..| أفضل الأعياد |..
يقول الله عز وجل: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً } فما كمل الدين وما تمت النعمة وما رضي الله الإسلام ديناً حتى تمت البيعة لأمير المؤمنين "عليه السلام" . ونزل جبرائيل من قبل الله مهنئاً لرسول الله "ص" من قبِل الله عز وجل بتتويج علي الخلافة والولاية .
وروى أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله أنه قال يوم الغدير: ( هنئوني، إن الله تعالى خصني بالنبوة، وخص أهل بيتي بالإمامة ) . فلم يخصص التهنئة بالنبوة والتي بعث بها قبل ثلاث وعشرين عام وإنما أردفها بالإمامة لما تحتل الإمامة بمكانة كبيرة عند الرسول "ص" ، فتلك المسيرة لم تكتمل إلا بهذا اليوم المبارك ، فعُدّ هذا اليوم من أفضل الأعياد وأجلها وأشرفها عند الله ورسوله وآله الطاهرين . وروى عن الإمام الصادق "عليه السلام" عن آبائه إنه قال رسول الله "ص": ( يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي . وهو اليوم الذي أمرني الله بنصب أخي علي بن أبي طالب، علماً لأمتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً ) .
وقد أبدى أئمة أهل البيت "عليهم السلام" اهتماماً كبيراً بهذا اليوم العظيم فكان يوم فرح وابتهاج وسرور عليهم وعلى شيعتهم ومواليهم ويحثون على العبادة ، وذكر محمد وآل محمد والصلاة عليهم وعلى كل ما يقرب الفرد منهم "عليهم السلام" وذلك لنيل رضاهم لأن رضاهم رضا الله عز وجل كما في الأخبار . وكان المسلمون يهنئ بعضهم بعضاً عند التلاقي ويحيي بعضهم البعض بتحية الولاية والإمامة حامدين لله تمسكهم بولاية أمير المؤمنين داعين بالدعاء المأثور: ( الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة - عليهم السلام - ) .
ويُعد عيد الغدير أهم الأعياد ، كما في الرواية عن الإمام الصادق "عليه السلام" حينما سُئِل: هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: ( نعم أعظمها حَرمة ) ، قال الراوي: وأي عيد هو؟ قال: ( اليوم الذي نصب فيه رسول الله "ص" أمير المؤمنين "عليه السلام" وقال: مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه ، وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة) ، قال الراوي: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ، قال: ( الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد "عليهم السلام" والصلاة عليهم ) ، وأوصى رسول الله "ص" أمير المؤمنين "عليه السلام" أن يتخذ ذلك اليوم عيداً ، وكذلك كانت الأنبياء تفعل ، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً .
كانت البلاد الإسلامية بالأمس تجعل من يوم الغدير عيداً وطنياً ودينياً ، فهذه بلاد المغرب في عهد الأدارسة والفاطميين كانت تعتبره عيداً رسمياً في البلاد ، يا ترى هل إن الاستعمار بعد أن استعمر بلادنا استعمر قلوبنا وعقولنا . . ؟ أما حان الوقت لكي نعي ونقف على الحقائق ببصيرة وموضوعية ؟ فإن هذه الذكريات العظيمة لا تحمل مجرد الاحتفال والابتهاج وإنما تجرك إلى الماضي حيث المبادئ والعقائد والمنهج السليم وهذا ما يخشون منه . ومن المؤسف إن المسلمين أعرضوا عن أعيادهم وتمسكوا بأفراح الغير، معرضين عن قول سادتهم وقادتهم ( يفرحون لفرحنا . . ) !!
التعليقات (0)