شارك هذا الموضوع

السيد محمد الهاشمي - ليلة الثامن من شهر رمضان 1446هـ / 2025م

واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الثامن من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف واجه الائمة (ع) الحرب الاقتصادية؟ " ، نعلم بأن أئمة أهل البيت مورس عليهم شتى أنواع الحروب سواء النفسية أو الإعلامية أو الإعتقادية وعلى مدرسة أهل البيت بشكل عام ، من تلك الحروب الحرب الإقتصادية والتي بدأت منذ عهد رسول الله وبالأخص شعب أبي طالب ، حيث وصل الأمر الى درجة أن يكتب الخليفة الأموي [م] إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: " انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه، وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به وأهدموا داره. " . وهذه السياسة الى يومنا هذا ، قال الشعبي: " ما ندري ما نصنع بعلي بن أبي طالب (ع)، إن أحببناه افتقرنا ، وإن أبغضناه كفرنا " .

وهنا نشير ان الله عز وجل أمر المسلمين أن يتذاكروا الحرب الإقتصادية كل اسبوع من سورة المنافقون " هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) " و القرآن يشير الى هذا البعد لنركّز عليه .هناك عدة طرق التي نواجه به هذه الأمور ، الأمر الأول في روايات أهل البيت بعد غصب فدكًا من الزهراء عليها السلام هو أن علي (ع) حفر الآبار و البساتين ، حيث يعلّمنا الإمام أن نحتفظ بالموارد الأصلية ، حيث كتب (ع) " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما، وليس لأحد غيرهما " ، و هنا نجد حرص الإمام (ع) على الحفاظ على العيون .


أيضًا في قبال سياسة الحرب الإقتصادية ، فإن الروايات تؤكد على الوقف ، عن جابر " لم يكن من الصحابة ذو مقدرة إلا وقف وقفا " ، وعنه (ص) قال: " إن شئت حبست أصله، وسبلت ثمرتها " . يحتاج الجميع الى هذه الأوقاف لما لها من آثار إيجابية ولا يمكن التصرّف فيها ، وهذا ما نراه في سيرة أهل البيت ، الأئمة كانوا يتصدّقون على الفقراء وذلك من خلال برامج التوفير الذين يقومون به ، و الأمر الآخر عن أبي بصير " سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يشترى اللحم من السوق، وعنده من يذبح، ويبيع من اخوانه، فيتعمد الشراء من النصاب؟ فقال اي شئ تسألني أن أقول؟ ما يأكل الا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، قلت:سبحان الله مثل الدم والميتة ولحم الخنزير؟ فقال: نعم وأعظم عند الله من ذلك، ثم قال: ان هذا في قلبه على المؤمنين مرض". فينبغي على الإنسان التعامل مع المؤمنين بدلًا من التعامل مع الكافرين في عملية التجارة و أن ينفق أمواله لتقوية الدين لا لإضعافه . الأسلوب الثالث هو الحقوق الشرعية من الزكاة و الخمس وبالاخص حق الإمام (عج ).



التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع