ما لم تحققه اسرائيل بالقتال والعسكر والجو والبحر والبر لن تحققه بالسياسة اكان من خلال مجلس الامن او الادارة الاميركية وعذرا لا يمكن ان تحققه عبر بعض الشخصيات السياسية في لبنان مهما علا او صغر شأنها.
وبهذا المعنى البحث فقضية سلاح المقاومة بوجود المحتل الصهيوني واغاراته ومجازره هي مشاركة سياسية بالحرب الصهيونية الاميركية على المقاومة وبالتالي على لبنان، لان المقاومة هي لبنان اليوم.
هكذا يرى المقاومون وكوادرهم وحلفاؤهم الصور السياسية وفي شكل مباشر وواضح اكثر ان سلاح المقاومة مؤجل البحث حسب القرار الدولي للحوار اللبناني ــ اللبناني ومحاولة تسلل بعض صغار الوزراء في مجلس الوزراء الذين لهم ارتباطات معروفة ومكشوفة لن تجدي نفعا والافضل بحسب رأي قيادات شيعية ان يتفرغوا لسحب حليفة حليفتهم الادارة الاميركية، لأن المقاومة لن تتأخر في تصعيد العمليات ضد القوات الصهيونية المنتشرة في بعض النقاط اللبنانية على الحدود.
والمسألة الثانية التي يجب التأكيد عليها ان ثبات المقاومة الاسلامية وشعبها رغم الشهداء والجرحى والنزوح، ادى الى تراجع الولايات المتحدة واسرائيل واجهاض خططهما السياسية الامنية في لبنان، والتي كانت مسودة مشروع القرار الفرنسي ــ الاميركي صورة مصغرة ومتواضعة لكن الواقع الميداني القاتل للعدو الصهيوني وحلفائه ادى الى صدم المملكة العربية السعودية ومصر والاردن الذين غطوا العدوان الصهيوني على المقاومة وشعبها ومدنها وقراها، ما ادى الى تهشيم صورة الجيش الصهيوني وتحطيمها باقدام حزب الله وجماهيره وجعلت من هذا الجيش كأي جيش عربي في المنطقة لا حاجة له الا لحماية «الممالك» المترامية على آبار النفط.
والحقيقة ان النتائج التي ترتبت على انتصار حزب الله وجماهيره وحلفائه المسلمين والمسيحيين هي التي ستحكم المرحلة المقبلة لذلك هروب بعض الساسة في 14 اذار للبحث في سلاح حزب الله والمقاومة، وهذه مقايضة سياسية مكشوفة من قبل بعض التيارات السياسية من اجل تحسين ظروفهم التي اصبحت صعبة بعد هزيمة المشروع الاميركي ــ الاسرائيلي. لذلك هم يعلمون ان حكومة جديدة قادمة خلال اشهر وجيزة في لبنان ويريدون مقايضة حزب الله والرئيس بري على رئاسة الحكومة المقبلة، لأن الحديث عن تغيير السنيورة واستبداله بآخر اصبح جديا لان هناك من يريد ان يتولى رئاسة الحكومة لتولي الاشراف على الإعمار، خصوصا ان الدمار كبير وشمل كل المرافق والمرافئ والطرقات.
لذلك تؤكد قيادات كبيرة في الطائفة الشيعية على عدم استغلال الظرف السياسي والميداني للدخول في بحث لا قيمة سياسية له، من هنا فان الحديث عن سلاح حزب الله بوجود قوات الاحتلال الصهيوني وارتكابها للمجازر، هو حديث خيانة، فالاولى النظر الى وجود قوات العدو والى لملمة جراح اللبنانيين،ثم التأكد من ان العدو الصهيوني بات خارج الارض اللبنانية، ثم يستكمل الحوار في شأن سلاح المقاومة، وهو بالأصل كان على طاولة الحوار قبل بدء العدوان الاسرائيلي.
والمسألة الثالثة تكمن في ان المقاومة تعاطت بايجابية مطلقة وواسعة جدا في الشأن السياسي بدليل ما يقوله وزير الاعلام «حليف المقاومة» غازي العريضي بعد جلسة كل مجلس وزراء عن ايجابية وزراء حزب الله وموقف المقاومة منذ اللحظة الاولى للبحث السياسي. والمقاومة كما اعلن سيدها السيد حسن نصر الله سوف تتابع بمواقفها الداعمة للحكومة والتأكيد على الوحدة الوطنية اليوم اكثر من اي وقت مضى وبعد العدوان كما قبله، كل ذلك من اجل التأكيد على ان اللبنانيين يملكون قدرة الحوار فيما بينهم والمعارضة والتخاطب، لان اي اهتزاز سياسي داخلي لا يخدم الا مصلحة اسرائيل وضد كل اللبنانيين.
ومن هذا الباب تعتبر القيادات الشيعية ان العدوان الصهيوني على لبنان مقدمات سياسية وامنية بدأت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستكملت بعض الخطوات والمواقف والتجمعات السياسية سهلت في مكان ما العدوان بعد اسر الجنديين الصهيونيين. كما ظهرت بعض المواقف الداخلية في الاسبوع الاول متناغمة مع المواقف السعودية والمصرية والاردنية التي نظر اليها انها تغطية مباشرة للعدوان الصهيوني على لبنان. مما يعني ان حديث المحاسبة بعد العدوان سوف يأخذ مداه حتى النهاية «لأن مواقف البعض في 14 اذار جاءت لتغطي العدوان ضد مواطنيهم وابناء بلدهم، فيما كانت المواقف القطرية في مجلس الامن ان عبر مندوب قطر او عبر وزير خارجيتها حمد بن جاسم افضل بكثير من مواقف لبنانية رسمية خصوصا عندما رد الشيخ جاسم على المندوب الصهيوني في مجلس الامن حول حزب الله والمقاومة.
وبناء عليه ترى تلك القيادات الشيعية ان الوقت لاثبات القدرة العالية من الوحدة الوطنية وعدم التفريط فيها، ولكن في الوقت ذاته يبدأ القضية اولا من عدم منح اسرائيل لبنانيا انجازات سياسية فيما مقاومة لبنان انتصرت على المشروع الاسرائيلي. الا اذا كان البعض يعتقد ان هزيمة المشروع الاسرائيلي تعني هزيمة للمشروع الاميركي المتحالف مع بعض القوى في لبنان.
ان المقاومة الاسلامية وجماهيرها وحلفاءها في لبنان انتصروا وحققوا توازنا سياسيا ضخما لا يمكن تجاوزه وسوف تترتب عليه نتائج سياسية ستظهر قريبا بعد وقف النار والعدوان الصهيوني على المقاومة وشعبها ومدنها وحلفائها.
التعليقات (0)