واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة التاسع من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف تزدهر الحياة بعد الظهور؟ " ، تحدّثنا البارحة حول الأمر السلبي و اليوم نتحدّث عن الإيجابي ، الحديث حول محورين ، الأول كيف ستكون الحياة ومعيشة الناس بعد ظهوره (عج ) ؟ و المحور الثاني كيف يتحقق ذلك ؟ ، المحور الأول ان هذا المبحث ليس فلسفيًا بحتًا ، بل بالرجوع للروايات ، هناك نماذج من الروايات للظهور ، " وتعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك " ، وفي رواية أخرى " لا تقومُ الساعةُ حتى يكثرَ المالُ ، و يفيضَ ، حتى يخرجَ الرجلُ بزكاةِ مالِه فلا يجدْ أحدًا يقبلُها منه " .
بالنسبة للثروة الزراعية : عن الإمام الحسين (ع) - في حديث طويل في الرجعة -: ولتنزلن البركة من السماء والأرض، حتى إن الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة، وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء، وذلك قوله تعالى من سورة الأعراف " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) " ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه." ، وخيرات وثروات أخرى " تَقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبِدِها أمثالَ الأُسطوانِ مِن الذَّهَبِ والفضَّةِ " . وكلها روايات ترسم لنا صورة كيف ستكون حياة الإنسان بعد الظهور ، و هذه الصورة مع صورتنا اليوم لا شيء.
المحور الثاني : كيف سيتحقق الأمر؟ هناك تصوّر ناقص أن بركة صاحب العصر و الزمان و تقوى الناس تؤثر أثرها وهي من المعاجز و الكرامات ، ولكن هذا التصوّر ناقص ، حيث يفتقد الى القوانين الإقتصادية و الخطط الفعّالة و الإكتفاء بالدعاء و الإنتظار و تقوى الناس ، هذا اعتراف أن الدين الإسلامي لا يملك مشروعًا اقتصاديًا لمعالجة أزمات الأمة ، -وان كان هذا جيّدا- لكنه بسيط وناقص، يجب أن نثبت ذلك من خلال طرق منطقية ، وحسب الروايات نستطيع أن نذكر عناصر أساسية مذكورة ، الأول الموارد و الثروات ستكون كافية بل فائضة جدًا ، " ويجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها " ، صاحب العصر و الزمان هو من سيُدير هذه الموارد ، حيث نجد اليوم مقدار ما يصرف على تجارة الأسلحة أكثر من تريليون دولار ، ونقيس على ذلك ما يُصرف على المشاهير و اللاعبين ، عن أبي عبد الله (ع) قال: " إن القصد أمر يحبه الله عز وجل وإن السرف أمر يبغضه الله حتى طرحك النواة فإنها تصلح للشئ وحتي صبك فضل شرابك. " الأمر الثاني : قانون عادل في عصر صاحب العصر و الزمان ، فلا وجود للإحتكار و لا وجود للرّبا ، عنه (ع): " ربح المؤمن على المؤمن ربا، إلا أن يشتري بأكثر من مائة درهم فاربح عليه قوت يومك، أو يشتريه للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم " ، الأمر الثالث : إدارة من الإمام العادل هو من يوزّع الثروات ..
السيد محمد الهاشمي - ليلة التاسع من شهر رمضان 1446هـ / 2025م











































































التعليقات (0)