شارك هذا الموضوع

لقاء خاص مع الداعية أم سيد صادق

 


ونحن في رحاب هذا الشهر الحرام ، شهر الحسين عليه السلام ، شهر عاشوراء ، شهر الحزن والأسى ، شهر الطامة الكبرى التي دهت الأمة الإسلامية والمفقود فيه سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء .  ومن هذا المنطلق يأتي هذا الحوار السريع مع المحاضرة والقارئة الحسينية أم سيد صادق ، لنعرف كيف نحيا مع قافلة الحسين "ع" في بيداء الغربة وصحراء العطش والقتل والسبي ، مع هذه السطور التي ربما تفتح لنا آفاقا ً أوسع وأنفع لفهم العلاقة مع الحسين "ع" ، مع الأخت الكريمة أم سيد صادق كان لنا هذا اللقاء الحواري :


 


موقع الحسينية :  امنحينا نبذة مختصرة عن سيترك الذاتية؟


أم سيد صادق :  الاسم صفية يوسف رضي والكنية أم سيد صادق ، متزوجة وأم لخمسة أطفال ، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الإمارات ، ودبلوم التربية من جامعة البحرين ، مدرسة اقتصاد ومواد تجارية ، ورئيسة اللجنة النسائية في جمعية التوعية الإسلامية .


 


موقع الحسينية :  ماذا تقولين لمن لم تطأ قدمهن عتبات المأتم النسائي منذ فترة طويلة؟


أم سيد صادق :  الفتيات اللواتي لا تطأ أقدامهن المأتم منذ فترة طويلة لسن وحدهن المسؤولات عن هذه الظاهرة ، فهي نتيجة طبيعية ومتوقعة بسبب بعض السلوكيات التربوية الخاطئة في الأسرة ، وبسبب المأتم النسائي غير الفاعل والجامد وغير المطور ، وبسبب الخطاب النسائي المتأخر وغير الواقعي في المآتم. ولكن أقول لتلك الفتيات والنساء تعرفن على الحسين بشكل أكبر حتى تعشقنه عن معرفة بعظمته وآثاره على حياتكن ومن ثم ستشتقن لمأتمه وموسمه كما يشتاق المسلم للأماكن والأزمنة المقدسة وعليكن بقراءة كتاب الخصائص الحسينية للشيخ جعفر التستري ، تعرفن على عظمة ومكانة الحسين من خلال التأمل في أحاديث الرسول وآله ، ومن خلال قصص العلماء وسيرتهم .


 


موقع الحسينية :  ما هو تقييمك لحركة الخطابة الحسينية اليوم هل هي في حالة جمود أم تطور؟


أم سيد صادق :  الخطابة الحسينية على صعيد النساء في حالة جمود قاتل واجترار لموضوعات مكررة ومعلومات خاطئة ومشوهة ،والخطابة الحسينية على صعيد الرجال وإن بدت غير تقليدية كالنساء إلا أنها الأخرى تعاني من الجمود والتكرار أيضاً ، لم يعد غريباً أن تسمع خطيباً يكرر نفس الموضوعات كل عام بدون تحضير جديد أو متابعة للساحة ، فالخطابة لدى بعضهم تجارة وعاطفة فقط ، يشذ عن ذلك ما ندر من الرجال والنساء .


 


موقع الحسينية :  هل نحن بحاجة لمدرسة لتعلم الخطابة الحسينية ؟  وهل فكرة إنشاء معهد للخطابة النسائية في البحرين مطروحة لدى جمعية التوعية الإسلامية ؟


أم سيد صادق :  نعم نحن بحاجة ماسة جداً لمعهد جاد وعصري ومتطور لتعليم الخطابة على صعيد النساء والرجال ، وقد بدأت جمعية التوعية هذا المشروع منذ عام ، لكنه مازال في بدايته ويحتاج المزيد من الدعم والتطوير والجدية .


 


موقع الحسينية :  ما هي بنظرك مؤهلات القارئة أو الخطيبة الحسينية؟


أم سيد صادق :  الخطيبة الحسينية لابد أن تكون شخصية ذات خلق عالي مع الجميع والتزام ديني أصيل ، وصدق مع النفس وإخلاص في النية للمولى سبحانه ولخدمة أهداف الإمام (عج) ولا يناقض فعلها قولها ووظيفتها ، ذات روحية شفافة ونفس مجاهدة ، مثقفة مطلعة على قضايا ومستجدات الساحة وقضايا المرأة على وجه الخصوص ، مطورة لنفسها ولمؤهلاتها ، ذات صوت حسن وأسلوب جذاب وخطاب واقعي ليس بالمتشدد ولا المداهن ، جريئة في قول الحق وكشف الأخطاء للجمهور.


 


موقع الحسينية :  يرمي البعض المنبر الحسيني بتهمة الانجراف بالعاطفة على حساب العقل فماذا تقولين في ذلك؟


أم سيد صادق :  العقل والروح توأمان لا ينفصلان ولا يصلح أحدهما بدون الآخر ، سواءً داخل النفس البشرية أوفي الخطاب المأتمي ، أو في واقع الحياة ، ولكن اتهام المنبر الحسيني بمحاباة العاطفة على حساب العقل تهمة لا تخلو من الصحة أحياناً عند بعض الخطباء والخطيبات الذين يغلبون الجانب العاطفي على الجانب العقلاني والواعي .


 


 


موقع الحسينية :  ما هو الدور المطلوب من المرأة البحرينية لإحياء ذكرى عاشوراء؟


أم سيد صادق :  المرأة البحرينية أولاً لتفكر في الأجيال القادمة من أبناء اليوم فتعلمهم حب الحسين وعشقه ومعرفته والسلوك القويم لينالوا شرف الانتماء إليه ويحذروا الانتماء الشكلي و الوراثي والأجوف لتعلمهم أن سفينة الحسين واسعة ومنجية وأن آثاره متجددة وخالدة وأن نصرته ممكنة بكل عمل خير وصالح وأن الحسين رسالة وسلوك ومبدأ وعمل وليس موكباً وثياباً سوداء فقط ، ثم لتفكر المرأة اليوم في تطوير المآتم النسائية والخطاب النسائي ، وفي إحياء عاشوراء فإن على المرأة أن تعلم أن الحجاب والعفة مقدم على كل شيء فلا يسوغ لها الإحياء التخلي عنه بأي درجة .


 


موقع الحسينية :  ما هي النصائح التي توجهينها للخطيبات المبتدءات؟


أم سيد صادق :   لا يجارين الواقع الخاطئ . وعليهن الالتحاق بالدورات التدريبية والدراسات الدينية واستمرار الإطلاع على مجريات الساحة وعلى الإصدارات الجديدة في كل موسم ، وقبل ذلك التأكد من أهليتهن واستعدادهن لهذه المهمة من حيث المواصفات التي ذكرناها سابقاً لمؤهلات الخطيبة الحسينية .


 


موقع الحسينية :  ماذا عن واقع الروايات الحسينية الموضوعة ولماذا لا تتبنى جهة ما إعادة النظر في صحتها وسلامتها ؟


أم سيد صادق :  نحن هنا أمام أمرين ، العكوف على تصحيح هذه الروايات الموضوعة وذلك يتطلب وقتا وجهداً وأشخاصا مؤهلين وأحسبه من مهمة العلماء والحوزات الدينية ،والأمر الآخر تطوير المحاضرات والمجالس الحسينية خاصة النسائية والاقتصار في المصيبة على الروايات المؤكدة والمتفق عليها . ولا بأس من اجتماع النساء الواعيات في المنطقة بالقارئات قبل موسم عاشوراء في جلسة عمل مصغرة وخاصة يتصفحن فيها هذه الروايات المشكوك فيها والغير واقعية ويحاولن توضيح ذلك لهن وتقديم الكتب البديلة لهن .


 


موقع الحسينية :  كيف نعيش  أجواء الشعيرة الحسينية والمصيبة العاشورائية قبل موسمها بحيث نتحضر لها روحياً؟


أم سيد صادق :  الاستعداد لموسم عاشوراء هو أولاً استعداد لنهاية عام ودخول عام آخر ولعلنا نحن الشيعة في غمرة انشغالنا بموسم الحسين (ع) ننسى ذلك لكن كتب الدعاء والأعمال المأثورة لا تغفل ذلك وتخصص أعمال نافعة وهامة لآخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من السنة الهجرية، هو محطة هامة للمراجعة والمحاسبة والخلوة مع النفس ثم استئناف العمل بروح وإرادة جديدة ، ثم كما قلنا سابقاً التعرف على شخصية وعظمة إمامنا الحسين ، ثم لنفكر في عمل ومشروع في كل موسم نخدم به خط الحسين ، ولا ننسى أن نخصص ولو جزءاً  بسيطاً من أموالنا للشعائر الحسينية ولنحافظ على المداومة على زيارة عاشوراء كما هي عادة علماءنا الربانيين . ولا نضيع الأوقات ولنخطط قبل الموسم لمن سنسلم أسماعنا وأذهاننا وأوقاتنا .


 


موقع الحسينية :  ما هي استعداداتك لموسم عاشوراء لهذا العام وما هي طبيعة مشاركاتك؟


أم سيد صادق :  مشاركاتي بالإضافة إلى المحاضرات في عدة مناطق في العشرة الأولى من المحرم ، استعد للمشاركة في عاشوراء البحرين الذي تنظمه جمعية التوعية منذ عامين من خلال النشرات والمطبوعات والإصدارات المتنوعة ، كما ستصدر اللجنة النسائية النسخة المعدلة من دليل التوعية ، بالإضافة إلى مشاركتي في لجنة التأليف للمآتم النسائية ونشرات بعض المآتم وتنظيم الركب الزينبي السنوي ومسرحية الأربعين ودورة فقهية للخطيبات حول الأحكام الفقهية للأحوال الشخصية .


 


موقع الحسينية :  ماذا يقدم المنبر الحسيني النسائي للناشئة من الأطفال؟


أم سيد صادق :  نحتاج لتخصيص مجالس للأطفال تفيد في ربط الأطفال بالمأتم وتدريبهن على الخطابة المطورة للمستقبل وتعديل السلوك وتنمية الثقة بالنفس وغرس الحب والانتماء للحسين في نفوسهم .


 


 


في نهاية هذا اللقاء نقدم الشكر الجزيل للأخت أم سيد صادق التي أعطتنا من وقتها الثمين هذا الوقت لإجراء هذا اللقاء الخاص مع أسرة الصرح الحسيني بموقع حسينية بن خميس حول أيام عاشوراء الحسين "ع" ، آملين أن يجمعنا لقاء آخر معها في ظلال نور آخر من أنوار آل بيت محمد "ص" .


 


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع