حسينية الحاج أحمد بن خميس

واصل سماحة السيد محمد الهاشمي سلسلة محاضراته الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك في ليلة الرابع من شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ ، وتحت عنوان " كيف ينبغي أن ننظر للقرآن؟ " ، ينبغي علينا اكمال شروط التوبة الأربعة أولًا لأمير المؤمنين و بعدها نتحدّث عن عنوان بحثنا ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ان قائلا قال بحضرته: أستغفر الله، فقال: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشو بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله. ، الشرطان الأولان لتحقيق التوبة ، أما الشروط الأربعة الأخرى هي مورد لقبول التوبة وليس لأصل صحة التوبة .

يذكر أمير المؤمنين في النقطة الثالثة حقوق الناس قبل ذكره حق الله عز وجل ، وحق الناس لا يقتصر على الأموال فحسب ، بل في كل شيء حتى تشويه صورهم أو غيبتهم ، من سورة البقرة : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ " ، رابعًا حقّ الله عز وجل ، ينبغي للإنسان بعد توبته أن يرجع حق الله مثل الصلوات الفائتة أو الصيام ، إن من حق الله عز وجل أيضًا حجّ البيت ، والخامس و السادس شرطان لكمال التوبة لكي تكون في صورتها الكاملة ، لذا ينبغي على هذا الجسد أن يذوق الألم ، عن رسول الله (ص): " أحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية ".

أمّا عن موضوع هذه الليلة ، ان الله عز وجل يعرّف شهر رمضان بشهر نزول القرآن و ليلة القدر هي قمّة هذا الشهر ، والروايات تذكر أن كل الرسالات السماوية نزلت في شهر رمضان ، شهر رمضان هو موسم قراءة القرآن ، وينبغي للإنسان أن يعيش موسم هذا القرآن ويداوم على قراءته ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيجا عنه يوم القيامة " ، وأهل البيت هم ترجمان القرآن فينبغي التمسك بهم كما أوصى رسول الله (ص) ، ولن يفترقا لانهم شيء واحد ، و قد ربّى أهل البيت شيعتهم على القرآن الكريم .