تعلن لأول مرة ونصاً بحسب ما جاء بخطه ..."الوسط" تنشر وثيقة عن لقاء الشيخ الفقيد بالوزير جواد العريض
الجمري: لا أريد إلاّ ما فيه مصلحة وخير الوطن وإزالة الفجوات بين الشعب والحكومة
في 23 يناير/ كانون الثاني 2001، قبيل الانفراج السياسي، كتب المرحوم الشيخ عبدالامير الجمري تقريرا مفصلا عن لقاء جمعه مع الوزير سابقا ونائب رئيس الوزراء حاليا جواد العريض.
جاء فيه:
تلقيت اتصالا هاتفيا أمس (في 22 يناير 2001) الساعة 10 صباحاً من الوزير جواد العريض يطلب فيه أن يزورني بعد نصف ساعة، فأعطيته موافقة، واتصلت بصادق ومحمد حسين وأخبرتهما فحضرا، ولم أطلب جميلا لئلا يغلق مكتبه، وجاء الوزير على الوعد والوقت، فاستقبلته وأبدى من التحية والتقدير ما هو ملفت للنظر كتقبيل جبيني وإبداء الأشواق الكبيرة لي، وبعد تقديم الشاي له، قال: أنا لم أجيء لأطلب شيئاً وإنما أتيت مرسلاً من سمو الأمير لأبلغك سلامه فقط، فقد كنا البارحة عنده على وجبة عشاء فقال أريد أن تذهب إلى الشيخ عبدالأمير الجمري وتبلغه سلامي. فشكرته وشكرت الأمير، ثم أخذ وأخذت في الكلام وألخص ما دار الكلام حوله في الأمور التالية:
أولا: قال: اني قلت للأمير لما أمرني بالمجيء وما أصنع مع هؤلاء الجلاوزة الذين بباب الشيخ؟... فقال - وأشار الى وزير الداخلية الذي كان حاضرا معهم - »يُدبّر الأمر بهذا الخصوص. هذا - والكلام لجواد - واني قلت لهم - أي المسئولين - بعد إطلاقك: مادمتم طلقتموه فلماذا هذا الحصار؟ علما بأني عندما أتيت استئت من رؤيتهم هؤلاء، ورأيت منهم ما سائني.
فقلت له (أي الجمري قال للعريض): لعلمك أنهم فصلوني بالكامل عن الناس وفصلوا الناس عني، وقبل ليلتين طلبت زيارة أخي وشقيقي علي لأنه مريض فمنعوني. إضافة إلى وجود فواتح في القرية يهمني الذهاب إليها ولا يسمحون لي، وهذه نقطة ضعف عند الدولة، إذ تجعلنا نتعامل مع هذه الوجوه.
فقال: أني سأعمل هذا اليوم على رفع الحصار وان لم يرفع اليوم فغدا، ولاشك انه قد اعطي الضوء الاخضر للابلاغ برفع الحصار، وحتى اليوم لن يرفع.
ثانيا: أثار الحديث عن الميثاق الوطني بشكل سريع ومختصر، فقلت له: انا قلت لوزير الداخلية في لقائي معه أمس »اذا يتعارض مع الدستور فإنه لا يمكن قبوله«. فقال - أي جواد - »أبدا انه يسند الدستور ويهيىء له ولايمسه«، عينا مثل كلام وزير الداخلية الذي قابلته قبل يوم واحد.
ثالثا: قال: إن الأمير قال لي »أبلغ السلام الشيخ الجمري وقل له ماذا يريد أن أفعل فأنا مستعد«. فقلت له »لا أريد إلا ما فيه مصلحة وخير هذا الوطن، وإزالة الفجوات التي تفصل الشعب عن الحكومة«.
رابعا: قال« أنت الآن ما هو توجهك وماذا ستعمل؟ فقلت له: انا توجهي وعملي معروف، فانا رجل دين، أمارس صلاة الجماعة، وأوجه الناس وأمارس حوزتي التي غلقت ظلما، وهي حصيلة عمري، وتضم قرابة مائة طالب، مع انها لم يثبت انها قامت بعمل ضد النظام، ودستورها الذي هو موجود نسخة منه عند المخابرات ينص على انها لا تتدخل في الامور السياسية، ومع ذلك أغلقت لحد الآن.
خامسا: قال: أنت الآن من أين تعيش وكيف تصرف؟ قلت له: أنا بخير، فالأولاد لا يقصرون، محمد جميل عنده عمل حر، وصادق موظف، ومحمد حسين موظف، وانأ غير محتاج.
سادسا: تطرق الكلام إلى ذكر جمعية التوعية الإسلامية، فقلت: أليست وصمة في جبين هذا البلد ان تغلق الجمعية وتبقى مغلقة حتى الآن؟! مع مالها من ثقل، وما تمثل؟ فقال: انها دخلت في أمور غير لائقة وتحزب. قلت له: لو افترضنا ان ما أدعاه الامن من تورط ثلاثة او اربعة افراد في امور غير مقبولة، فإن هؤلاء يحاسبون فقط، اما الجمعية فلا تغلق وليس هناك قانون او نظام يبرر اغلاق مؤسسة دينية تربوية مثل ما ذكرت. قال: دع عنك ما مضى ودعنا نتكلم في الحاضر، وهذه الكلمة كان يكررها وزير الداخلية في لقائي معه المذكور انفا.
سابعا: مر ذكر الاستاذ ابراهيم العريض، فسألت عنه وقلت اتمنى ان ازوره. فقال: اليوم انا اذهب اليه وأحدد الزيارة وانا آخذك اليه بسيارتي. قلت له: اشكرك ولكن اذا حددت الزيارة فإني أجيء بسيارة الولد صادق.
التعليقات (0)