لقد عانى شعبنا ولا زال يعاني من مشاكل كبيرة ومتعددة وخطيرة، كمشكلة البطالة والفقر وتدني الأجور، ومشكلة السكن، ومشكلة التمييز في الوظائف، والتمييز في بعثات التعليم، والتمييز في الدوائر الانتخابية، ومشكلة التجنيس السياسي، ومشكلة الاستحواذ على الأراضي والسواحل من قبل فئة قليلة متنفذة، ومشكلة الفساد الإداري والمالي والإثراء الفاحش دون وجه حق، وعلى رأس تلك المشاكل وغيرها ظلت الأزمة الدستورية تعصف بحالة الاستقرار في البلد وتضاعف الشعور بالاحتقان والتوتر على الدوام.
ولأكثر من ثلاثة عقود استمرت تلك المشاكل تتراكم وتتفاقم، وأصبح المواطن يئن تحت ثقلها وقسوتها دون أن تلوح في الأفق إرادة جادة لحلحلتها والتخفيف من وطأتها. وبدلا من البحث عن الحلول العقلانية والإنصات لصوت الشعب استمرت أساليب العنف والمحاربة في الأرزاق وسلب الثروات وعاد القمع والتنكيل الأسلوب الذي ينتظر كل من يبوح بمعاناته ويطالب بحقوقه الأساسية المنتهكة.
ولم تقف الأجهزة الأمنية والمخابراتية عند هذا الحد، حيث أقدمت مؤخرا على الفعلة الشنعاء والصنيع المستفظع بهتكها لعرض أحد المواطنين مما أحدث صدمة أرّقت جميع أبناء الوطن وجعل الكل يتساءل: إلى أين وصلنا؟ وأين من يحمي أمن المواطن وشرفه علاوة على مشاكله اليومية وحقوقه المستلبة الكثيرة ؟
وإننا في الوقت الذي نستنكر فيه بشدة هذه الجريمة النكراء ونطالب بكشف الجناة وإنزال العقوبة الرادعة المتناسبة مع فظاعة الجرم الذي شكل تعديا على شرف كل المواطنين فإننا ومن هذه المنطلقات الآنفة نبارك مسيرة الحقوق والكرامة التي ستنطلق يوم الجمعة 9/12/2005م في الثالثة بعد الظهر، ونعلن عن دعمنا لها بقوة وعن عزمنا على المشاركة فيها ونطلب من الجميع المشاركة بشكل واسع ومكثف احتجاجا على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية والخلقية والأمنية وضرورة التصدي لتطوراتها ومضاعفاتها الخطيرة.
المجلس الإسلامي العلمائي
3 ذي القعدة 1426 هـ
6 /12/2005 م
التعليقات (0)