التقيت بأحد المدربين من المملكة الأردنية الهاشمية حينما قدم لعقد دورة تدريبية في البحرين، فلفت انتباهي بأنه يحفظ أسماء المتدربين اياً كان عددهم من المرة الأولى التي يسمع فيها الإسم، وبذلك يناديهم بأسمائهم في كل مرة يريد من أحدهم أمراً معين، ثارت في نفسي أسئلة كثيرة حول الملاحظة التي ركزت عليها، وفي أقرب فرصة قمت بسؤاله كيف يستطيع أن يحفظ الأسماء في أول مرة، فأجابني بابتسامة ذلك أمرً سهل للغاية، فحينما أتلقى الإسم أحاول أن اكرره في الحال، وأحياناً أدعي أنني لم أسمع الإسم لأطلب منه تكرار الإسم مرة أخرى، وبعد ذلك أقم بإعادة الإسم وبالتالي يتكرر الإسم من بعد إنطلاقه أكثر من مرة، فبذلك أنتهز فرصة التكرار لحفظه.
هذه المقدمة هي انطلاقة موضوعي الذي أحب أن أتطرق إليه وبعد ذلك أدعو نفسي وقارئي هذا الموضوع إلى التشبث به من أجل أن نكتسب حب الأخرين وودهم وإتقان المعاملة الحسنة مع الناس من خلال الإسم وبالتالي التأثير فيهم ببساطة.
إن نسيان أسماء من تلتقي بهم وتتعرف عليهم قد يفقد الفرد الكثير من الإمتيازات الإجتماعية، فلذلك عندما تتعرف على صديق، وتسمع إسمه، حاول أن تثني على جمال الاسم، إذا كان جميل فعلاً ، وأن تبدي استغراباً مع الإعجاب بندرته إذا كان غير ذلك، فهو سيسر باهتمامك إليه، وستكون قادرا على تذكر اسمه لأنك ركزت عليه، فهذا من شأنه استدراجه لتكرار اسمه أكثر من مرة. وهذا ما نحن نريده. إسمع الإسم بدقة وركز عليه، واطلب منه تكراره، فبذلك تحصل على انطباع دقيق وواضح.
لاحظ جيدا نظراته وحراكاته وانت تتحدث معه، دقق بعمق إلى ملامحه واربطها باسمه لينطبع في ذهنك الرابط بين الملامح والإسم، تعرف على أسلوبه في الكلام. إسئله عن قريته واربطها مع اسمه، واسئله عن عمله أو عن دراسته واربط ما يمكن ربطه إلى إسمه، فعندما تعود هذه الانطباعات إلى ذهنك، فانها ستساعدك على تذكر اسمه.
وفي الختام: يقد يجد الشخص الذي التقيته ولم تحفظ إسمه بأنك لم تعطه أي أهتمام بسبب بسيط جداً وهو أن اسمه المكون من أحرف بسيطة لم تحفظها، فكيف ستحفظ صداقة متينة بينك وبينه، أو كيف تستطيع أن تؤثر عليه بشكل أو بآخر.
التعليقات (0)