شارك هذا الموضوع

كونوا أحرارا في دنياكم

دخل الامام علي بن ابي طالب عليه السلام المسجد فوجد جماعة متحلقين حول رجل يتحدث، توجه اليهم وقال عليه السلام للمتحدث: مه أو «صه»، إنك تملي على الكرام الكاتبين، هنا يذكّر الامام عليه السلام هذا المتحدث بالآية الكريمة (ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد)، اي إنك ايها الانسان عندما تتحرك قولا او فعلا فان هناك من يسجل لك ذلك حتى اذا جاء الوعد الحق قيل لك: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.


الحديث هذه الايام في كل العالم عن الحرب اللااخلاقية واللاشرعية التي شنها الكيان الصهيوني دون مراعاة لاي قاعدة من القواعد الانسانية او الاخلاقية او الشرعية، حرب اراد بها هذا الكيان الصهيوني المجرم ان يثبت للجميع حقده واجرامه وما قصة الجنديين الاسيرين الا حجة انطلق منها ليشبع رغبته العدوانية، والتي ومع الاسف انطلت على البعض من الشعوب العربية وأخذ يلوم السيد حسن نصر الله على ذلك وأنه السبب في الحرب الدائرة، من يقرأ الاحداث التي جرت والدمار الذي ألحقه الكيان الصهيوني في لبنان يعرف ان هناك مخططا رهيبا يقوده المثلث الشيطاني امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، في هذه الايام نسمع بلير يقول: لن نسمح بإيقاف الحرب، ونسمع رايس تدافع وتتكلم بلهجة اشد حدة من الصهاينة بل وتقوم امريكا بتزويدهم بكل ما يمكنهم من تحقيق مخططهم هذا الذي سوف يمتد من المحيط الى الخليج، الكيان الصهيوني عبارة عن لقطاء لفظتهم الشعوب الاخرى فأرادت حكومات تلك الدول ان ترتاح منهم ومن مشاكلهم، اجتمعت لتكتب وثيقة لنقلهم الى بلاد بعيدة عنهم تحت غطاء ديني، واخذت تلك الدول على نفسها عهدا بالدفاع عنهم وإلا فانهم سيعودون ليثيروا قلقا وازعاجا لهم.


المشكلة الحالية انه ومع كل المعطيات والشواهد العملية على تاريخ الصهاينة وحقدهم وكرههم للعرب والمسلمين فاننا نجد ان العرب والمسلمين انقسموا على انفسهم البعض منهم يريد ان يعيش حياته الخاصة ولا شأن له بكل ما يجري، البعض الآخر يرى ان كل ما يجري على هذه الامة يجعله يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويتألم لآلامهم وكأنه احدهم، وهناك فريق اخر يريد ان يعيش حياته الا ان مثل هذه الاحداث تزعجه وتنغص عليه، فيقوم بتبرير كل ما يقوم به الكيان الصهيوني فنراه يكتب ويتعب نفسه ويبحث هنا وهناك ليستشهد باليهود الصهاينة وبغيرهم ممن امتلأت قلوبهم حقدا على العرب والمسلمين فيقوم بتجريح هذا العالم الديني او ذاك المواطن الغيور على بلده ودينه بالسب او الشتم او بتلفيق التهم وغيرها من الاساليب التي تحقق له مآربه الدنيوية ويقنع نفسه بأنه سيعيش بعدها بهدوء وسلام والله تعالى يقول في القرآن الكريم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).


ما يجري اليوم من حرب مدمرة تدعونا لان نفكر قبل ان نتحدث، فالشعب اللبناني يتعرض اليوم لحرب إبادة يقودها المثلت الصهيوني امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، هذه الحرب التي نعتها البعض بانها حرب غير اخلاقية لانها تجاوزت الحد المسموح به، الكيان الصهيوني ضرب البنية التحتية للدولة اللبنانية من جسور ومحطات مياه وكهرباء ولم تسلم الدور السكنية وملاجئ الايتام والمستشفيات ودور العبادة من القصف الجوي العنيف. هذه الحرب كما اسلفنا جزء من مخطط لو نجح- لاسمح الله- الكيان الصهيوني فيه فسوف يقود الامة «المثلث» بالكيفية التي يريدونها، لانهم عرفوا بان العرب والمسلمين امة خاوية خالية صامتة كل يغرد لوحده، ما يجري اليوم يدعو كل المسلمين والعرب للوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص لدحر هذه المؤامرة وكشف الاقنعة الزائفة لمن يقف ليبرر لليهود فعلتهم الشنيعة وحتى يعلم المثلث بأننا امة صعبة الهضم.


من حق المقاومة الاسلامية المتمثلة في حزب الله وبقيادة سماحة السيد حسن نصر الله ان تقف لتدافع وبقوة عن ارض لبنان وشعبه، لتدافع عن كرامة اللبنانيين والعرب والمسلمين، هؤلاء لا يريدون من احد جزاء ولا شكورا يريدون من المتخاذلين ان يصمتوا ومن الشرفاء الدعاء بالنصر، حين تحركت المقاومة الاسلامية لتقف امام الطائرات والبارجات والمدافع كان سلاحها الايمان بالله تعالى «ولينصرن الله من ينصره» ودعوات الثكلى من الارامل والايتام والقلوب المؤمنة التي تلهج بالدعاء لهم بالنصر المؤزر «وحصّن ثغور المسلمين بعزتك وأيّد حماتها بقوتك واسبغ عطاياهم من جدتك، اللهم كثر عدتهم واشحذ اسلحتهم وألف جمعهم ودبر امرهم واعضدهم بالنصر وأعنهم بالصبر، وعرفهم ما يجهلون وعلمهم ما لا يعلمون وبصرهم ما لايبصرون..» واخيرا بنيل احدى الحسنيين اما الشهادة او النصر.


وأخيرا نقول لمن اعطى لنفسه الحق في الهجوم على المقاومة الاسلامية وعلى العلماء والدفاع عن الصهاينة كما قال الامام الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء لمن اصطفوا لقتاله «ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم».

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع