام الخاص عام 1982م، وفي عام 1985م اغتيل صهر الإمام سماحة آية الله السيد نصر الله المستنبط، بواسطة زرقه بإبرة سامة، كما اعتقل نجل الإمام السيد إبراهيم، وصهر الإمام السيد محمود الميلاني، وأكثر من مائة من أفراد أسرته ومعاونيه من العلماء.


* مرجعيته
تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا ومحققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدروس الخارج وتقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، وقلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها وشؤونها، حتى أصبح زعيمها دون منازع، ومرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الإمامية في مختلف بقاع العالم، وطبعت رسائله العملية لبيان الأحكام الشرعية لمقلديه وبعدة لغات، وتلك بفضل نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم الإسلامية، وبلوغه الغاية من التقوى، وألمعيته في إدارة الحوزات، واهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا ومعيشيا، وفي رعايته للمسلمين عموما. فكان(قده) منذ أيامه الأولى يعدّ بحق، زعيمها الواعد، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة، وعلما من أعلام الإسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان.
موقع مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي"قدس سره"


التعليقات (2)

  1. avatar
    حسن

    السلام عليكم .. بارك الله فيكم على وضع هذه النبذة المختصرة عن السيد الإمام الخوئي "قدس".. وحفظ الله لنا مراجعنا وعلماؤنا العظام ...

  2. avatar
    عاشق الخوئي

    لقد كان الامام الراحل رمز عظيم من رموزنا الدينية التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن حياض الاسلام عموما والتشيع خصوصا اسئل الله تعالى ان يمن علينا بشفاعته يوم الورود وشفاعة اجداده صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وجزاكم الله كل خير على هذا الموضوع .

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع