فاسرائيل ترسل للسوريين وللايرانيين أيضا،ومنذ اندلاع الأزمة، رسائل تخفيها خلف تصريحات مخففة مفادها أنها لاتنوي توسيع رقعة الحرب، بانتظار ماتسفر عنه مغامرتها البرية التي تعسرت كثيرا بل وفشلت ولم تحقق اي انجاز عسكري باعتراف الصحافة الاسرايلية، بما دفع الى العودة مجددا الى الغارات الجوية بعد أن وجه مقاتلو حزب الله ضربة قاسية لوحدات نخبة النخبة "غالوني"،عجلت في طرح الأسئلة الصعبة داخل المجتمع الاسرائيلي، وحركت شهية الصحفيين الاسرائليين الذين يعكسون حساسية الرأي العام الاسرائيلي وهو يتساءل:أين هو الجيش الاسرائيلي؟!!.
انتصار حزب الله أوجد جدالا في المجلس الوزاري الاسرائيلي،لن يتوقف حتى تتوقف الحرب على لبنان،أويبدأ التفكير الجدي في مرحلة مابعد لبنان،حول كيفية مواصلة العمل في لبنان ..أكد فشل العملية البرية ،وأيد توسيع العملية الجوية،باعتراف الاسرائيليين أن تفوق الجيش الاسرائيلي هو في قوة النار وليس في المعارك وجهة الى وجه.
اسرائيل فشلت حتى الآن في تحقيق أي عسكري رغم أنها طرحت أن الامر الاستراتيجي الاهم في هذه الحرب هو حزب الله، الذي تقول اسرائيل إنه يجب أن يُهزم بكل ثمن. هذا هو الخيار الوحيد القائم أمام اسرائيل والذي لم تحقق منه اي شيء حتى الآن.
المطلوب أن ينصر الجميعُ في العالمين العربي والاسرائيلي حزب الله الذي لم يوجد توازنا استراتيجيا مع اسرائيل وحسب ،وانما أنشأ تفوقا جديدا لم تالفه اسرائيل من قبل ولا مجتمعها الذي أخذ يسأل بقوة هذه الأيام: أين هو جيشنا؟
وباعتراف الاسرائيليين انفسهم،فان انتصار حزب الله يعني أن هذه الحرب ستكون نهاية الردع الذي تبجحت به اسرائيل .. بالفعل وبالقوة.
اسرائيل لم تختر هذه الحرب،فقد أرادتها الولايات المتحدة ومعها الأوروبيون للقضاء على حزب الله ،وهاهي اليوم تصل الى مفترق طرق استراتيجي، شجع الاعلام الاسرائيلي على توجيه الانتقاد الى الجيش الاسرائيلي حتى الاهانة،حين كتب يوئيل ماركوس مقالا في هآرتس قائلا " إن الجيش الاسرائيلي هو "جيش غبي". وللجيش الغبي لا توجد فرصة للانتصار في مثل هذه الحرب".
1/ الإحاطة الكاملة بالميدان، وإدارته عن طريق إدارة ذكية للعبة السياسية، فلم يشتغل أمين المقاومة بالميدان، وابتعد عن إرباك الواقع الأمني أو الاستخباري، وقد برز في حوار الجزيرة، وفي لقائه فجر اليوم، أنه على متابعة دقيقة لكل ما يجري في الأقبية السياسية، وتصله المعلومات السرية التي تكشف سر العملية العسكرية الإسرائيلية، والتي تهدف لخلق (شرق أوسط جديد)، أعلن عنه حمالة الحطب (رايس)، وحدد سماحة السيد الخطوط العامة للمشروع الأمريصهيوني في لقائه الأخير.
2/ التدرج في العرض السياسي، ليشغل العدو بتحليل العناصر السياسية التي يشتمل عليها خطاب الأمين العام، ويربك المحللين السياسيين بتجزئة البنية العميقة للخطاب المتماسك.
إن العرض السياسي يشغل العدو، ويشد الجماهير العاشقة لخط الشهادة والمقاومة الباسلة، وتجعل أنظارهم ترنو للأمل الذي يعبر عن النصر القادم.
3/ المصداقية السياسية، التي تميز بها حزب الله وأمينه، فالصدق والشفافية أصبحت عنوان المقاومة، وعنوان القائد المقتدر، لدرجة أن شعب العدو أصبح يثق بكلام الأمين العام للمقاومة أكثر من ثقته بكلام مسئوليه.
هذه الشفافية تريح قلوب الجماهير، وتجعل المحللين في غرفة عمليات مصغرة للحرب، تطمئن من خلال متابعتها لتباشير النصر.
ج) القدرة الإعلامية:
التي تمثلت في قناة المقاومة والمسلمين (المنار)، والتي دلت الأحداث أن المنار كانت تجهز لعمل إعلامي في حالة الطوارئ، وتجسد بعد دقائق قليلة بعد القصف البربري لمبنى القناة.
والإعلانات السريعة للإعلام العسكري لحزب الله، تكشف عن الكفاءة العالية التي تربط بين الميدان وغرف العمليات وغرف الإعلام المتميز.
إن ميزة الشفافية الإعلامية، تجعل كل المختنقين من التضييق الإعلامي للعدو الصهيوني تثق أكثر بالإعلام الإسلامي والأخلاقية المنبثقة من دين المقاومة.
إن هذه الملامح وغيرها، تنبئ عن قرب تحقق وعد سماحة السيد نصر الله بأن النصر آت آت، وتؤكد الحقيقة التاريخية بأن : السيف لا ينتصر على الدم الطاهر.
التعليقات (0)