تطل علينا بين حين وآخر ونتيجة للتفاعلات والتصادمات الداخلية المنشأ أو التي ترد إلينا طوعا أو انعكاسا من خارج حدود منطقتنا تطل فكرة وجود جهة تتصدى للشأن العام للمنطقة تارة تحصر في شكل المؤسسات الاجتماعية فحسب، وأخرى في أشكال أخرى غير واضحة المعالم بعد. ومهما كان الحال فإن الحاجة تبدو ماسة إلى مرجعية يتفق على اسمها ومكوناتها ودورها في ضوء تجاربنا المتواضعة السابقة. ولن يتأتى لنا ذلك إلا في ضوء خطوات متأنية ومتسلسلة تبدأ برصد القناعة من جدوى التوجه حاضرا ومستقبلا، ومن ثم وضع الخطوط الأولية للسير بالفكرة من طور التخيل والتصور إلى حالة واقعية تعزز بدعم اجتماعي ملموس ويعطي بعض الوقت لتطبيعها اجتماعيا ويتلمس الثغرات الناتجة من طبيعة تولدها الجديد وتجربتها الأولى، ليخلص الأمر لثمرة تنتظر النضج والأهلية لتأخذ موقعها المؤمل عليه. ولسنا في معرض طوبائية تحلم بأوهام وخيالات غارقة ومقطوعة الصلة تماما عن الجذور الواقعية.
إن الدعوة مفتوحة للجميع لمناقشة هذا التوجه بكل أبعاده الايجابية والسلبية وإضافة المزيد من الرؤى الواعدة له. وكلها نأمل أن تساهم في ولادة شرعية لكيان فاعل ومؤثر يكون له صداه الاجتماعي على المنظور البعيد، يشعر الأهالي بتمثيله لهم وبتعبيره عنهم، وبمشاركته معهم في أفراحهم وهمومهم وتطلعاتهم دون قلق أو تردد في هويته وحكمته في اتخاذ الخطوات المناسبة التي تصب في صالح المنطقة.
ولا يتصور أحد أن وجود هذا المجلس المحلي بالأمر الغريب أو موجه ضد جهة أو أخرى أو سيعمل بمعزل عن الآخرين أو سيكون سلطة تتعالى وتفرض إرادتها على الناس بل هي منهم وإليهم، هم يعطوها باختيارهم الثقة وصلاحية العمل من أجلهم، وهم يملكون في نفس الوقت ومتى شاءوا أن يسحبوا منها هذه الصلاحية إن رأوا منها ضعفا أو تجاوزا. فهل ننزع الآن للبدء في التفكير في وضع اللمسات الأولية لإنشائها والدفع بها للأمام. هذا ما نتمناه وبالله التوفيق والسداد.
التعليقات (5)
أفكار
تاريخ: 2006-12-05 - الوقت: 00:11:20نعم .. حان الوقت لتتحد المؤسسات في المنطقة وتشكل مجلس يرعى شؤونها ويحافظ عليها ويسعى لتطويرها وتبادل الخبرات بين أعضائها ... شكراً لكم أستاذنا الكريم ..
أبو حسن
تاريخ: 2006-12-06 - الوقت: 12:57:59أشكر الأستاذ محمّد على هذا التوجه وأرجو من الأهالي في منطقتنا الغالية التكاتف من أجل انجاح هذ المشروع وأن لا يئدوه في مهده وأن يعملوا على النهوض به من وليدٍ إلى فكرة تطبق على الواقع ونرى نتائج مرضيه لله أولا ثم للناس ولا يسعني في هذه العجالة إلا تقديم شكري وامتناني للأستاذ محمد على هذا الجهد الذي يبذله في مجتمعنا وشكرًا
عيسى ..
تاريخ: 2006-12-06 - الوقت: 16:14:00مهم جدا وجود مؤسسة جامعة ، حيث أن المطلوب منها أن لا تعيش الانغلاق في القرارات والوصاية الغير مقنعة كما تفعل بعض المؤسسات داخل القرية . فبمؤسسة جامعة مفتوحة للجميع ومنفتحة على الجميع ، لا يحتكرها النخب والوجهاء ولا يدنسها النفوذ و التسلط .. نكون قادرين على الانجاز والنجاح .. وبغير ذلك فإن مجتعنا الصغير سينجر نحو التعقيد في تركيبتيه المؤسسية والاجتماعية .
أبو زهراء
تاريخ: 2006-12-10 - الوقت: 21:26:56من الصعب جدا ان نلم هذا الكم من التوجهات واحيانا العصبيات تحت مظلة شرعية يرتئيها الجميع إلا أننا بحاجة فعلا لهذا النموذج، وإن إستطاعت القرية أن تخلق هذا المرجع فهو نجاح ما فوقه نجاح، وهنا يجب أن ندعم هذا المقترح ونشد على أيادي القائمين واضعين نصب أعيننا أن يكون هذا المرجع مقبول لذى الجميع وغير محسوب على فئة ما، ومن خيرة وُعاتها ورجالاتها ويستطيع أن ينفذ لكل للشرائح والمؤسسات ... ومُتأمل خير من هذا المقترح ...
أحمد
تاريخ: 2006-12-12 - الوقت: 22:35:10إن تمت الموافقة كيف سيتم الإختيار وأي جهة أو مؤسسة هي حاليا من تجمع كل الأطياف ليتم فيها إنبثاق هذا المجلس