شارك هذا الموضوع

آثار الصوم على الفرد

للصوم أبعاد متعددة وآثار غزيرة مادية ومعنوية في وجود الإنسان وأهمها :


1. الأثر الأخلاقي التربوي:
من فوائد الصوم الهامة تلطيف روح الإنسان , وتقوية إرادته , وتعديل غرائزه .على الصائم أن يكف عن الطعام والشراب على الرغم من جوعه وعطشه , وهكذا عليه أن يكف عن ممارسة العمل الجنسي ليثبت عملياً أنه ليس بالحيوان الأسير بين المعلف والمضجع , وأنه يستطيع أن يسيطر على نفسه الجامحة وعلى أهوائه وشهواته. مثل الإنسان الذي يعيش إلى جوار أنواع الأطعمة والأشربة , لا يكاد يحس بجوع أو عطش حتى يمد يده إلى ما لذ وطاب كمثل شجرة تعيش إلى جوار نهر وفير المياه , ما إن ينقطع عنها الماء يوماً حتى تذبل وتصفر.


أما الأشجار التي تنبت بين الصخور وفي الصحاري المقفرة , وتتعرض منذ أوائل إنباتها إلى الرياح العاتية وحرارة الشمس المحرقة حيناً , وبرودة الجو القارصة حيناً آخر , وتواجه دائماً أنواع التحديات , فإنها أشجار قوية صلبة مقاومة. والصوم له مثل هذا الأثر في نفس الإنسان, فبهذه القيود المؤقتة يمنحه القدرة وقوة الإرادة وعزيمة الكفاح, كما يبعث في نفسه النور والصفاء بعد أن يسيطر على غرائزه الجامحة. وعن أمير المؤمنين   عن الرسول  أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان , قال : ( الصوم يُسود وجهه , والصدقة تكسر ظهره , والحب في الله والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره , والاستغفار يقطع وتينه ).
وفي نهج البلاغة يقول أمير المؤمنين   : ( والصيام ابتلاء لإخلاص الخلق ).


2. الأثر الاجتماعي:
لا يخفى على أحد مدى الأثر الاجتماعي للصوم , فالصوم درس المساواة بين أفراد المجتمع , الموسرون يحسون بما يعانيه الفقراء المعسرون , وعن طريق الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية يستطيعون أن يهبوا لمساعدتهم.


بالطبع يمكن تحسيس الأغنياء بما يعانيه الفقراء عن طريق الكلام والخطابة الحسينية , ولكن المسألة حين تتخذ طابعاً عينياً لها التأثير الأقوى والأبلغ , الصوم يمنح هذه المسألة الهامة الاجتماعية لوناً حسياً , لذلك يقول الإمام الصادق  : ( إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير , وذلك إن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير , وإن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه فأراد الله تعالى أن يسوي بين خلقه , وأن يُذيق الغني مس الجوع والألم , ليرق على الضعيف ويرحم الجائع ). ترى, لو أن الدول الغنية في العالم صامت عدة أيام في السنة وذاقت مرارة الجوع, فهل يبقى في العالم كل هذه الشعوب الجائعة ؟!


3. الأثر الصحي:
أهمية الإمساك في علاج أنواع الأمراض ثابتة في الطب القديم والحديث , والبحوث الطبية لا تخلو عادة من الحديث عن هذه المسألة , لأن العامل في كثير من الأمراض الإسراف في تناول الأطعمة المختلفة , المواد الغذائية الزائدة تتراكم في الجسم على شكل مواد دهنية , وتدخل هي والمواد السكرية في الدم , وهذه المواد الزائدة وسط صالح لتكاثر أنواع الميكروبات والأمراض , وفي هذه الحالة يكون الإمساك أفضل طريق لمكافحة هذه الأمراض , وللقضاء على هذه المزابل المتراكمة في الجسم .


الصوم يحرق الفضلات والقمامات المتراكمة في الجسم , وهو في الواقع عملية تطهير شاملة للبدن , إضافة إلى أنه استراحة مناسبة لجهاز الهضم وتنظيف له , وهذه الاستراحة ضرورية لهذا الجهاز الحساس للغاية , والمنهمك في العمل طوال أيام السنة.


وبديهي أن الصائم ينبغي أن لا يكثر من الطعام عند الإفطار والسحور حسب تعاليم الإسلام , كي تتحقق الآثار الصحية لهذه العبادة , وإلا فقد تكون النتيجة معكوسة .
يقول العالم الروسي ( إلكسي سوفورين ) في كتابه : الصوم سبيل ناجح في علاج أمراض فقر الدم , وضعف الأمعاء , والالتهابات البسيطة المزمنة , والدمامل الداخلية والخارجية , والسل , والاسكليروز , والروماتيزم , والنقرس والاستسقاء , وعرق النساء , والخراز , وأمراض العين , ومرض السكر , وأمراض الكلية , والكبد والأمراض الأخرى.


وعن الرسول الأعظم  أنه قال: ( صوموا تصحوا ), وعنه أيضاً: ( المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء ).  

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع