شارك هذا الموضوع

السيد محمد الهاشمي - ليلة السابع من شهر رمضان 1446هـ / 2025م

واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السابع من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف يشوه الأعداء صورة الأولياء؟ " ، نأخذ أبو طالب نموذجًا ، حيث شوهت صورته أمام المسلمين ، ينبغي علينا أن نستنتج بعض العبر من هذه الشخصية المظلومة العظيمة ، عن الإمام الرضا (ع) وقال روى عن آبائه بعدة طرق:" إن نقش خاتم أبي طالب عليه السلام كان:رضيت بالله ربا، وبابن أخي محمد نبيا، وبابني علي له وصيا" .

عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار، فقال: مه فض الله فاك، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟! والذي بعث محمدا بالحق إن نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الأئمة ، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام ".

تاريخ أبي طالب و سيرته و انجازته وبذله لأمواله قبال الحفاظ على رسول الله (ص) له شواهد كثيرة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال: " الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثم إن ابن أخي هذا يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق " .

وله من الأشعار الكثيرة و الصريحة و التي تدلّ على إيمانه ، " يا شاهد الله على فاشهد * أني على دين النبي احمد * من ضل في الدين فإني مهتد " ، وهذه الأشعار ناشئة عن اعتقاد و ليس عن صلة قرابة ، حيث كان مستعدًا أن يضحّي بأولاده فداءً لرسول الله (ص) ، ولما اجتمعت قريش في دار الندوة وكتبوا صحيفة بينهم أن لا يؤاكلوا بني هاشم ولا يكلموهم، ولا يبايعوهم، ولا يزوجوهم، ولا يتزوجوا إليهم، ولا يحضروا معهم حتى يدفعوا إليهم محمدا فيقتلونه، وإنهم يد واحدة على محمد يقتلونه غيلة أو صراحا، فلما بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا الشعب وكانوا أربعين رجلا، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم والركن والمقام إن شاكت محمدا شوكة لأثبن عليكم يا بني هاشم، وحصن الشعب، وكان يحرسه بالليل والنهار، فإذا جاء الليل يقوم بالسيف عليه .

لقد أخذ العامّة رواية أو روايتين أن أبو طالب في ضحضاحة من النار يبلغ كعبيه ، وتركوا كل أفضاله و أقواله و أشعاره و قوة الأدلة على إيمانه وأخذوا بالأدلة الضعيفة على كفره ، نحن مدينون لأبي طالب لما وصل الينا الإسلام . إن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع