شارك هذا الموضوع

السيد محمد الهاشمي - ليلة السادس من شهر رمضان 1446هـ / 2025م

واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة السادس من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف ينظر علي (ع) للدعاء؟ " كما أن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم ، فهو شهر للدعاء أيضًا ، لا سيمّا أدعية أهل البيت عليهم السلام لأن دعائهم قرآن صاعد ، الدعاء نعمةٌ عظيمة من الله عز وجل ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : " أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف " ، و الروايات كثيرة في هذا المجال ، ينبغي أن ننظر الى الدعاء من زاوية أمير المؤمنين (ع) ، وذلك من خلال رسالته الواحدة والثلاثون من نهج البلاغة حينما يتحدّث عن الدعاء و يبيّن زاوية من الزوايا التي ينبغي علينا من خلالها أن ننظر للدعاء " و اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّماوات و الأرض قد أذن لك في الدّعاء و تكفّل لك بالإجابة " .

الله أمر للعبد أن يدعو ويطلب ما يريد ، مع أن المملوك يعمل به المالك ما يريد ، لكنّ أمير المؤمنين يريدنا أن نعرف أن هذا العبد العاصي قد أذن الله له في الدعاء وتكفّل له بالإجابة ، هي نعمة عظيمة من الله عز وجل ، قال الإمام الصادق (ع) : "إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وأبرم إبراما" . ويضيف أمير المؤمنين : " وأمرك أن تسأله ليعطيك، وتسترحمه ليرحمك " ، أي أنّ الله عز وجل قد أمرنا بالدعاء وأوجبه علينا ، من مناجاة الذاكرين للإمام السجّاد (ع) " إِلَهِي لَوْ لَا الْوَاجِبُ مِنْ قَبُولِ أَمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي إِيَّاكَ ، عَلَى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي لَا بِقَدْرِكَ ، وَ مَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدَارِي حَتَّى أُجْعَلَ مَحَلًّا لِتَقْدِيسِكَ " ، وهو ما يُفيد أنّ العبد - بعد كل ذنوبه - يؤذن له ويؤمر بالدعاء ، بل ويدعو بالدعاء الذي كان يدعو به أهل البيت عليهم السلام .

" ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة ولم يفضحك حيث الفضيحة ولم يشدد عليك في قبول الإنابة، ولم يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة ،، فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك ،، فلا يقنطنك إبطاء إجابته فان العطية على قدر النية ،، وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، وينفى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له " ، عدم استجابة الله للدعاء أحيانًا يكون إما بخلل في النية او لعدم قدرته ، أو أن يعطيه الله عز وجل ما هو أفضل منه إما في الدنيا أو الآخرة . المطلوب من الإنسان أن يشكر الله إذا استجيب دعاؤه أو لم يستجاب ، يختم أمير المؤمنين الدعاء " فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، وينفى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له ". لا تهتم كثيرًا بدعاؤك بالدنيا ، اسعَ واجعل الباقي على الله عزّوجل ، أجمل في طلبات الدنيا و لتُصرّ على طلبات الآخرة .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع