أكد رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري في محاضرة نظمها مأتم بن خميس مساء الاربعاء الماضي ضمن برنامجه الثقافي لشهر رمضان أن «الإصلاح والخلاص السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيره يأتي من إرادة الأمة ذاتها، وأن الذين يفكرون ويعتقدون أن الحق يعطى فهم يغالطون أنفسهم، فالحق يؤخذ ويكتسب، والإصلاح يجب أن يكون نابعاً من إرادة المجتمع الذي يضحي بكل ما يملك من أجل أن يحصل على حقه في مختلف الحقول».
وأضاف الجمري في تعليقه على تأسيس مشروع وطني يشمل من لديهم وجهة نظر إصلاحية بشكل منظم بصورة حزبية الآن، أنه «لحد الآن لم يصل وضعنا إلى العمل الحزبي المتطور الحقيقي، وحالياً الموجود اتجاهات وتيارات مختلفة لكنها لا تعتبر أحزابا بالمفهوم الدقيق للكلمة. وبالتالي فإنه يجب علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو، وأن نتعاطى مع بعضنا بعضاً بشفافية، وان نكون منفتحين على القواعد الجماهيرية، مع القبول بالاختلافات في وجهات النظر، باعتبار أن المجتمع البحريني في صدد تطوير وسائله التي تناسبه من أجل الصعود بالعمل السياسي المنظم، وأعتقد حالياً أن الجانب الايجابي لدى جمعياتنا السياسية أكبر من الجانب السلبي».
الموجة العكسية وكسب الموقف
وبخصوص ما تعرض له النسيج الاجتماعي في البحرين للاستهداف في الآونة الأخيرة، قال الجمري: «حدثت في العام 1953 مصيبة كبيرة وهي استهداف إحدى الطائفتين الكريمتين وزرع الفتنة بينهم في البحرين، لكن الذي حصل هو أن كبار شخصيات كلتا الطائفتين بادروا سريعاً إلى ضبط الأمر محاولين لملمة الوضع، وبالتالي انعكست المحاولة من شق الصف إلى التآلف، لأن شعب البحرين طيب في أصله، لذلك يجب أن تستفيد كل الصحف وقادة الرأي من هذه التجربة التي يجب أن تعزز الروابط والمحافظة على النسيج الاجتماعي»، موضحاً أن «هذا ما قامت به الصحف حديثاً، ولولا بعض الصحف التي بادرت بلم الشمل ووضع حدود للمشكلة والفتنة التي اندثرت بسرعة، لما أصبح اليوم العجم معززين متآخين مع أهالي المحرق، والأمل أن يستمر دور الصحافة بفعالية أكبر بالنسبة إلى ما يحدث حالياً في قضية تقرير البندر».
ميثاق الشرف
وبشأن توقيع ميثاق شرف بين جميع الصحف المحلية، قال الجمري: إن «هناك محاولات جدية، لكن البحرين حديثة في شأن حرية التعبير عن الرأي والصحافة، وهي في عهد تنفس الآن، كما أننا اجتمعنا مرات عدة، لكن لم نخرج بنتيجة حتى الآن، إلا أن هناك تفاهماً غير مباشر ونحن نطمح في يوم من الأيام إلى أن يكون هناك ميثاق شرف، ويؤسفني أن يكون هناك بعض الأشخاص الذين يدعون إلى التطهير العرقي عبر هامش الحرية التي تملكها الصحافة». مؤكداً أن «الأقلام السيئة الآن معروفة وأصبحت في مقابل موجة عكسية وقد كشفت أوراقها».
وفيما يتعلق بملف التجنيس، أشار الجمري إلى أن «مجرد طرح المشروع بهذا الشكل على مستوى الصحف والنقاش العام سيساهم في حل الأمر بشكل أو آخر، وأنا أؤمن أننا اليوم نحتاج إلى وسائل أكثر تطوراً للتعبير عن مشكلات المجتمع»، منوهاً إلى أن «الموضوع سيتفاعل أكثر مع الشأن الاجتماعي بعد انعقاد البرلمان المقبل باعتبار أن ملف التجنيس بدأ يحس به كل المواطنين وعلى مختلف الطائفتين الكبيرتين من سنة وشيعة، لكن يجب ألا نكون عنصريين لأن ملف التجنيس والحديث عنه من دون قيود يولد عنصرية مخالفة لديننا ولحقوق الإنسان، لذلك يجب ألا نكون منجرفين نحو العنصرية».
التعليقات (0)