شارك هذا الموضوع

قل لي: ماذا ينفع الإحباط؟

أقدر تلك المبررات القوية التي تساق هنا وهناك، وتوصل لحالة من الإحباط والتشاؤم توقع المرء تحت سيطرتها وتأثيرها، بل يرتب عليها آثارا عملية سلبية انغلاقا أو انسحابا، وخاصة في تحديد المواقف تجاه مختلف القضايا وبالذات المتعلقة بنا في بلادنا والتي تبرز بشكل لافت هذه الأيام في ظل المرحلة الحرجة التي نعيشها.


إن حالة الإحباط من الواقع المرير ظاهرة خطيرة، فهي تكرس الخطأ ولا تحل، وتحبس الفرد وتجعله أسير زاوية ضيقة، بل تقوده لليأس، وأبعد من هذا توجهه لنفي الذات ووأدها في محاولات استسلام كئيبة وتراجعية خانعة مرفوضة عقلا وشرعا.


وإذا كانت ثمة مشكلات وصراعات وصعوبات في الحياة لابد منها، فهي بمثابة تنويع الأدوار، وبناء للشخصيات، واختبار حقيقي لخلق إنسان قادر على القيام بدوره الكبير الذي رسمته السماء له، ألا وهو خلافة المولى في أرضه من خلال إعمارها وجعلها جسرا عابرا سليما نحو حياة أوسع أفقا زمانا ومكانا تليق بالكرامة (النعمة) التي منحها العزيز الجبار لهذا المخلوق الغريب المسكين.


وفي ديننا القويم عدد من النصوص والتعاليم التي تستنهض الإنسان وتدعوه لاتخاذ خطوات إيجابية من مثل "إن من العسر يسرا" و"تفاؤلوا بالخير تجدوه"، وغيرها مما يتوارد على الذهن بمجرد استحضار الذاكرة في هذا الاتجاه.


وحري بنا أن نكون على مستوى المسئولية التي كلفنا بها، وننفض عن أنفسنا كل الشوائب والمنغصات ونتعاطى مع الحياة بروح إيجابية تسودها المحبة والتعاون وفق أطر ومبادئ يصنعها الحوار الجاد والمستمر بين رجالاتنا المخلصين بعيدا عن الاتهامات والمهاترات، لنكون -بحق- صانعي خير أمة أخرجت للناس، أرادها سبحانه لنا، وما ذلك عليه تعالى وعلينا لو بلورنا بوضوح ودقة أهدافنا وتوجهنا بصدق وإيمان وعزيمة لتحقيقها..

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع