بسمه تعالى
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} الشعراء: 227.

استمراراً لمنهج الإجرام، ومسلسل القتل الوحشي، قام العدو الصهيوني المجرم بمجزرة مروّعة جديدة تجاه المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء ــ ومن بينهم عدد كبير من الأطفال ــ بقصف المبنى السكني الذي يجمعهم في قرية "قانا" بجنوب لبنان، مظهراً بذلك همجيةً لا توصف، وسقوطاً أخلاقيّاً لا حدّ له، ومذكّراً بفجائعه المتواصلة في لبنان وفلسطين الصامدتين، متحدّياً جميع الأعراف والقوانين، ومتجاوزاً جميع الخطوط الحمراء. وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدل على الهزيمة النفسية والميدانية التي يعيشها العدو الصهيوني.

ونحن في المجلس الإسلامي العلمائي إذ ندين هذه الجرائم البشعة، والتجاوزات الخطيرة، من قبل الكيان الصهيوني اللقيط، نحمّل القوى الكبرى في هذا العالم وعلى رأسهم أمريكا المسؤولية الكاملة على هذه الجرائم، لما تقدّمه هذه القوى الظالمة من غطاء بل دعم لهذا الكيان الغاصب والمعتدي، من أجل تحقيق مخططاتها المشؤومة في المنطقة. كما نحمّل المنظمات الأممية المسؤولية بسبب صمتها المخجل، الذي يشجّع المعتدي على التمادي في جرائمه، وكذلك الأنظمة العربية التي لم تكن بمستوى الحدث ممّا أغرى العدوّ بمواصلة جرائمه.

ولكن ليعلم الجميع أنّ أمّة القرآن وأمّة الإسلام لن تنكسر ولن تلين، وستبقى تقاوم وتقاتل في مختلف المواقع دفاعاً عن مصالح الأمّة، وتجسيداً لإرادتها التي لا تقهر، وستفشل جميع مخطّطات الأعداء أمام مقاومة الأبطال في خطّ المواجهة، وصبر الرجال والنساء في الخطوط الخلفية لجبهة الصراع، وستبقى "قانا" عنواناً لوحشية وهمجية الكيان الصهيوني، وستبقى لبنان وفلسطين بمقاومتهما البطولية الصخرة التي يتحطّم عليها جبروته. والله معنا وهو حسبنا. {ولينصرنّ الله من ينصره}.

كما نهيب بالمؤمنين مواصلة دعمهم بالمشاركة في مجالس الدعاء والذكر وكذلك الفعاليات الأخرى التي تقام لنصرة إخواننا في فلسطين ولبنان.
والحمد لله ربّ العالمين..

المجلس الإسلامي العلمائي
5 رجب 1427هـ ــ 31/7/2006م