تشكلت على مدى أسبوعين كاملين من الحرب على الكرامة الإنسانية (المجاهدين في حزب الله) صورة واضحة للقدرة الفائقة التي يحملها المقاومون نتيجة تجربتهم الميدانية والاستخباراتية والإعلامية، وبدأت صورة الصهاينة تتضح ملامح العجز فيها.
ملامح القدرة الجهادية
وأقصد بها المعادلات الأرضية التي تصنع النصر بعد توافرها، وتتجلى في العناصر الآتية :
أ) القدرة الميدانية: التي أجهزت المقاومة الإسلامية من خلالها على الغطرسة المسلحة للصهاينة بالطريقة المحترفة في (حرب الشوارع)، وأدخلت الإسرائيليين في دائرة بنت جبيل ليكون الهدف المحتوم، بشكل مباغت ومباشر، حتى أصبحت الدبابات رماداً، ورؤس الأعداء تتطاير، فقابل عملية الجوز الإسرائيلية، عملية فتح الجوز للمقاومة.
حتى وصل القدر المشئوم للعدو اليوم أن يهرب لمنزل في مشروع الطيبة اليوم، ليكون المنزل ومن فيه في دائرة النسيان.
وحركة الصد للمقاومة تمثل أعلى درجات الاحترافية بشهادة محللي العدو.
المحللون العسكريون يشيدون بأداء المقاومة في الميدان، وضعف السلاح الذكي التي يعتني به إسرائيل، وتمولها بها إسرائيل.
هذه القدرة تدك وتدمر، وتجر العدو في مثلثات جغرافية خانقة، تبرز فيها قدرة المقاومة، وعجز الطريقة العسكرية النظامية.
ب) القدرة السياسية: نحن على ثقة تامة بالقدرة السياسية التي يدير حزب الله أجنحته العسكرية والأمنية والبرلمانية؛ لكن التجربة التي تخوضها المقاومة تجلعنا نتلمس النقاط الآتية:
1/ الإحاطة الكاملة بالميدان، وإدارته عن طريق إدارة ذكية للعبة السياسية، فلم يشتغل أمين المقاومة بالميدان، وابتعد عن إرباك الواقع الأمني أو الاستخباري، وقد برز في حوار الجزيرة، وفي لقائه فجر اليوم، أنه على متابعة دقيقة لكل ما يجري في الأقبية السياسية، وتصله المعلومات السرية التي تكشف سر العملية العسكرية الإسرائيلية، والتي تهدف لخلق (شرق أوسط جديد)، أعلن عنه حمالة الحطب (رايس)، وحدد سماحة السيد الخطوط العامة للمشروع الأمريصهيوني في لقائه الأخير.
2/ التدرج في العرض السياسي، ليشغل العدو بتحليل العناصر السياسية التي يشتمل عليها خطاب الأمين العام، ويربك المحللين السياسيين بتجزئة البنية العميقة للخطاب المتماسك.
إن العرض السياسي يشغل العدو، ويشد الجماهير العاشقة لخط الشهادة والمقاومة الباسلة، وتجعل أنظارهم ترنو للأمل الذي يعبر عن النصر القادم.
3/ المصداقية السياسية، التي تميز بها حزب الله وأمينه، فالصدق والشفافية أصبحت عنوان المقاومة، وعنوان القائد المقتدر، لدرجة أن شعب العدو أصبح يثق بكلام الأمين العام للمقاومة أكثر من ثقته بكلام مسئوليه.
هذه الشفافية تريح قلوب الجماهير، وتجعل المحللين في غرفة عمليات مصغرة للحرب، تطمئن من خلال متابعتها لتباشير النصر.
ج) القدرة الإعلامية:
التي تمثلت في قناة المقاومة والمسلمين (المنار)، والتي دلت الأحداث أن المنار كانت تجهز لعمل إعلامي في حالة الطوارئ، وتجسد بعد دقائق قليلة بعد القصف البربري لمبنى القناة.
والإعلانات السريعة للإعلام العسكري لحزب الله، تكشف عن الكفاءة العالية التي تربط بين الميدان وغرف العمليات وغرف الإعلام المتميز.
إن ميزة الشفافية الإعلامية، تجعل كل المختنقين من التضييق الإعلامي للعدو الصهيوني تثق أكثر بالإعلام الإسلامي والأخلاقية المنبثقة من دين المقاومة.
إن هذه الملامح وغيرها، تنبئ عن قرب تحقق وعد سماحة السيد نصر الله بأن النصر آت آت، وتؤكد الحقيقة التاريخية بأن : السيف لا ينتصر على الدم الطاهر.
التعليقات (0)